بوتين: الحرب النووية ليس فيها منتصر ولا يجب اندلاعها

  • 8/1/2022
  • 23:37
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لا يمكن أن يكون هناك طرف منتصر في أي حرب نووية، ويجب عدم بدء مثل هذه الحرب أبدا. وجاء تصريح بوتين في رسالة إلى المشاركين في مؤتمر حول معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب الروسية - الأوكرانية. وقال بوتين، في بيان نشره الكرملين أمس، "ننطلق من حقيقة أنه لا يمكن أن يكون هناك طرف منتصر في أي حرب نووية وينبغي عدم اندلاعها أبدا، ونحن ندافع عن الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة لجميع أعضاء المجتمع الدولي"، بحسب "رويترز". وتصاعد القلق الدولي من خطر المواجهة النووية منذ بدء الحرب في 24 شباط (فبراير) الماضي. وفي خطاب ألقاه في ذلك الوقت، أشار بوتين بوضوح إلى الترسانة النووية التي تملكها بلاده، وحذر القوى الخارجية من أي محاولة للتدخل. وقال "كل من يحاول إعاقة عملنا.. يجب أن يعلم أن رد روسيا سيكون فوريا. وسيؤدي إلى عواقب لم تواجهوها من قبل في تاريخكم". وبعد أيام، أمر بوضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب قصوى. ورفعت الحرب في أوكرانيا التوترات الجيوسياسية إلى مستويات لم تبلغها منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962. وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في آذار (مارس) الماضي، "عاد احتمال نشوب صراع نووي الآن إلى نطاق الاحتمالات، بعد أن كان شيئا لا يمكن تصوره في السابق". وتحدث الساسة في كل من روسيا والولايات المتحدة علنا عن مخاطر اندلاع حرب عالمية ثالثة. وقال وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي. آي. أيه"، إنه بالنظر إلى الانتكاسات التي عانتها روسيا في أوكرانيا، "لا يمكن لأي منا أن يستخف بالتهديد الذي يمثله اللجوء المحتمل للأسلحة النووية التكتيكية أو الأسلحة النووية منخفضة القوة". واتهمت روسيا، التي تسمح عقيدتها العسكرية باستخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد وجودي، الغرب، بشن "حرب بالوكالة" ضدها من خلال تسليح أوكرانيا وفرض عقوبات على موسكو. وأعلنت روسيا أمس إدراج 39 بريطانيا، بينهم كير ستارمر زعيم حزب العمال، وديفيد كاميرون رئيس الوزراء الأسبق، على قائمتها السوداء. وتعد لندن من أكبر الداعمين لكييف منذ الحملة العسكرية التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين. وقالت الخارجية الروسية إن المواطنين البريطانيين المدرجين على قائمتها السوداء، وبينهم صحافيون، "ساهموا في مسار لندن العدائي الهادف إلى شيطنة بلدنا وعزله دوليا". وأضافت الوزارة أن "خيار المواجهة هو القرار الواعي للمؤسسة السياسية البريطانية التي تتحمل كامل مسؤولية العواقب". ومنعت موسكو عشرات البريطانيين، وأغلبيتهم من السياسيين والصحافيين، من دخول روسيا منذ بدء حملتها في أوكرانيا. وتشمل الإضافات الجديدة عديدا من نواب حزب العمال والسياسيين الأسكتلنديين وأعضاء في مجلس اللوردات. ومن بين تلك الأسماء، الصحافي في "بي. بي. سي" جوناثان مونرو، والمقدم التلفزيوني بيرس مورجان، ومقدم الاخبار في "بي. بي. سي" هيو إدواردز. كما أعلن إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الروسية دمرت أنظمة صواريخ متطورة قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا في خاركيف في الشمال وفي أوديسا على البحر الأسود. وأوضح كوناشينكوف أن روسيا دمرت منظومتي "هيمارس" بعيدة المدى في موقع صناعي في خاركيف، كما تم استهداف معدات لإطلاق الصواريخ هاربون المضادة للسفن بالقرب من أوديسا. وكانت السلطات الأوكرانية أفادت بأن صاروخين روسيين أطلقا من شبه جزيرة القرم أصابا منطقة أوديسا، لكنها قالت إنهما أصابا أحد المحاجر. ويقول خبراء عسكريون أمريكيون إنه من الصعب كشف موقع المنظومة هيمارس. وتقول أوكرانيا إنها حققت نجاحا كبيرا في ضرب مواقع القيادة الروسية ومخازن الذخيرة خلف خطوط المواجهة بصواريخ هيمارس، وإنها استخدمت الصواريخ هاربون ضد أسطول البحر الأسود الروسي. وحدد مسؤول روسي رفيع المستوى، أمس، ملامح خطة لإعمار مدينة ماريوبول الساحلية التي تعرضت لحصار مدمر وقصف عنيف قبل أن تسيطر عليها القوات الروسية. وتأتي الخطوة في إطار جهود أوسع تقوم بها موسكو لكسب التأييد في المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا منذ بدأت الحرب. وقال مارات خوسنولين نائب رئيس الوزراء الروسي، في مقابلة مع قناة "آر بي سي" الروسية، إن أول المباني التي يجري بناؤها حاليا سيجهز بحلول الخريف. وأفاد "سيكون أول المباني السكنية جاهزا بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل. سيكون لدينا بحلول ذلك الوقت أول المستشفيات، سنشيد مركزا لوزارة الطوارئ". وأشار خوسنولين إلى أن موسكو تخطط لإعادة بناء وسط ماريوبول التاريخي، وترميم كل المباني التي لم تدمر بالكامل بفعل القصف الروسي. وكانت المدينة المطلة على بحر آزوف تعد نحو 400 ألف نسمة قبل أن ترسل روسيا قوات إلى أوكرانيا الموالية للغرب، ما اضطر كثيرا من السكان إلى الفرار من العنف. ولفت خوسنولين إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد سكان ماريوبول إلى 350 ألف نسمة بحلول عام 2025، من دون أن يوضح كيف يمكن تحقيق ذلك. أما بالنسبة إلى منشأة آزوفستال لصناعة الصلب، وهو معمل من الحقبة السوفياتية كان يوظف أكثر من 12 ألف شخص، فلن يعاد بناؤه بشكل يعيد إليه إمكاناته السابقة، بحسب خوسنولين.

مشاركة :