المناطق_متابعات نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، قبل خمسة أشهر، أن التقديرات العالمية تشير لوصول من يعانون من السمنة المفرطة إلى مليار شخص في 2030، وأنه سيساوي ثلاثة أضعاف الأعداد المسجلة في 2010، وتوقعت ارتفاع نسبتها لقرابة 47% من إجمالي السكان في الولايات المتحدة، وقد وصل الأمر إلى درجة اعتبارها وباءً في أميركا وأوروبا، وما زالت التحذيرات الوطنية غائبة، رغم أن نسبة الوفيات السنوية نتيجة للسمنة في المملكة تصل إلى 18%، مقارنة بحوالى 13% في أوروبا، والسابق يتجاوز المتوسط العالمي بنسبة 4%. إحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2020، وضعت المملكة في المرتبة الثانية ضمن قائمة الشعوب الأكثر إصابة بالسمنة، وقالت إن 70% من المجتمع السعودي لديه معاناة معها، ومن بين هؤلاء أكثر من ثلاثة ملايين طفل، وهذه الأرقام غير مريحة بطبيعة الحال، لأن الأطفال سيكونون شباباً في 2030، ولن يستطيعوا خدمة البلد والأمراض تفترسهم وتؤثر حتى في قدراتهم العقلية، فقد أكدت الدراسات أن السمنة تؤدي إلى انخفاض معدلات الذكاء لتأثيرها على المخ، والأفضل تعويدهم على الأنشطة الحركية والعادات الغذائية السليمة في مرحلة الطفولة المبكرة، وبما يسهم في تحييد احتمالات إصابتهم بالسمنة وأمراضها في مراحل المراهقة والشباب وما بعدها، ويعزز من مهاراتهم المعرفية والسلوكية. الموضة السائدة بين السعوديين، في الوقت الحالي، هي الاستعانة بإبر السكري واستخدامها لإنقاص الوزن وعلاج السمنة، والمفروض، في الأحوال المثالية، أن يستمر الشخص عليها لمدة ثمانية وستين أسبوعاً ويخسر 15% من وزنه الأصلي مع الويغوفي والأوزومبيك، أو ما بين 6% و10% مع السيكسندا والفكتوزا، وإذا كانت الخسارة أقل من 5% خلال 3 أشهر، في الحالتين، فالتوقف أفضل وأسلم، والإبر لا تصلح لمن تتجاوزكتلة جسمه 35 كيلوغراما لكل متر مربع، ولكن يمكن توظيفها كوسيلة تجهيز لجراحات السمنة كالتكميم وتغيير المسار، بالإضافة إلى أنها لا تناسب الحوامل أو من لديهم مشاكل في البنكرياس أو في الغدة الدرقية. أدوية السمنة بدأ العمل عليها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت تؤخذ من الغدة الدرقية لحرق الدهون وخفض الوزن، واستخدم فيها دواء الدينيتروفينول الذي يعمل على رفع حرارة الجسم لتحفيز الحرق في 1930، ومن ثم الإمفيتامينات في 1950 لمفعولها في تراجع الشهية، وكذلك دواء الأفيدرا لعلاج الربو مع الكافيين في عام 1970، وكلها أوقفت لمضاعفاتها الخطيرة. وزارة الصحة السعودية ومعها هيئة الغذاء والدواء تحتاجان لتكثيف جهودهما التوعوية، والتأكيد على أهمية الحمية الطبيعية والصيام المتقطع والرياضة اليومية، لحماية المجتمع من نفسه ومن هلاوسه، مع ربط صرف إبر السكري بالوصفات الطبية المقيدة، فقد أصبحت معظم الأشياء تزيد في الوزن بما فيها شامبو الاستحمام، لاحتواء عبواته على مواد كيميائية تضعف من عملية التمثيل الغذائي.
مشاركة :