إسطنبول / الأناضول حذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الثلاثاء، من تداعيات "الفوضى" الراهنة في العراق، ودعا إلى تشكيل حكومة "مستقلة قوية نزيهة". والسبت، اقتحم متظاهرون من أنصار التيار الصدري للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع مقر البرلمان، رفضا لترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" (موالٍ لإيران) محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء. وفي بيان بعنوان "قلبُنا على العراق الحبيب"، قال الأمين العام للاتحاد علي القره داغي، إن "الحل الوحيد في العراق الحبيب هو قطع دابر الفساد والطغيان، وحكومة رشيدة مستقلة تماما قوية تعمل لأجل الشعب العراقي فقط". وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن العراقيون من تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021. وحذر القره داغي من أن "الوضع مقلق للغاية، ومنذر بشرّ مستطير إن لم يتداركه العقلاء المخلصون". وتابع: "فهذه الفوضى عرض لأمراض فتاكة أصابت العراق منذ عقود من الفساد الذي بلغ النخاع، والظلم الذي عم الجميع، والفقر وسوء الغذاء والدواء الذي جعل العراق من أفقر البلاد التي لا تتوافر لغالبية الشعب الحياة الكريمة، بل لا يجدون الماء الفرات، والكهرباء في بلد عظيم مليء بجميع أنواع الخيرات والمعادن والعقول". وأردف: "كان العراق على مر التاريخ من أغنى البلاد، وحضارته كانت مبدعة بنى عليها الغرب حضارتهم، وبغداد اليوم، التي أصبحت أكثر العواصم تخلفا، كانت أيام الرشيد والمأمون دار السلام وأم الدنيا ولم يكن لها مثيل في العالم". واستدرك: "ولكن الفتن والفوضى الهدامة والفساد القاتل وغيرها تعود إلى الاحتلال الغاشم وبسبب تحكم المصالح الخارجية والطائفية البغيضة والحزبية الحاقدة والمصالح الشخصية التي تفوق كل الاعتبارات الإنسانية". وشدد على أن "الشارع العراقي يغلي على الحميم، شيعة قبل السنة، بسبب ما أصابهم من المصائب (...) فإذا لم يتدارك العقلاء فإن الفتن آتية كقطع الليل المظلم لا سمح الله". وأكد أن "الحل هو في حكومة مستقلة قوية نزيهة ورشيدة لا تخضع إلا لمصلحة العراق، وقادرة على قطع دابر الفساد والطغيان، وتعيد للعراق سيادته واستقلاله، ولشعبه العظيم، بجميع مكوناته، كرامته وحقوقه، وتحقق لهم الحياة الكريمة". وناشد "جميع المخلصين للعراق في الداخل والخارج، ومن أمتنا الإسلامية والعربية، المساهمة في هذا الحل دون أي أجندة خارجية". ومنذ اقتحام أتباع التيار الصدري مبنى مجلس النواب للمرة الأولى، الأربعاء، واصلت قوى عراقية من مختلف الكتل السياسية، وأطراف إقليمية ودولية، توجيه دعوات التهدئة وعدم التصعيد بين التيار الصدري والإطار التنسيقي. وأمس الاثنين، رفض التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، دعوة أطلقها رئيس "تحالف الفتح" هادي العامري إلى الحوار، واشترط إعلان انسحاب الأخير من "الإطار التنسيقي" لقبول الدعوة. كما اشترط التيار اعتذار رئيس ائتلاف "دولة القانون"، أحد قوى "الإطار التنسيقي"، نوري المالكي عن تسريبات صوتية منسوبة له حملت هجوما واتهامات لمقتدى الصدر ونفى المالكي صحتها. ومحمد شياع السوداني المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة مقرب من المالكي وإيران، وسبق وأن تولى مناصب حكومية، بينما يدعو التيار الصدري وقوى عراقية أخرى إلى اختيار شخصية لم تتقلد أي مناصب. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :