تزايدت حدة التوتر بين صربيا وكوسوفو بشأن تطبيق قوانين تتعلق بالوثائق المدنية ولوحات السيارات، وفيما طالب الاتحاد الأوروبي الطرفين بحل مشاكلهما عبر الحوار، أكدت تركيا استعدادها للعمل على تهدئة الوضع. وعلى وقع التوتر، أرجأت حكومة كوسوفو مساء الأحد تنفيذ قرار يلزم الصرب في شمال البلاد بالتقدم بطلب للحصول على لوحات تراخيص سيارات صادرة عن المؤسسات الكوسوفية. وجاء العدول عن القرار بسبب التوتر بين الشرطة والمجتمعات المحلية التي أقامت حواجز على الطرق. وكانت حكومة كوسوفو منحت الصرب فترة انتقالية مدتها 60 يوما للحصول على لوحات معدنية صادرة عن كوسوفو. وكان مقررا أن يبدأ اليوم الاثنين سريان قانون يلزم جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول. لكن في أعقاب التوتر الذي ساد مساء الأحد والمشاورات مع سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قالت الحكومة إنها ستؤجل خطتها لمدة شهر على أن تبدأ في التنفيذ في الأول من سبتمبر/أيلول المقبل. وأفادت الشرطة بأن أعيرة نارية أطلقت "باتجاه وحداتها. وقالت إن متظاهرين صربا اعتدوا بالضرب على العديد من الألبان الذين يمثلون العرقية الرئيسية في كوسوفو. وأوقف محتجون صربٌ شاحنات وآليات ثقيلة أخرى على الطرق المؤدية إلى معبرين حدوديين. ودوّت صافرات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية لأكثر من 3 ساعات في بلدة ميتروفيتشا الشمالية الصغيرة التي يشكل الصرب أغلب سكانها. وأعلن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش في وقت متأخر الأحد، أهمية مواصلة الحوار بين بلاده وكوسوفو وبدء حل المشاكل سلميا بينهما إثر تصاعد التوترات الحدودية. وقالت البعثة التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو إن "الوضع الأمني العام في بلديات كوسوفو الشمالية متوتر". وتحافظ البعثة التي يبلغ قوامها 3770 جنديا على السلام الهش في كوسوفو، وشوهد جنود حفظ السلام الإيطاليون في ميتروفيتشا وما حولها يوم الأحد. ردود فعل خارجية وقد رحّبَ مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بقرار حكومة كوسوفو تأجيل تنفيذ خطتها. وأضاف أنه يجب معالجة القضايا العالقة من خلال حوار يعمل الاتحاد الأوروبي على تيسيره والتركيز على التطبيع الشامل للعلاقات بين كوسوفو وصربيا. وفي موسكو، ألقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا باللوم في التوتر المتزايد على ما وصفته "بالقواعد التمييزية التي لا أساس لها" التي تفرضها سلطات كوسوفو. من جانبه، أبلغ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأحد نظيريه الصربي والكوسوفي استعداد بلاده لخفض التوتر القائم في المنطقة الحدودية بين البلدين. وقالت الخارجية التركية في بيان إن الوزير جاويش أوغلو أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الصربي نيكولا سيلاكوفيتش، وآخر مع نظيرته الكوسوفية دونيكا جيرفالا شوارتز. يذكر أنه بعد 14 عاما من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة لعاصمة كوسوفو برشتينا. وانفصلت كوسوفو التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999، وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، لكن بلغراد ما زالت تعتبر كوسوفو جزءا من أراضيها، وتدعم أقلية صربية فيها.
مشاركة :