مؤتمر الكتاب: الإرهاب أخطر تحدٍّ يواجه الثقافة العربية

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد كتاب ومثقفون عرب، وجود خلل في المفاهيم والمصطلحات حول الحريات وحقوق الإنسان في العالم العربي، في ظل تبني استراتيجيات سياسية ألحقت ضرراً بالمطالب الحقوقية بالدول التي طالها ما يُسمى بالربيع العربي، مشيرين إلى أن الغرب ضلل الشعوب العربية بمفاهيم الحرية والعدالة، في الوقت الذي يعمل فيه على تمزيق وتفتيت المنطقة، محذرين من أن الجماعات التكفيرية تعتبر من أخطر التحديات التي تواجه ثقافتنا وبلداننا في العصر الحديث. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان أزمة المفاهيم حول الحريات وحقوق الإنسان، على هامش المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقد في أبوظبي، وأدارها الدكتور حسن قائد الصبيحي أستاذ الإعلام بجامعة الإمارات، بمشاركة كل من الدكتورة انتصار قائد البناء، كاتبة وأكاديمية من البحرين، والدكتور عصام السعدي عميد معهد المشرق للدراسات الجيوسياسية في الأردن، وفريدة النقاش كاتبة وصحفية مصرية، وبحضور عدد من المثقفين والأدباء والشعراء العرب. أشارت فريدة النقاش إلى أن النمو المتسارع لتنظيم داعش الإرهابي وانتشار أفكاره بين قطاعات لا يستهان بها من شباب البلدان العربية والإسلامية، يعد أحد أخطر التحديات التي تواجه هذه البلدان في العصر الحديث، منذ أن اختارت التلكؤ في الدخول إلى الحداثة، بعد أن خاضت معاركها المجيدة للتحرر من الاستعمار القديم، ثم سقوطها بعد ذلك في قبضة التبعية للاستعمار الجديد المبني أساساً على الهيمنة الاقتصادية. وأكدت النقاش أن الخطاب التكفيري تأسس على مفهوم الحقيقة المطلقة كلية الصواب التي يمتلكها بشر يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى فوضهم للحديث باسمه، لافتة إلى أن فتاوى الاغتيال وتصفية المختلفين مبدأ أساسي عملت به كل الجماعات التكفيرية التي لم تتورع عن قتل الأطفال والنساء بدم بارد. بدورها قدمت الدكتورة انتصار قائد البناء، كاتبة، ورقة بعنوان الهوة بين شعارات الربيع العربي واستراتيجياته السياسية.. ثقافة السلام نموذجاً، أوضحت فيها أن ما يسمى بالربيع العربي انطلق مردداً مبادئ حقوق الإنسان، حيث كانت التقارير تشير إلى تراجع تلك الحقوق في الحريات والممارسات السياسية والاجتماعية التي تنتهك حقوق المواطن العربي، غير أن هذا الربيع نادى بإسقاط النظم وتعطيل الدولة والانقلاب على أجهزتها. وأكدت الدكتورة البناء أن ما حدث أضر بالمطالب الحقوقية، الأمر الذي تسبب في دخول الدول العربية التي طالها الربيع إلى فوضى أدت إلى انتهاكات شديدة الخطورة تزيد على الانتهاكات السابقة، حيث نشهد الآن انتهاكات لحقوق الأقليات ورفضاً للآخر ورفض الانصياع للقوانين والتشريعات، ما أدى إلى الإخلال بثقافة السلام وقبول الآخر. من جهته تناول الدكتور عصام السعدي موضوع الحرية والعدالة، مؤكداً أنه لا وجود للحرية في غياب شقيقتها العدالة، وخلص إلى أن ما ينادي به الغرب وأمريكا من حريات هو تضليل، لأنه لا يمكن للحرية أن تكون بمعزل عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وحرية اقتصاد السوق تعني حرية رأس المال في استغلال الآخرين. من جانب آخر دعا الشاعر مراد السوداني رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الفلسطينيين والمتحدث الرسمي باسم الوفود المشاركة في المؤتمر، إلى التشبث بالمسؤولية والأمانة تجاه شعوبهم وأمتهم وقضيتهم، لإعادة إنتاج نقاط القوة وإعادة توجيه البوصلة لصون الأمة من الفتاوى التكفيرية التي تشيع القتل والدمار والإرهاب، مستحضراً ما تمر به المنطقة العربية من استباحة دماء، والجرح المفتوح في فلسطين، وما تعانيه من حالة المسخ، والطمس الممنهج في القدس، مشيداً بانتفاضة الشباب الفلسطيني في وجه الظلم والطغيان الإسرائيلي. وشدد السوداني على المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق المثقف العربي في اللحظات المرة التي تعصف بالمنطقة، والتي تحتاج من المبدعين والمثقفين والأدباء وقفة جادة لمراجعة ما يتعلق بالشأن الثقافي العربي، ودور الثقافة العربية في التنوير والمقاومة.

مشاركة :