بات الانفلات الأمني في مخيم جنين تحدّيا كبيرا للسلطات الإسرائيلية كما الفلسطينية، بعد أن عجزت تل أبيب عن إخضاعه وفقدت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية السيطرة عليه، مع تنامي نشاط الخلايا المسلحة داخل المخيم. وتتعاطى إسرائيل بحذر مع التحدي الأمني الذي يفرضه المخيم الذي يحتضن نحو 16 ألف نسمة خشية تفجر الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنها تبدي قلقا متزايدا حيال انتشار مظاهر التسلح داخل المخيم. وأفاد الجيش الإسرائيلي ومصادر فلسطينية الثلاثاء أن الجيش أغلق مناطق محيطة بغزة ومعبر إيريز (بيت حانون) أمام الفلسطينيين، تحسبا من وقوع هجمات انتقامية بعد اعتقال اثنين من مسؤولي حركة الجهاد الإسلامي ليل الاثنين. وقتل مساء الاثنين الفلسطيني ضرار الكفريني البالغ من العمر 17 عاما برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية “خلال مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي”. ◙ إسرائيل تغلق مناطق محيطة بقطاع غزة ومعبر إيريز (بيت حانون) أمام الفلسطينيين، تحسبا لوقوع هجمات وقال الجيش والناطق باسم شرطة حرس الحدود إنهما عملا معا مع “عملاء سريين” من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) دخلوا المخيم و”أوقفوا مطلوبَين”. وأضاف “عندما دخل مقاتلو الجيش إلى جنين، أطلق عدد من المسلحين الفلسطينيين الرصاص الحيّ على الجنود الذين ردّوا بإطلاق رصاص حيّ”. وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي “إن قوات الاحتلال اعتقلت الشيخ المجاهد الكبير بسام السعدي والمجاهد أشرف الجدع أحد كوادر الحركة”. وأضافت “إن جذوة المواجهة لن تنطفئ باعتقال الشيخ المجاهد والقيادي الكبير بسام السعدي، وسيبقى مخيم جنين كابوسا يلاحق جنود الاحتلال، ورمزا مبهرا للمقاومة والصمود”. وقال مصدر أمني فلسطيني “إن السعدي قيادي بارز في الجناح السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية والمعتقل الآخر هو صهره، وهو جامع تبرعات لحركة الجهاد الإسلامي في جنين”. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “بعد تقييم الوضع بعد رصد أنشطة لتنظيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني، تقرر إغلاق المناطق والطرق المتاخمة للسياج الأمني لقطاع غزة وذلك خشية الاستهداف المباشر ولمنع استهداف المدنيين”. وتابع أنه “سيتم إغلاق شاطئ زيكيم ووقف حركة القطارات بين عسقلان وسديروت وإغلاق معبر إيريز أمام حركة العمال. كما سيتم إغلاق كافة المحاور الزراعية في تلك المنطقة”. وقال بيان حكومي إن رئيس الوزراء يائير لبيد أجرى تقييما أمنيا الثلاثاء بشأن خطر التهديد. ويرى مراقبون أن الوضع في جنين هو انعكاس للتوتر الدائر بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرين إلى أن للأمر علاقة أيضا بالضعف المستمر للسلطة الفلسطينية، وصراع الأجيال داخل حركة فتح، إلى جانب المنافسة بين الحركة وحماس. ◙ إسرائيل تبدي قلقا متزايدا حيال انتشار مظاهر التسلح داخل المخيم وترتبط السلطة الفلسطينية باتفاقيات مع إسرائيل من بينها ضبط الأوضاع الأمنية داخل المخيمات. ودعت حركة الجهاد “إلى رص الصفوف والعمل بكل قوة على تعزيز روح الانتفاضة المشتعلة، والتصدي لجنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين يستهدفون أرضنا وشعبنا ومقدساتنا”. وذكر المصدر الفلسطيني أن السعدي أصيب بجروح جراء هجوم كلب للجيش الإسرائيلي عليه خلال اعتقاله. ومع انتشار أنباء اعتقاله بدأت الجماهير تتجمع في مخيم جنين للاجئين ومدينة نابلس المجاورة حيث عبر مناصروه عن تضامنهم مع حركة الجهاد الإسلامي. وقال مدير مستشفى ابن سينا التخصصي جاني أبوخوجة إن “زوجة الشيخ السعدي وصلت إلى طوارئ مستشفى ابن سينا بعد الاعتداء عليها من قبل قوات الجيش أثناء اعتقاله”. كما أشار إلى إصابة شاب يبلغ من العمر 23 عاما بجروح متوسطة وإصابة آخر من طوباس فجر الثلاثاء في الرأس ووضع على جهاز التنفس الاصطناعي. ومنذ أواخر مارس، قُتل خلال عمليات نفذها الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 55 فلسطينيا معظمهم في الضفة الغربية وبينهم عناصر ينتمون إلى فصائل مسلحة ومدنيون بمن فيهم الصحافية في قناة الجزيرة شيرين أبوعاقلة خلال تغطيتها عملية مداهمة إسرائيلية في جنين. وخلال الفترة نفسها، قُتل 19 شخصا غالبيتهم من المدنيين في هجمات ضد إسرائيليين نفذها فلسطينيون بينهم من عرب إسرائيل داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية، وقتل ثلاثة من المهاجمين خلالها.
مشاركة :