ستيفاني ويليامز تغادر منصبها في ليبيا في غياب اتفاق حول خليفتها

  • 7/31/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الأمم المتحدة، السبت، مغادرة المستشارة الأممية للشأن الليبي ستيفاني ويليامز، منصبها الأحد، فيما لم يحسم بعد خليفتها في المنصب في ظل أزمة سياسية ودستورية محتدمة تنذر بعودة العنف في هذا البلد. جاء ذلك بعد يومين على اعتماد مجلس الأمن الدولي، قرارا يقضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمدة ثلاثة أشهر، تنتهي في الحادي والثلاثين من أكتوبر المقبل، بعد رفض روسيا مقترحا أميركيا يقضي بتمديد التفويض لعام كامل. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق بمقر المنظمة الدولية في نيويورك “سنحاول في أسرع وقت ممكن تسمية شخص مؤقت للقيام بالمهمات التي تقوم بها ويليامز ولكن ليس لدينا أحد لتسميته الآن”. وأفاد حق بأن البعثة الأممية في ليبيا “موجودة والشخص الذي يتولى المسؤولية (مكان ويليامز) هو ريزدون زنينغا، وسيظل هو المسؤول إلى حين تسمية شخص. فرحان حق: سنحاول في أسرع وقت ممكن تسمية شخص مؤقت ويجري تداول العديد من الأسماء لترؤس البعثة الأممية في ليبيا، لكن الخلافات بين القوى الدولية والإقليمية المنخرطة في الأزمة تحول حتى الآن دون الاتفاق على شخصية بعينها، وسط ترجيحات باستمرار الخلاف لاسيما وأن هذه القوى منشغلة في تحديات أخرى أهمها مواجهة تبعات الأزمة الأوكرانية وتفاعلاتها. ومن أبرز الأسماء التي يجري تداولها للمنصب وزير الخارجية الجزائري الأسبق ومندوبها السابق في الأمم المتحدة صبري بوقادوم، المدعوم من إيطاليا، والذي يعد قريبا من الملف الليبي وتشعّباته، وسبق وأن زار بوقادوم العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي شرق البلاد ومدينة غات جنوبها، عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية. ويرى مراقبون أنه على الرغم من الدعم المقدم من بعض القوى لبوقادوم لكن ذلك لا يخفي عدم وجود إجماع حوله سواء في الداخل الليبي أو في الخارج، خصوصا وأن الجزائر لا تخفي دعمها لمحور معين في الأزمة الليبية، وهو المحور التركي - القطري. ومن بين الأسماء الأخرى المطروحة لخلافة ويليامز كريستيان بوك، الدبلوماسي الألماني والمبعوث الخاص إلى ليبيا، التي عمل فيها سفيرا خلال الفترة الممتدة من 2016 إلى 2017، ومن المتوقع أن يجد دعما من بلاده وكذلك من عدة دول أوروبية. ويبذل الاتحاد الأفريقي أيضا جهوده من أجل تعيين شخصية أفريقية لهذا المنصب، ومن بين الشخصيات التي يدفع باتجاه ترشيحها الدبلوماسي الغاني محمد بن شمباس الممثل الخاص للأمم المتحدة لغرب أفريقيا من العام 2014 إلى العام 2021، وكذلك وزير الخارجية السوداني الأسبق مصطفى عثمان إسماعيل. وكان الاتحاد الأفريقي غائبا عن المشهد الليبي طيلة السنوات الماضية لكنه يسعى اليوم لتدارك هذا الوضع، وقد أعلنت الممثلة الخاصة لرئيس مفوضية الاتحاد في ليبيا، وحيدة العياري، في وقت سابق أن اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد حول ليبيا “تعتزم عقد مؤتمر جامع للمصالحة، وسيقوم الليبيون أنفسهم بتحديد أجندته كونه مؤتمرًا ليبيًا برعاية أفريقية”. ويرى مراقبون أنه بغض النظر عن الشخصية التي ستتولى قيادة البعثة الأممية في ليبيا، فإن المبعوث الجديد سيكون أمام تحديات كبيرة، لاسيما في ظل حالة الانسداد الراهنة، ووجود حكومتين تتصارعان على السلطة، وهما حكومة عبدالحميد الديبية وحكومة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا. ويشير المراقبون إلى أن على المبعوث الجديد تبني مقاربة جديدة في التعاطي مع الملف الليبي تقطع مع نهج ويليامز القائم على إدارة الأزمة بدل حلها. وكانت حصيلة إنجازات ويليامز هزيلة للغاية، حيث فشلت في تحقيق أيّ اختراقات فعلية لإنهاء الأزمة. المبعوث الجديد سيكون أمام تحديات كبيرة، لاسيما في ظل حالة الانسداد الراهنة، ووجود حكومتين تتصارعان على السلطة وقادت ويليامز جهود الوساطة بين أطراف النزاع الليبي قبل عامين ضمن ملتقى الحوار السياسي الذي أنتج السلطات الحالية (حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي) فيما فشلت تلك الجهود في الوصول إلى انتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي كان ذلك الملتقى قد أقرها. وأدارت المبعوثة أيضا مبادرة أطلقتها قبل أشهر بتشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة لوضع قاعدة دستورية تقود إلى الانتخابات دون تحقق ذلك حتى الآن. واعترفت ويليامز في وقت سابق من الشهر الجاري بفشل اجتماعات جنيف بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، في التوصل إلى اتفاق حول القاعدة الدستورية، مشيرة إلى أن المباحثات تعثرت عند نقطة وحيدة وهي شروط الترشح للانتخابات الرئاسية. وجاء إقرار ويليامز بالفشل بعد أن أشاعت أجواء من التفاؤل على هذا الاجتماع الذي جاء بعد فشل ثلاث جولات من المحادثات الدستورية بين مجلسي النواب والدولة في العاصمة المصرية القاهرة. وتلقى مغادرة ويليامز ارتياحا في الأوساط السياسية ولاسيما الشعبية في ليبيا، التي ترى بأن المبعوثة الأممية كانت جزءا من الأزمة وليس الحل. وعين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في السادس من ديسمبر 2021 ويليامز مستشارةً خاصةً له بشأن ليبيا، خلفا للمبعوث الأممي السابق يان كوبيش الذي قدم استقالته في الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي.

مشاركة :