تزداد درجات الحرارة العالمية بشكل مثير للقلق، من بداية الصيف في الهند، إلى موجة الحر في أوروبا والولايات المتحدة، مع إنذار أحمر في اليابان. وأصبحت تغيرات حالات الطبيعة غير متوقعة بشكل متزايد، وأصبح تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري على البيئة الآن مدمراً بشكل مؤكد، كما يقول الوزير الهندي السابق بوزارة علوم الأرض مادهافان راجيفان، وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة مع «نيو إنديان إكسبريس»:
■ على ماذا يدل ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم؟
■■ يدل على تغير المناخ، وقد يظهر هذا التغير في زيادة موجات الحرارة، وأمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة، وذوبان الجليد والأنهار الجليدية، وارتفاع مستويات سطح البحر، وتآكل السواحل، من بين أشياء أخرى كثيرة. ويمكن أن يحدث تغير المناخ بسبب التقلبية الطبيعية، وكذلك التقلبية التي يسببها الإنسان. ومع ذلك، فإن ما يفعله الانسان يسارع من هذا التغيير ويزيد تواتره وشدته في جميع أنحاء العالم.
■ ما دور الأنشطة البشرية في التعجيل بالكوارث التي يسببها تغير المناخ في الهند وعلى الصعيد العالمي؟
■■ الأنشطة البشرية هي المسؤولة إلى حد كبير عن الكوارث التي يسببها تغير المناخ في الهند وعلى الصعيد العالمي، على الرغم من أنه من الصعب أن نعزو كل كارثة إلى الأنشطة البشرية، ما لم نقم بتحليل متعمق. وفي الوقت الحاضر، هناك أدلة واضحة لبصمات الإنسان على التغير المناخي. على سبيل المثال، تُعزى موجة الحرارة الأوروبية لعام 2003، وموجة الحرارة الهندية الباكستانية هذا العام، إلى تغير المناخ بفعل الإنسان.
■ كيف نتعامل مع موجات الحر؟
■■ الطريقة الأكثر فاعلية للحد من آثار موجة الحر هي تطوير خطة استجابة شاملة تجمع بين الاستراتيجيات الفردية في نهج متكامل، بما في ذلك التكيف الثقافي والمؤسسي والتكنولوجي القائم على النظام الإيكولوجي. نحن بحاجة إلى تطوير استراتيجيات لرفع مستوى التثقيف والتوعية بين الجمهور، وتحسين كفاءة الطاقة لتقليل الضغط على الأنظمة الكهربائية لتجنب انقطاع التيار الكهربائي، وتقليل آثار الجزر الحرارية، وإنشاء مظلة وملاجئ باردة، وتطوير أنظمة تحذير مسبقة قائمة على الأدلة لتقليل تلف المحاصيل. وبفضل أنظمة التوقع الموثوقة التي تم تطويرها في وزارة علوم الأرض، لدينا الآن القدرة على التحذير من موجات الحرارة مسبقاً قبل 4-5 أيام على الأقل. وبناءً على هذه التحذيرات، توصلت بعض حكومات الولايات إلى خطط عمل حكومية.
■ هل موجات الحرارة البحرية هي سبب رئيس للقلق، وهل يؤثر ذلك أيضاً في نظام الرياح الموسمية في البلاد؟
■■ بدءاً من عام 1925 إلى عام 2016، زاد متوسط وتيرة الموجات الحارة البحرية العالمية، ومدتها بنسبة 34٪ و17٪ على التوالي، ما أدى إلى زيادة بنسبة 54٪ في أيام موجات الحرارة البحرية السنوية على مستوى العالم. وتشير دراسة حديثة أجريت على المحيط الهندي إلى أن موجات الحرارة البحرية السنوية الحارة في غرب المحيط الهندي وخليج البنغال الشمالي أدت إلى انخفاض هطول الأمطار الموسمية فوق شبه القارة الهندية الوسطى.
■ ما الخطوات البسيطة التي يمكن للناس اتخاذها للتعامل مع أحداث الطقس المتطرفة؟
■■ يجب أن نخلق المزيد من الوعي حول موجات الحرارة. ويمكن أن يساعد التواصل الكافي بين الجهات المسؤولة على صحة وسلامة سكان المدن أثناء موجات الحر، خصوصاً الفئات الضعيفة مثل كبار السن والأطفال وأولئك الذين يعملون تحت الشمس والمجتمعات ذات الدخل المنخفض. كما أن المزارعين وأولئك الذين يسافرون لمسافات طويلة خلال النهار بالحافلات أو القطارات معرّضون للخطر أيضاً. وتساعد التدابير البسيطة مثل تجنب العمل لساعات طويلة في الخارج أثناء النهار، وشرب الكثير من السوائل والعناية بكبار السن على تقليل الوفيات بسبب موجات الحرارة. كما يجب تحسين نظام التحذير المسبق لدينا لزيادة دقته، وكذلك يجب أن يصل وقت التحذير إلى نحو 7-8 أيام. وبالمثل، يجب أن يكون نظام الرعاية الصحية لدينا، خصوصاً في القرى، مجهزاً بشكل كافٍ للتعامل مع الموجات الحارة.
التغير المناخي يظهر في زيادة موجات الحرارة، وأمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة، وذوبان الجليد والأنهار الجليدية، وارتفاع مستويات سطح البحر، وتآكل السواحل، من بين أشياء أخرى كثيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App