المنظمة الدولية للثقافة والتنمية وحوار الحضارات جسر عربي نحو ثقافة عالمية

  • 8/2/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا أحد ينكر ما قدمت هذه المنظمة للأدب العربي في حيز زمني قصير، ولا أحد ينكر أنها تستحق بالفعل المرتبة الأولى في الوطن العربي، فهي جادة في عملها ومتنوعة المشارب. إن الحديث حول التجديد في الأدب العربي لا يتأتى إلا بانغماسه في عالم التقنية وتفتحه على الثقافات المتعددة التي تميز المجتمعات الإنسانية، وانسلاخه من المرحلة التي تلت ما يسمى بعصر النهضة، وبالتالي محاربة الشوائب العالقة في الجسد الثقافي العربي. إننا في عصر الانحطاط، وكلما اتسع هذا لانحطاط تتسع معه رقعة التخلف الثقافي، وفي هذه القتامة تنبعث المنظمة من رماد التفكك الأدبي حاملة شعلة التغيير، محاولة إضاءة ما يمكن إضاءته في زمن التفاهة الرقمية، في زمن أصبح الكل شاعرا وناقدا وقاصا وأديبا. ولا أتفق مع الذين أطلقوا على الفترة العثمانية عصر انحطاط، ومدّ بعضهم عصر الانحطاط ليشمل الفترة المملوكية وجانبا من العصور العباسية المتأخّرة، إن عصر الانحطاط الفعلي والحق هو ما يعيشه الأدب العربي الآن، إن المسألة ليست أزمة عقل أو نقل بل أزمة منظومة تربوية تتبناها الدول العربية من أجل القضاء على العلم والمعرفة. والمنظمة هنا، من خلال لقاءاتها المتعددة، تحاول التنبيه إلى إمكانية النهوض بهذا الأدب العربي في كل أشكاله، ولا تجدها تستقبل كل من هب ودب في منبرها، ولا من يدعي نبوءة الأدب، ولا من يعتبر نفسه شاعرا أو مثقفا، بل لها فريق قوي يعمل جادا على اختيار الضيوف، وخير دليل على ذلك ما قدمته إذاعة “صوت العرب” لبعض أنشطة المنظمة. تجدر الإشارة أن المنظمة الدولية للثقافة والتنمية وحوار الحضارات لا تتلقى أي دعم مادي ولا معنوي من الدولة المغربية، وهذا مؤسف ومحزن، لأن هذا الصرح الأدبي العربي الكبير يجب أن يُهتم به، كي لا يضيع كما ضاعت النهضة في عهد “إسماعيل باشا”، الذي اعتبر مصر قطعة من أوروبا، وأدّى إلى ارتهان مصر لأوروبا في المرحلة الأولى، ثم إلى استعمارها عام 1882 في المرحلة الثانية. إن النهضة لا تقوم إلا إذا توفرت فيها شرطين، وهما: التكنلوجيا الغربية، والرؤية الفكرية، وهما سر نجاح دولة اليابان في مرحلة (1868-1912)، واستطاعت في نهاية القرن العشرين أن تصبح من أكثر الدول تقدما في الابتكارات التكنولوجية والأمور العلمية، وأن تصبح ذات اقتصاد قوي راسخ، وذات مجتمع حيوي فعال. آية محمد بن راشد وزارة الثقافة القطرية قطر  19

مشاركة :