عامل نظافة بسيط.. ولكنه أب لثلاثة أطباء! وآخر يجيد 3 لغات وقرأ 12 ألف كتاب

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الوطن - عاجل(ضوء):عامل نظافة نعم، ولكنه أب لثلاثة أطباء.. هذا هو ملخص قصة البنجالي محمد عبدالوهاب الذي كرمه أهالي بلدة المنصورة بالأحساء، بعد صلاة الجمعة (25 ديسمبر 2015)، والذي يعمل في هذه المهنة بالبلدة منذ 15 عامًا. وبحسب صاحب فكرة التكريم الناشط الاجتماعي رائد العمل التطوعي يوسف الوباري فإن هذا الرجل أب لبنتين وولد، إحدى البنتين تخرجت أخيرًا لتكون طبيبة، والثانية التحقت بكلية الطب مؤخرًا، أما ابنه ففي سنواته الأخيرة ليتخرج طبيبًا أيضًا.. ليكون عامل النظافة هذا الذي قد يحتقره صغار العقول أبًا لثلاثة أطباء. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وتابع الوباري بقوله إن فكرة تكريم العامل أفضل بكثير من إقامة محاضرة طويلة لمحاضر يتحدث في نظريات، بينما هذا العامل نموذج مشرف للأب المكافح الذي جعل أبناءه الثلاثة أطباء على رغم الغربة والتعب والجهد، والنظرة الدونية التي ينظر إليه البعض بها. ووقف عامل النظافة محمد خجلا أمام المصلين الذين تجمهروا في مسجد القرية ليشاركوا في تكريمه، وأُصيبوا بالدهشة حين رفض هذا العامل أن يوضع إكليل الورد حول عنقه، قبل أن يلتف حول عنق إمام المسجد، معللا ذلك بأنه الأحق بهذا الورد، لكونه إمام مسجد، ومكانته تجعل الورد من نصيبه. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل اما الآخر فمهنته عامل نظافة، لكن هيئته وحديثه لا يدلان على ذلك، ليس فقط للكلمات الفكاهية التى يستعيرها من أفلام عادل إمام، وكانت سبباً فى تلقيبه بـ«سعيد عادل إمام»، إنما لقراءاته المستمرة، واللغات التى يُتقنها، وهى الإنجليزية والفرنسية والروسية، فاكتسب شهرة واسعة فى منطقة مصر القديمة. ورقة وقلم لا يفارقان يد «عم سعيد» ربما أكثر من «المقشة والجاروف» اللذين تتطلبهما مهنته، يجلس ببذلته «البنى» بين الحين والآخر ليلتقط أنفاسه خلال «وردية» الشغل، ويُدوّن أبياتاً شعرية يُتقنها منذ الصغر، أو أفكاراً استوحاها من الكتب المتعددة التى قرأها فى مختلف المجالات، ووصل عددها حتى الآن إلى 12 ألف كتاب، رغم تعليمه المتواضع، حيث رفضت أسرته السماح له بإتمام تعليمه الجامعى منذ 25 عاماً، لعدم اقتناعهم بجدواه. سعيد محمد، يبلغ من العمر 57 عاماً، يجوب شارع «المعز» كل صباح لتنظيفه أولاً، ثم يجلس ليتحدث مع الأجانب الموجودين فيه وهم قلة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها البلاد، يتحدث معهم باللغات التى يتقنها وتعلمها من الكتب الأجنبية التى قرأها «إنجليزى، فرنساوى، روسى»، ولا مانع من إلقاء بعض أشعاره عليهم والتى يحفظها عن ظهر قلب، وتلقى قبولاً بين المارة وسكان الشارع العتيق وأحياناً الأجانب أيضاً ممن يتقنون اللغة العربية. أخذ «عم سعيد» بنصيحة والده ولم يتزوج، هرباً من التعب والمسئولية، على عكس شقيقيه اللذين تزوجا فى شبابهما، ما سمح له بالتفرغ للقراءة وتثقيف نفسه، ناصحاً الآخرين بالقراءة وإتقان لغات العالم، ومبرره فى ذلك أن الإنسان جاء إلى الحياة ليعمر الأرض بعلمه لا بجهله.. والعلم من وجهة نظره ليس بالضرورة أن يكون مقروناً بشهادات. 0 | 0 | 5

مشاركة :