أعلنت الأمم المتحدة تمديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين، وقالت إن الاتفاق يتضمن التزاماً من طرفي النزاع الدامي في البلد الفقير بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسع في أسرع وقت ممكن. هل ينجح المبعوث الدولي في إقناع أطراف النزاع اليمني بتوسيع الهدنة وتحويلها إلى دائمة؟ قال المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في بيان اليوم الثلاثاء (الثاني من آب/ أغسطس 2022) "يسعدني أن أعلن عن أنَّ الطرفين (المتنازعين) اتفقا على تمديد الهدنة بالشروط ذاتها لمدة شهرين إضافيين من 2 آب/أغسطس 2022 وحتى 2 تشرين الأول/أكتوبر 2022". وأضاف قبيل انتهاء مدة الهدنة الحالية "يتضمن هذا التمديد للهدنة التزاماً من الأطراف بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن". وسبق أن وافقت الحكومة اليمنية والحوثيون مطلع حزيران/ يونيو على تمديد لشهرين إضافيين للهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في نيسان/أبريل الماضي وساهمت بشكل فاعل في خفض حدّة المعارك في نزاع تقول الأمم المتحدة إنه أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويدور النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة. ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف، بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار. وقال غروندبرغ إنَّ مقترح الهدنة الموسّع "سوف يتيح المجال أمام التوصل إلى اتفاق على آلية صرف شفافة وفعّالة لسداد رواتب موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المدنيين بشكل منتظم، وفتح الطرق في تعز (جنوب غرب) ومحافظات أخرى، و تسيير المزيد من وجهات السفر من وإلى مطار صنعاء ، وتوفير الوقود وانتظام تدفقه عبر موانئ الحديدة" (غرب). واعتبر أن من شأن الاتفاق الموسّع "أن يوفّر أيضاً الفرصة للتفاوض على وقف إطلاق نار شامل وعلى القضايا الإنسانية والاقتصادية وللتحضير لاستئناف العملية السياسية بقيادة اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة للوصول إلى سلام مستدام وعادل". وقد أدخلت الهدنة في اليمن هذا البلد الفقير الذي مزّقته الحرب في حالة من السلام المؤقت، لكن إغلاق الطرق ما زال يمثل قضية إنسانية رئيسية. مخاوف متبادلة من تحقيق مكاسب عسكرية! وتم عقد عدّة جولات من المحادثات في الأردن من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، لكن المتحاربين يترددون في إعادة فتح الطرق خوفًا من أن يفيد ذلك الجانب الآخر عسكريًا، خصوصا في تعز التي تسيطر عليها الحكومة ويحاصرها الحوثيون . وحركة المرور صعبة للغاية بين المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون والتي تمثل 30 بالمئة من اليمن ويعيش فيها 70 بالمئة من السكان، وبين المناطق الموالية حيث تصل غالبية البضائع. وأتاحت الهدنة استئناف رحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ عام 2016، إلى عمان والقاهرة، كما مكّنت ناقلات النفط من الرسو في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين، في مسعى لتخفيف حدة النقص الحاد في الوقود. وأكّد المبعوث الأممي في بيانه أنه "ما زال الهدف الرئيسي من الهدنة الحالية توفير انفراجة ملموسة للمدنيين في البنود التي تتضمنها الهدنة، وإيجاد بيئة مواتية لبلوغ تسوية سلمية للنزاع من خلال عملية سياسية شاملة ". وقال إنه خلال الأسابيع المقبلة، سيكثِّف انخراطه مع الأطراف لضمان التنفيذ الكامل "لجميع التزامات الأطراف بالهدنة، بما في ذلك تنفيذ العدد الكامل للرحلات الجوية وانتظامها إلى الوجهات المتفق عليها من مطار صنعاء الدولي وإليه وكذلك عدد سفن الوقود التي تدخل إلى ميناء الحديدة كما ينص عليه اتفاق الهدنة". واعتبر أنه "من المهم أيضاً إحراز تقدم حول فتح طرق في تعز وفي محافظات أخرى لتسهيل حرية حركة ملايين اليمنيين من نساء ورجال وأطفال وتسهيل تدفق السلع أيضاً. يستحق سكان تعز والمحافظات الأخرى أن تعود عليهم الهدنة بالمنفعة من كافة جوانبها". ع.ج/ هـ. د (أ ف ب)
مشاركة :