وصف رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام خادم الحرمين الشريفين بأنه القائد العربي الذي أعطى للعرب مكانة مميزة بقوة شخصيته وحضوره السياسي والدولي الراقي في كل المحافل بكل أنواعها. وفي حوار خاص بـ “الشرق” قال سلام إن “هذا رأي جميع مَنْ عرف خادم الحرمين الشريفين، سواء داخل أو خارج لبنان، وهو ليس بالأمر الغريب أو المستحدث، فقد ورث عن والده الملك عبدالعزيز، تلك الحنكة السياسية، التي أورثها لأبنائه من بعده، وبطبيعة الحال لم ولن ننسى وقفاتكم معنا سواء كحكام أو كشعب سعودي في كل الأمور والظروف التي مر بها لبنان أبداً، لذا ستظل للسعودية مكانة خاصة في قلوبنا نحن أبناء لبنان بكل مشاربنا وأطيافنا. وحول ما تبثه أقلام وأصوات مأجورة في وسائل إعلام لبنانية قال “هؤلاء ليسوا محسوبين على الإعلام الرسمي في لبنان، دعيهم يتحدثون بما يشاءون، فالسعودية تظل لها مكانة عظيمة ومهمة لدينا، ولا أحتاج أن أؤكد لكِ ذلك، فالسائح السعودي مرحَّب به في كل وقت وفي كل مكان، بل يعدُّ من أهم السياح لدينا، فهو يحضر لأنه واثق في أن لبنان بلد سياحي فيه كل أمر جميل وكل تعامل راقٍ معه ومع الآخرين، والدليل أن نسبة السياح السعوديين لدينا مرتفعة، ولا يمكن لأي إعلامي أو وسيلة إعلامية صفراء أن يسيء للسعودية وأن يجعلنا نتأثر بما يقول، فالأمر ليس بجديد علينا، فهم منذ سنوات ينعقون ومع ذلك تواصلنا يزداد فيما بيننا. سلام: الملك سلمان أعطى للعرب مكانة مميزة بقوة شخصيته وحضوره الراقي رئيس وزراء لبنان لـ الشرق: السعودية كانت وستظل لها مكانة خاصة في قلوبنا حاورته منيرة المشخص كان لحديثي مع رئيس الوزراء اللبناني ورئيس الحكومة في لبنان دولة الرئيس تمام سلام، الذي يعدُّ الأول من نوعه مع إعلامية سعودية، وَقْع التفاؤل والبساطة من قِبله، خاصة أن الحوار غير محضَّر له سابقاً، حيث التقيت به بينما كان وسط عدد قليل من مرافقيه في بهو فندق الريتز كالرلتون مساء الأربعاء في ليلة ختام القمة، ورغم أنه كان على وشك المغادرة لحضور حفل تكريم له في السفارة اللبنانية بالرياض، ومن ثم المغادرة إلى بلده، إلا أن إجاباته على أسئلتي اتسمت بالعفوية ورحابة الصدر رغم مكانته السياسية المرموقة على مستوى العالم ما جعلني أخرج منه بهذا اللقاء، الذي يعدُّ الأول للصحيفة ولي معه، فإلى الحوار: دولة الرئيس: ما هو انطباعكم عقب إعلان بيان الرياض بعد انتهاء انعقاد القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا اللاتينية؟ - دعيني أولاً أسجل إعجابي وتقديري، الذي هو ليس مجاملة وكلهم يعرفه، بشخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ذلك القائد العربي الذي أعطى للعرب مكانة مميزة بقوة شخصيته وحضوره السياسي والدولي الراقي في كل المحافل بكل أنواعها، وبالطبع هذا ليس رأيي وحدي فقط، بل رأي جميع مَنْ عرفه سواء داخل أو خارج لبنان، وهو ليس بالأمر الغريب أو المستحدث، فقد ورث ذلك عن والده الملك عبدالعزيز، تلك الحنكة السياسية، التي أورثها لأبنائه من بعده، وبطبيعة الحال لم ولن ننسى وقفاتهم معنا سواء كحكام أو كشعب سعودي في كل الأمور والظروف التي