العواصم - الوكالات: استأنفت أوكرانيا أمس تصدير الحبوب للمرة الأولى منذ بداية العملية العسكرية الروسية قبل ستة أشهر، مع إبحار أول سفينة من ميناء أوديسا، وهو ما لقي ترحيبا واسعاً ويجري بموجب اتفاق دولي يهدف إلى التخفيف من وطأة الأزمة الغذائية العالمية. وقال وزارة الدفاع التركي «غادرت رازوني ميناء أوديسا إلى وجهتها في مرفأ طرابلس في لبنان. وينتظر أن تصل إلى اسطنبول في الثاني من اغسطس. وستواصل طريقها إلى وجهتها إثر عمليات تفتيش ستتم في اسطنبول». وأشار وزير البنية التحتية الأوكرانية اولكسندر كوبراكوف إلى أن السفينة تحمل 26 ألف طن من الذرة. تم تصدير حبوب من أوكرانيا منذ بداية الحرب، ولكن من ميناء بيرديانسك، في المنطقة التي يسيطر عليها الروس. واعتبرت موسكو، من جانبها، إبحار أول سفينة «إيجابياً جدا»، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إنها «فرصة جيدة لاختبار فاعلية الآليات التي تم الاتفاق عليها خلال المحادثات في اسطنبول». ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو جوتيريش بمغادرة أول سفينة، معرباً عن أمله في أن يحقق استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية «الاستقرار والمساعدات الضروريَة للأمن الغذائي العالمي». ووصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس ابحار رازوني بأنه «خطوة أولى مهمة». كذلك، أشار وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا إلى «يوم انفراج بالنسبة للعالم» وخصوصاً بالنسبة لدول في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا. وأوضح ان السفن الـ16 الأخرى المحملة بالحبوب «تنتظر دورها» لمغادرة أوديسا الذي كان يؤمن قبل الحرب 60 بالمئة من نشاط الموانئ الأوكرانية. ورحب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي بإبحار السفينة الأولى داعين إلى «التنفيذ الكامل» للاتفاق. وافقت أوكرانيا وروسيا في 22 يوليو، بمساعدة من تركيا والأمم المتحدة، على خطة ينص بند فيها على إقامة «ممرات آمنة» من شأنها السماح بعبور السفن التجارية في البحر الأسود لإخراج نحو 25 مليون طن من الحبوب المكدّسة في الصوامع. ووقعت اتفاقية مماثلة تضمن لموسكو تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة، على الرغم من العقوبات الغربية. ويتوقع أن تساعد هاتان الاتفاقيتان في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي أسهم فيها ارتفاع الأسعار في بعض أفقر دول العالم. ميدانيا سيطرت القوات الأوكرانية الاثنين على 46 منطقة في منطقة خيرسون الجنوبية الاستراتيجية في إطار هجومها المضاد. وتواصل القصف الروسي على المدن الأوكرانية خصوصاً ميكولايف في الجنوب، التي تعرّضت لقصف مكثّف مرة أخرى أمس. وأشار صحافيو وكالة فرانس برس إلى قصف روسي مكثّف تتعرّض له مدينة بخموت في شرق أوكرانيا. وأكد الجيش الروسي بشكل خاص أنه دمر نظامين من قاذفات الصواريخ الأمريكية «هيمارس» خلال غارة على مصنع في خاركيف.
مشاركة :