واشنطن – الوكالات: قال متحدث باسم البيت الأبيض أمس ان الولايات المتحدة ليس لديها تأكيد من خلال تحليل الحمض النووي لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في قلب كابول لكنها تأكدت من هويته من خلال مصادر أخرى. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض جون كيربي في مقابلة مع شبكة فوكس «ليس لدينا تأكيد من خلال تحليل الحمض النووي. لن نحصل على هذا التأكيد. بصراحة تامة استنادا الى معلومات من مصادر ووسائل عديدة لسنا بحاجة الى ذلك (تحليل الحمض النووي) ». وأضاف «لدينا تأكيد بالمشاهدة ولدينا أيضا تأكيد من خلال مصادر أخرى». وقال كيربي أيضا ان تنظيم القاعدة ما زال يحتفظ بوجود صغير في أفغانستان. وقال مسؤولون أمريكيون ان الظواهري قتل عندما خرج الى شرفة منزله الامن في كابول صباح الاحد وأصيب بصواريخ هيلفاير أطلقتها طائرة مسيرة أمريكية. وقال الرئيس الامريكي جو بايدن في تصريحات بثها التلفزيون من البيت الابيض الليلة قبل الماضية أنه أعطى الاذن بالضربة الدقيقة بعد شهور من التخطيط وقال ان الهجوم لم يسفر عن ضحايا من المدنيين أو أفراد من عائلة الظواهري. ورفض ثلاثة متحدثين باسم ادارة طالبان تتهمهم الولايات المتحدة بانتهاك اتفاق معهم بإيواء الظواهري التعليق أمس. وكان المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أكد في وقت سابق أن هجوما وقع في كابول يوم الاحد ووصفه بأنه انتهاك «للمبادئ الدولية». وقال متحدث باسم وزارة الداخلية ان صاروخا أصاب منزلا في شيربور وهو حي سكني راق في وسط المدينة. وقال المتحدث عبدالنافع تاكور «لم تقع اصابات لأن المنزل كان خاليا». وقال المسؤول الامريكي الكبير ان الولايات المتحدة اكتشفت هذا العام أن زوجة الظواهري وابنته وأطفالها انتقلوا لمنزل امن في كابول ثم تأكدت من أن الظواهري نفسه معهم أيضا. وأضاف المسؤول أن الظواهري تم التعرف عليه مرات عدة لدى خروجه الى الشرفة حيث قتلته ضربة الطائرة المسيرة في النهاية. وأشار المسؤول الى أنه واصل تصوير المقاطع المسجلة من المنزل وربما تنشر بعض المقاطع بعد مقتله. وفي الاسابيع القليلة الماضية اجتمع بايدن بالمسؤولين للتدقيق في المعلومات الاستخباراتية. وأطلعه قادة في المخابرات في مايو ويونيو على المستجدات وفي أول يوليو أطلعوه على العملية المقترحة. وقال مسؤول الادارة الامريكية ان بايدن تلقى في 25 يوليو تقريرا محدثا وصرح بالضربة بمجرد أن تسنح فرصة. وفرضت سلطات طالبان طوقا أمنيا حول المنزل ولم يسمح للصحفيين بالاقتراب. وقال المسؤول الكبير في الادارة الامريكية ان مسؤولين بارزين من طالبان كانوا على دراية بوجوده في العاصمة مضيفا أن الولايات المتحدة توقعت من طالبان الالتزام باتفاق يقضي بعدم السماح لمقاتلي القاعدة بالعودة للاستقرار في البلاد. وأبلغ كيربي شبكة ام.اس.ان.بي.سي «مازلنا متيقظين» مضيفا أن الولايات المتحدة لديها القدرة على توجيه ضربة للارهاب من بعيد. وتابع «الرسالة بعثت بشكل واضح للغاية ليس فقط الى القاعدة ولكن الى أي شخص قد يؤويهم». وبعد أن قتلت قوات البحرية الامريكية بن لادن في باكستان في 2011 خلفه الظواهري زعيما لتنظيم القاعدة. وكان الطبيب المصري قضى سنوات باعتباره المنظم الرئيسي للقاعدة وواضع خططها الاستراتيجية لكن افتقاره الى موهبة القيادة والجاذبية اضافة الى المنافسة من جماعات متشددة مثل داعش حد من قدرته على الهام أتباعه على شن هجمات مدمرة على الغرب. وشاعت أنباء عن مقتل الظواهري عدة مرات من قبل في السنوات القليلة الماضية كما وردت أنباء منذ فترة طويلة عن سوء حالته الصحية. وحتى الاعلان الامريكي عن العملية كان يشاع أن الظواهري في منطقة قبلية في باكستان أو داخل أفغانستان. وتجنب بن لادن والظواهري القبض عليهما عندما أسقطت قوات تقودها الولايات المتحدة حكومة طالبان في أفغانستان في أواخر 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر.
مشاركة :