بغداد – وضع التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الاثنين ثلاثة شروط أمام رئيس تحالف الفتح هادي العامري للقبول بدعوته إلى الحوار بينها الانسحاب بشكل رسمي من الإطار التنسيقي الذي تستعد جماهيره للتظاهر عصر الإثنين، رداً على اعتصامات أنصار الصدر المتواصلة لليوم الثالث داخل قبة البرلمان. وقال وزير الصدر صالح محمد العراقي، عبر حسابه على تويتر الاثنين، "تكرّر دعوة الأخ العامري للحوار بين الإطار (الذي ينتمي له) وبين التيار الصدري الذي تخلّى عنه، فأقول: إننا لو تنزّلنا وقبلنا الحوار فذلك مشروط بانسحاب الأخ العامري وكتلته من الإطار واستنكار صريح لكلام (سبايكر مان) الذي صرح به في التسريبات قبل أيام قلائل". ويقصد ما صرّح به زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في التسجيلات الصوتية قبل أيام. وأضاف، "كنتَ أنت من ضمن الموقعين على وثيقة إصلاحية.. ولم تنفذ.. فمن الضامن لتطبيق الحوار الإصلاحي؟! فعليك بتحديد ضامن لكي ننقذ العراق من أنياب الفـساد". وكان الصدر قد تراجع في السابع والعشرين من أغسطس 2021 عن قرار مقاطعة الانتخابات، بعد تسلمه وثيقة إصلاحية من القوى السياسية دعته إلى المشاركة في الانتخابات. ولم يكشف الصدر حينها عن فحوى الوثيقة الإصلاحية والموقّعين عليها، لكنه دعا إلى أن "تكون الورقة الإصلاحية ميثاقا بين الكتل السياسية الموقّعة عليها وبين الشعب وبسقف زمني، ومن دون مشاركة الفاسدين وذوي المصالح الخارجية وعشاق التبعية". ومن جانبه دعا أحمد المطيري رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، الاثنين، العامري، للانسحاب من الإطار التنسيقي بشكل رسمي. وقال المطيري في بيان، "أفهم من خلال بيانك أنك لست من الإطار مع العلم أنت قطب الرحى فيه وطالما طالبت لهم ولم ترضَ بدخول جزء منهم مع التيار في تشكيل الحكومة سابقاً". وأضاف "خطابك ينبغي أن يكون للإطار وليس للتيار فلسنا من نطلب الدم ولا الفتنة، اسمع خطابات حلفاءك في الإطار فإما أن تعلن انسحابك منهم وإما أنك لا زلت معهم في إطار الفتنة التي يريدوها، نحن وقيادتنا نحسن بك الظن ولكن إنما (قَتلَ الناس انصاف الحلول)، وكيف تطلب منا الحوار مع من يهدد قأئداً وطنياً وزعيماً سياسياً وسيدا وسليلا ووريثا لمنهج الصدر، كيف تقبل ان نتحاور مع من يهدد بقتله". وتابع "كلكم وبلا استثناء تعلمون أن المالكي تحدث بهذا الكلام مرارا وتكراراً ونحن وأنتم على يقين بأنه غير مفبرك، وقد طلب مقتدى الصدر استنكاراً منكم لهذا التسريب فلم تستنكروا ولم يرعوا حرمة الله في بقية الصدر". وقال المطيري، "أيها الحبيب الطيب: نحن بحاجة إلى أفعال لا أقوال، فأمر وافعل وامنع تظاهرت الغدر - العصر- فقد طلبوا فيها الفتنة والفتنة أشدُ من القتل لو كانوا يعلمون". ووجه العامري، الإثنين، نداء جديدا للتيار الصدري والإطار التنسيقي لـ"ضبط النفس"، محذرا أن التحشيد الجماهيري قد يخرج عن السيطرة ويفضي إلى العنف. وقال العامري في بيان "في أجواء التصعيد الاعلامي من خلال البيانات والبيانات المضادة، والتي تدعو إلى الحشد الجماهيري، وقد تخرج عن السيطرة وتفضي إلى العنف، أكرر ندائي مخلصاً إلى الأخوة في التيار الصدري وإلى الأخوة في الإطار التنسيقي أن يغلبوا منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد من خلال الحوار الجاد والبناء، للتوصل الى حلول لنقاط الاختلافات فيما بينهما". وأشار العامري، إلى أن "الدماء العراقية عزيزة على الجميع، وقد قدم الشعب العراقي العزيز من سبعينيات القرن الماضي إلى هذا اليوم دماء غزيرة وعزيزة"، مشدداً "كفى دماً، ورفقا بالدم العراقي فهو أمانة في أعناق الجميع، ومسؤولية سفكه يتحملها الجميع". وكان الإطار التنسيقي الحليف لإيران قد رحب بمبادرة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، والتي دعت لعقد حوار في أربيل بين كل الأطراف السياسية. لكن دعوة الصدر العشائر العراقية وقوات الأمن والمواطنين العراقيين إلى مساندته في تحقيق ثورة الإصلاح الحالية بالعراق معتبرا ما يحدث الآن من تظاهرات واعتصام لأنصاره فرصة لتبديد الظلام والفساد والولاء للخارج والطائفية، دفعت الإطار إلى الدعوة لتظاهرات مضادة للدفاع عن "الدولة"، معتبراً خطوات الصدر "دعوة للانقلاب على الشرعية الدستورية". وفي ظل تزايد القلق داخل الشارع العراقي من مآلات تمدد الأزمة السياسية للشارع، ودخول الفصائل المسلحة الحليفة لإيران على خط الأزمة، صدرت توجيهات عليا إلى وحدات الجيش والأجهزة الأمنية بالانتشار في العاصمة والمنطقة الخضراء، وتم قطع عدد من الطرق. ووجه رئيس أركان الجيش العراقي بإيقاف جميع الإجازات، والتحاق المجازين من عناصر القوات الأمنية. من ناحيتها، نفت وزارة الدفاع العراقية الإشاعات التحريضية التي تطلق ضدها من قبل أتباع الإطار التنسيقي، وأكدت في بيان أن "الجيش العراقي في خدمة الشعب، وواجب القوات الأمنية حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة". في غضون ذلك، نشر المدون العراقي علي فاضل، تسجيلاً صوتيا جديدا لنوري المالكي، أكد فيه أن "المعركة لم تنتهِ". وقال المالكي بحسب التسجيل "المعركة لم تنتهِ بعد، وما زلنا في صلب الميدان الذي تصول فيه قواتنا، وأفكارنا وآراؤنا إلى جنب أفكار أولئك المخربين الذين يريدون تخريب البلد والعملية السياسية والمبادئ"، مشدداً على أنه "لا مجال للتهاون والتراجع والضعف، يجب أن نستفز مشاعرنا ومبادئنا ونستفز بعضنا الآخر من أجل أن نواصل التصدي بكل همة وقوة، ودون تردد ووجل وخوف، فنحن على حقنا يجب أن نكون أقوى مما هم على باطلهم". ويحتدم الخلاف بين الصدر وقوى الإطار التنسيقي وتحديدا مع المالكي بالوصول إلى مدارات خطرة تنذر بتفجر الأوضاع والذهاب نحو الصدام المسلح. ورغم دعوات التهدئة ومبادرات الحل التي أطلقتها قوى وأطراف دولية ومحلية وما نبّهت إليه من خطورة الأوضاع الآنية، إلا أن مخاوف التصعيد ما زالت قائمة.
مشاركة :