أعلنت وزارة الدفاع الصينية، أمس الثلاثاء، أن الجيش الصيني سيشن عمليات عسكرية ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، وأنه سينشر قوات بشكل متناسب مع تهديدات العدو، فيما قالت وزارة الخارجية الصينية، تعقيبًا على زيارة بيلوسي، إن النهاية لن تكون جيدة للأمريكيين، واصفة تحركات الولايات المتحدة بـ«البلطجة» وأدانت الخارجية الصينية ما أسمته «الخيانة الأمريكية المتعمّدة» لمبدأ «الصين واحدة»، مشيرة إلى أن الأمريكيين يلعبون بالنار في قضية تايوان. واعتبرت الخارجية الصينية أن الولايات المتحدة باتت أكبر تهديد للسلام في العالم، مؤكدةً أن الصين لن ترضخ أبدًا لمثل هذه التحركات الأمريكية في تايوان. وقالت بيكين إن زيارة بيلوسي لتايوان تحملُ تداعيات كبيرة على العلاقة مع واشنطن، وإن الزيارة ترسل إشارات خاطئة للقوات الانفصالية في تايوان. وذكرت الصين أن زيارة بيلوسي تقوض السلام والاستقرار في مضيق تايوان. وأكدت وسائل إعلام تايوانية أنه «تم تفعيل منظومة الدفاع الجوي في مطار تايبه». من جهتها أعلنت هيئة البث اليابانية أن «8 مقاتلات أمريكية انطلقت من جزيرة أوكيناوا شرق تايوان». وسارعت الصين إلى إعلان «إغلاق المجال الجوي للطائرات المدنية في مضيق تايوان»، مهددةً بأن «الطائرات التي ستنتهك حظر الطيران في مجال تايوان الجوي قد يتم إسقاطها». في السياق نفسه، قالت وسائل إعلام صينية أن «مقاتلات سوخوي 35 صينية عبرت مضيق تايوان». وتعتبر الصين تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي، جزءًا من أراضيها، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في وقت سابق هذا الأسبوع إن أي زيارة تقوم بها بيلوسي لتايوان ستكون «تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية للصين» وحذر من أن «الجيش الشعبي لتحرير الصين لن يقف مكتوف الأيدي أبدًا». وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أمس الثلاثاء إلى تايوان، لتكون المسؤولة الأمريكية الأعلى مستوى التي تقوم بزيارة رسمية للجزيرة منذ 25 عامًا. وهبطت طائرة بيلوسي التابعة للسلاح الجوي الأمريكي من طراز «بوينج سي40-سي» في مطار سونجشان بتايبيه في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، ما يمثل بداية ثالث محطة- وأكثرها إثارة للجدل- في إطار جولتها في آسيا التي تتضمن خمس دول. وأعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي لدى وصولها إلى تايوان، الثلاثاء، أن زيارتها المثيرة للجدل تظهر التزام واشنطن القوي حيال الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءًا من أراضيها. واستقبل بيلوسي والوفد المرافق لها من النواب التابعين للحزب الديمقراطي وزير الخارجية التايواني جوزيف وإضافة إلى ساندرا أودكي مديرة المعهد الأمريكي في تايوان، الذي يعمل كسفارة لواشنطن. وتأتي زيارة بيلوسي على الرغم من المعارضة الشديدة من بكين، والتي تنادى بسيادتها على تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي. يذكر أن بيلوسي هي ثالث أعلى مسؤول في الإدارة الأمريكية بعد الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس. وامتنعت بيلوسي لأيام عن تأكيد التقارير التي أفادت بأنها ستزور تايوان، كما أن الزيارة لم تكن مدرجة على جدول أعمال جولتها. والزيارة التي نددت بها الصين وحذرت من تداعياتها تأتى وسط وضع عالمي محتقن ومتوتر بين القوى الكبرى على خلفية اندلاع الحرب في أوكرانيا وما لحق بها من إعادة تشكيل التحالفات وترتيب الأوضاع في النظام الدولي على نطاق واسع. وكان محللون غربيون اعتبروا في وقت سابق أن «كل شيء تغير بعد حرب أوكرانيا»، فلم تكن الدول الغربية نفسها تتخيل أن تعاني بهذه الشدة من وطأة العقوبات التي فرضتها على موسكو، لتتحمل هي نفسها الآلام الاقتصادية المبرحة ويتعرّض قادتها لخطر الرحيل عبر مقصلة الوضع الاقتصادي. كما تأتي التطورات وسط انهيار في شعبية الرئيس الأمريكية إلى مستويات تقل عن 40%، في استطلاعات الرأي التي تظهر أيضًا أغلبية كبيرة يرون أن البلاد تتجه نحو الطريق الخطأ بشكل عام. وقد لا تسمح هذه الأجواء بفتح جبهة عدائية ساخنة جديدة بين واشنطن وبكين. فالولايات المتحدة منخرطة بالفعل في مساعي لترميم الجبهة الغربية وتوحيدها ضد روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
مشاركة :