الأستاذ محسن بن موسى خرمي من صغري وأنا عرفه .. لم أتتلمذ على يديه ولكنه معلم فاضل قدير له مكانته في المجتمع التعليمي والمجتمع البيشي. رجل متواضع بسيط دمث الأخلاق ، كريم سهل في التعامل معه وذو أخلاق عالية. وهو مربي ، وقائد ، وتربوي ، وفلاح عاشق للزراعة و التراث الشعبي بالمنطقة .. في المجتمعات والاحتفالات المدرسية تجده حاضرا .. في مباريات فرق المدارس الرياضية وأندية المنطقة وخاصة إذا كان نادي بيش طرفا فيها ، أو أحد أندية المنطقة طرفا مع ناد من خارج المنطقة. في حفلات التراث الشعبي المقامة بمناسبة الأعياد ، أو الاحتفال باليوم الوطني ، في الأمسيات الشعرية ، ورغم ريادته التربوية ، لكنه لا يحب الصفوف الأولى .. رغم حضوره المبكر لكنه يفضل أن يكون بين الجمهور من أجل التشجيع . درس في بيش ، وتخرج في معهد المعلمين بجدة ، و تم تعيينه في إحدى ضواحي بيشة ولأنه رجل إجتماعي ، وجد مجموعة من الطلاب ، يدرسون في المعهد العلمي ببيشة وهم من السلامة العليا فوجد فيهم ضالته وكان الكبير أخاه والصغير ابنه ولأن المسافة بعيدة والطرق غير ميسرة والدراسة تمتد إلى عدة أشهر فكان يقضي عطلته الأسبوعية بينهم . ومن أدبه كان يواصلهم خلال العطلة الصيفية . ومن جميل الصدف أنه عندما انتقل الى منطقة جازان عين في مدرسة السلامة العليا وبقي فيها عدة سنوات مدرسا ثم وكيلا ونال شهرة واسعة .. من خلال مسرح السلامة العليا المدرسي الذي كان يقام سنويا وجميع فقراته يكتبها ويخرجها كلها الأستاذ محسن خرمي . وكان يشارك بنفسه في فقرات الفن الشعبي ورقصات السيف . في عام ١٤٠٠هـ ، صدر قرار تعيينه ، مديرا لمدرسة المجديرة واستمر مديرا للمدرسة حتى عام ١٤٢١هـ . ثم انتقل إلى مدرسة السلامة السفلى حتى تقاعد من العمل التعليمي بعد مسيرة مشرفة . شاركت أنا وهو في أمسية وطنية أدبية على مسرح صالة مدرسة الزبير بن العوام وقد أبهر الجميع بقصصه وسرده لها . تحدث عن الفن الشعبي والتراث الشعبي بمحافظة بيش وما حولها . الأستاذ محسن خرمي ، والده فلاح أو حراث كبير رحمه الله ومن مشاهير المهتمين بالزراعة وحسابات المواسم وبدايات التليم والحصاد وبدايات الغبرة و نهايتها عن طريق الخبرة وقد ورث أبوحسن هذا العشق من والده ولذلك تجده بين الأراضي الزراعية بمسحاته وفاسه وعلى العقوم و أوقات المساقاة. وهو وجه اجتماعي حاضر في كافة المناسبات الابتسامة لا تفارقه أحاديثه لا تمل صاحب نكتة له عدد من الأخوة كلهم تقريبا عملوا في مجال التعليم ونستطيع القول بأن الأستاذ محسن خرمي شخصية شاملة تربوية اجتماعية رياضية فنية . تمنياتي له بالصحة والعافية والعمر المديد ، وشكرا جزيلا للأستاذ محمد صالح جوحلي الذي شاركني في إعداد سيرة الأستاذ الكبير محسن خرمي .