مر بها لبنان أبداً، لذا ستظل للسعودية مكانة خاصة في قلوبنا نحن أبناء لبنان بكل مشاربنا وأطيافنا. دولة الرئيس، حديثكم ورأيكم في السعودية وأهلها ليس بغريب وهو أمرٌ الجميع يعرف أنه نابع من قلب صادق، فنحن نعلم مدى المحبة التي يكنها دولتكم ومن قبل والدكم والشعب اللبناني للسعودية، لذا نعود إلى سؤالي الأول: كيف تقرأون نتائج إعلان بيان الرياض عقب انتهاء القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية؟ - لن أخفي عليكِ شعوري بالفخر، وأعتقد هو شعور كثير ممن حضر هذه القمة، التي جمعت قرابة ثلاثين رئيس دولة وأكثر، وهذا حدث تاريخي من النادر تسجيله، وأيضاً اتفاق الجميع على مضامين إعلان الرياض وهو ما يؤكد المكانة العظيمة والمهمة التي تتبوأها السعودية وملكها، ما أكسبها ثقة عظيمة بين شعوب العالم، وتأكيداً ويقيناً راسخاً أنها بلد قائد للسلام في كل مكان، والملك سلمان القائد والأخ الأكبر للجميع والصديق الصدوق، الذي يحمل همَّ العرب جميعهم، ولعلنا لمسنا ذلك في كلمته التي كانت موجزة، ولكنها وافية وكافية بمضامينها، التي تناولت جميع الأطراف الاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية والأمنية بنشر السلام بين شعوب العالم عامة، والدول العربية ودول أمريكا الجنوبية خاصة، إضافة إلى نبذ الإرهاب والتطرف والبعد عن العصبية والتفرقة الطائفية. في رأيكم، ماذا بعد انتهاء القمة وما تضمنه البيان؟ - بطبيعة الحال يجب علينا كعرب أن نكون المبادرين بمتابعة بنود البيان والحرص على تطبيقها إذا لم يكن جميعها فأغلبها، فالتسويف يجب نبذه خلف ظهورنا، فشعوبنا في حاجة لنا ونحن في حاجة لنقدم لهم كل ما يحقق لهم العيش الكريم، وفي الوقت نفسه لا نترك للآخرين تحديد مصيرنا، ولعل هذه القمة وما سبقها من قمم ثلاث تحفزنا نحو ذلك على جميع الأصعدة الأمنية والاقتصادية والسياسية. نحن نعلم أن أمريكا الجنوبية خاصة البرازيل تضم عدداً كبيراً من أبناء الجالية اللبنانية، حيث يقارب عددهم حوالي سبعة ملايين لبناني، ويشكلون أقلية ليست بالهينة، بل إن بعضهم تبوأ مكانة سياسية واقتصادية في تلك الدول، في رأيك كيف يمكن إحداث تمازج بين الحضارتين العربية واللاتينية من خلال العرب في تلك الدول؟ - علاقة العربة باللاتينيين ليست بحديثة، بل تجاوز عمرها عقوداً وقروناً عديدة، لذا نجد أن هناك تشابهاً بيننا وبينهم في عديد من الثقافات والعادات والتقاليد ما شكل طريقاً سهلاً للعرب عامة واللبنانيين خاصة للامتزاج معهم في عدد من دولهم، لذا أتمنى أن يكون هناك مزيد من قنوات الاتصال والتواصل بيننا لنقل حضارتنا لهم والعكس صحيح كذلك، خاصة أننا نعلم أن دول أمريكا الجنوبية لديها تعاطف مع قضايانا العربية مثل: قضية فلسطين، وما يحدث في سوريا، وأيضاً لبنان، وهذا يعني أن زيادة مد الجسور بيننا من السهولة بمكان. بما أنك تطرقت للظروف التي تمر بها بعض الدول العربية ومن بينها لبنان، كثيرون يريدون أن يعرفوا ماذا يحدث في لبنان بالضبط؟ - الأمور ليست بذلك السوء، الذي يحاول بعضهم تصويره للآخرين، فالشعب اللبناني محب للحياة، وللعالم أجمع ولكم كسعوديين وخليجيين، وما يحدث فيه هو من بعض الذين يحاولون أن يثيروا الرعب والخلخلة بين اللبنانيين لتقويض عزيمتهم، ما أحدث نوعاً من الاضطرابات السياسية رغم بساطتها، ولكنها تسبب للجميع الحزن على ما سببته في لبنان، ونتمنى أن تكون في طريقها للحل، ولكن رغم ذلك لا تزال لبنان تلك الدولة الجميلة والمحبة للسلام ولأهله ويضم بين جنباته جميع الأطياف والمذاهب والأديان دون تفرقة، إضافة للحضارات المختلفة ما شكل لديهم نوعاً من التمازج الثقافي بينهم سواء العرب أو غير العرب. لنكن أكثر صراحة، هل بالفعل لم يعد السائح السعودي مرحباً به كما كان سابقاً من خلال ما تبثه بعض الأقلام والأصوات المأجورة في بعضٍ من وسائل الإعلام اللبنانية؟ - عزيزتي، نحن لا ننظر أبداً إلى هؤلاء المحسوبين على أنفسهم، ولكنهم ليسوا محسوبين على الإعلام الرسمي في لبنان، دعيهم يتحدثون بما يشاءون، فالسعودية تظل لها مكانة عظيمة ومهمة لدينا، ولا أحتاج أن أؤكد لكِ ذلك، فالسائح السعودي مرحَّب به في كل وقت وفي كل مكان، بل يعدُّ من أهم السياح لدينا، فهو يحضر لأنه واثق أن لبنان بلد سياحي فيها كل أمر جميل وكل تعامل راقٍ معه ومع الآخرين، والدليل أن نسبة السياح السعوديين لدينا مرتفعة، ولا يمكن لأي إعلامي أو وسيلة إعلامية صفراء أن يسيء للسعودية وأن يجعلنا نتأثر بما يقول، فالأمر ليس بجديد علينا، فهم منذ سنوات ينعقون ومع ذلك تواصلنا يزداد فيما بيننا. هل يعني ذلك أن المستثمر السعودي يطمئن على استثماراته هناك، وأنها لم تتأثر سلباً أبداً؟ - دعيني أعكس الإجابة لأقول لكِ: السعودية لديها عدد كبير من اللبنانيين منذ عقود طويلة يعملون فيها ولديهم استثمارات منذ عقود، بل إن بعضهم أصبح لديه صلة نسب فيها، وله مكانة خاصة لديكم، ونحن مطمئنون ومتأكدون من ذلك، وعلى يقين أن الحكومة السعودية توفر لهم أفضل السبل الممكنة لتسهيل أمورهم خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات الخاصة بهم أو فرص العمل، وفي المقابل المستثمر السعودي له كل الترحاب والتقدير في لبنان، فهو محرك مهم للاقتصاد اللبناني، ولكِ أن تتأكدي من المستثمر السعودي نفسه، وأؤكد أن الأحداث الأخيرة التي مرت بها لبنان لم تؤثر سلباً على التعامل الاقتصادي معه ومعنا، وإنْ حدث فهو جراء ما يمر به العالم من تغييرات انعكست على كثير من الجوانب المهمة في دول العالم. ماذا تود أن تقول لقراء صحيفة «الشرق»، خاصة أن هذا يعدُّ أول حوار يتم إجراؤه معك من خلالها؟ - لن أزيد على ما قلته سابقاً من تأكيد لمكانتكم كسعوديين وكبلد في داخلنا، ولكنني أود أن أسجل إعجابي واحترامي بالفتاة السعودية، التي حضرت وبقوة في عدد من المحافل الدولية خارج وداخل السعودية وهي ملتزمة بحشمتها ووقارها واحترافيتها وأنتِ خير مثال على ذلك، سواء عندما التقيت بكِ قبل عامين في جدة أو اليوم بأن أجريتِ معي هذا اللقاء دون تحضير مسبق وهي رسالة للجميع أن المرأة السعودية بصفة عامة، والإعلامية خاصةً تسجل حضوراً مهيباً ومميزاً في كل مكان، فلكِ وللقائمين على صحيفة «الشرق» وللسعوديين كافة كل تقدير واحترام منا كشعب لبناني. ومني تمام التقدير والسلام يا تمام سلام.
مشاركة :