علاج جديد لحب الشباب ينتشر في العالم ببطء

  • 8/2/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تشكل مادة الكلاسكوتيرون أول تقدم فعلي في معالجة حب الشباب، بعد العديد من العقود التي لم تتطور خلالها العلاجات المضادة لهذا المرض الجلدي. وفيما بدأ استخدام العلاج الواعد في الولايات المتحدة قبل عدة أشهر لا يزال توقيت إتاحته في سائر أنحاء العالم غير معروف. ويقول الطبيب الأميركي المتخصص في الأمراض الجلدية جون باربيري لوكالة فرانس برس إنّ “الواعد في علاج الكلاسكوتيرون هو أنّه يواجه الهرمونات التي تتسبب في ظهور حب الشباب بطريقة جديدة”. وأصبح الأطباء الأميركيون منذ نهاية عام 2021 قادرين على وصف المرهم الجديد المعالج لحب الشباب الذي يشكل مرضاً جلدياً نادراً ما يفلت منه الأشخاص خلال حياتهم. ويطال حب الشباب، المتمثل في ظهور حبوب على الجلد وببشرة دهنية، نحو ثلاثة من كل أربعة مراهقين. ويُصاب عدد كبير من البالغين بهذا المرض الجلدي كذلك. ◙ الواعد في علاج الكلاسكوتيرون هو أنّه يواجه الهرمونات التي تتسبب في ظهور حب الشباب بطريقة جديدة وتسجل ندرة في التطورات العلاجية لمواجهة هذا المرض الشائع كثيرا رغم أنّ الأبحاث المتعلقة بتفاصيل أخرى، كدور النظام الغذائي في ظهور حب الشباب، شهدت تطوراً خلال الآونة الأخيرة. وقبل اكتشاف الكلاسكوتيرون لم تسجل العلاجات المضادة لحب الشباب أي تقدم منذ نحو 40 سنة. وكانت العلاجات الموضعية تنقسم إلى فئتين رئيسيتين، تتمثل الأولى في العلاج الذي يقضي على البكتيريا المسببة لحب الشباب من خلال تناول المضادات الحيوية، فيما يعمل العلاج الثاني على الحد من تراكم خلايا البشرة الميتة التي تعزز الالتهابات. أما الكلاسكوتيرون فيجعل خلايا البشرة أقل تجاوباً مع الهرمونات التي تفرز النتح الدهني، وهو مادة دهنية يفرزها المصابون بحب الشباب بكميات زائدة. وتعمل علاجات أخرى تؤخذ عن طريق الفم على المستوى الهرموني أيضاً، لكنها عادة ما تكون حبوب منع الحمل لذا توصف للنساء فقط. ومن خلال تأثيرها المباشر على إنتاج الهرمونات تؤدي إلى آثار جانبية أخطر مما يتسبب فيه حب الشباب. لكنّ أي آلية تأثير جديدة لا تستطيع ضمان فاعلية الدواء، إذ ينبغي إثبات أنّ للأخير نتائج إيجابية، وهو ما حصل في حالة الكلاسكوتيرون الذي تناولته دراسة نُشرت عام 2020 في مجلة “جاما ديرماتولوجي” وتوصلت إلى أنّ هذا الدواء هو أكثر فاعلية من العلاج البديل الذي يُعطى للمرضى تلقائياً، كما أنه لا يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة. وكانت نتائج هذه الدراسة كافية لتجعل السلطات الأميركية تجيز استخدام الكلاسكوتيرون. لكن هذا العلاج الجديد ليس سحرياً ولا يشكل ثورة ضد حب الشباب. وتقول الأخصائية في الأمراض الجلدية الفرنسية إميلي سبيديان لوكالة فرانس برس إن الدراسة “لم تقارن الكلاسكوتيرون بالعلاجات المتوفرة حالياً، لذا نحن لا نعلم ما إذا كان العلاج الجديد هو الأفضل”. ورغم ذلك تشير إلى أنّ الدواء الحديث “مثير جداً للاهتمام” لأنه يمنح المرضى الذين يترددون في استعمال أدوية أخرى أملاً جديداً، أو يمكن أن تتم إضافته إلى هذه الأدوية لزيادة فاعليتها. أما في أوروبا فمسألة العلاج الجديد ليست مطروحة حالياً، وما من مؤشر يدل على أنّ الكلاسكوتيرون سيصبح متاحاً في وقت قريب. ◙ حب الشباب المتمثل في ظهور حبوب على الجلد وببشرة دهنية يطال نحو ثلاثة من كل أربعة مراهقين ولا يعود هذا التأخير إلى تردد السلطات الصحية في دراسة الموضوع. وتقول الوكالة الأوروبية للأدوية لوكالة فرانس برس إنّها لم تشرع بعد في تقييم الدواء. أما المسألة حالياً فتتعلق بخيارات شركة “كوزمو فارما” السويسرية المصنعة للدواء. وتقول المسؤولة عن قسم الأمراض الجلدية لدى “كوزمو” ديانا هاربورت “نظراً إلى أننا مجموعة صغيرة جداً، ركزنا في البداية على موضوع إجازة استخدام الدواء في الولايات المتحدة التي تشكل أكبر سوق في العالم”، حيث تتولى شركة أخرى هي “صن فارما” توزيع الدواء حالياً. وترى هاربورت أنّ سوق الأدوية المضادة للأمراض الجلدية لا تثير اهتمام شركات الأدوية العملاقة مثل “فايزر” الأميركية و”سانوفي” الفرنسية، وينبغي لـ”كوزمو” تالياً أن تجد شريكاً مختلفاً في كل بلد. وخلال الإعلان عن نتائجها الفصلية نهاية يوليو الماضي أشارت “كوزمو” إلى أنها وجدت شريكاً لتوزيع الدواء في الصين. لكنها لم تحرز تقدماً مماثلاً في أي دولة أوروبية. وتُرجع الشركة السبب الكامن وراء استغراق وقت طويل لإيجاد شريك موزع إلى التباطؤ الذي شهدته الأسواق لفترة طويلة بسبب جائحة كورونا، لكنّ هذا التبرير لا يقنع المراقبين جميعهم. وترى المحللة المالية جميلة البوقريني في حديث إلى وكالة فرانس برس أنّ “سوق الأدوية والمستحضرات الجلدية مزدهرة إلى حد ما”، مضيفةً “أعتقد أنّ الأمر مرتبط بأخطاء ارتُكبت في الإستراتيجية التي اعتمدتها المجموعة”. وتشير البوقريني، التي يصعب عليها فهم سبب عدم إطلاق السلطات الأوروبية أي تقييم للدواء، إلى أنّ “كوزمو” لجأت خلال السنوات الأخيرة إلى خيارات سيئة يتمثل أحدها في رغبة المجموعة في بيع منتجها الوحيد الخاص بقسم الأمراض الجلدية وهو الكلاسكوتيرون، لكنها فشلت بسبب عدم اهتمام المشترين بهذا الدواء. وتتساءل البوقريني “ألم يكن الدواء جذاباً…؟”، معتبرةً أنّ إثارة اهتمام المشترين بعلاج لم يثبت أنه أكثر فاعلية من الأدوية الأخرى المتوفرة في الأسواق خطوة صعبة التحقيق.

مشاركة :