عملت الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، على المضيّ قدما في سياسة فك الارتباط مع الصين، في محاولة لاحتواء الاقتصاد الصيني. ونظرا لمكانة شينجيانغ البارزة في سلسلة التوريد العالمية، حاولت الولايات المتحدة استهدافها، بالترويج لأكذوبة "العمل القسري". وطرحت في هذا الإطار، ما أسمته "قانون مكافحة العمل القسري للويغور"، وفرضت بناء عليه عقوبات أحادية الجانب على الشركات والموظفين الصينيين في شينجيانغ، في محاولة لفصل شينجيانغ عن السلسلة الصناعية العالمية، متجاهلة قواعد التجارة الدولية وقواعد التنمية الاقتصادية، مما أضرّ باستقرار سلسلة التوريد العالمية. تمثل شينجيانغ أهم قاعدة لإنتاج البولي سيليكون في العالم، التي تعد مادة أساسية في الصناعة الكهروضوئية. كما يُعرف قطن شينجيانغ في الصناعة العالمية بأنه مادة خام عالية الجودة تتكون من الألياف الطبيعية. ويعد ركيزة من ركائز التنمية الصحية والمستدامة لصناعة النسيج في الصين والعالم، ويمثل حوالي 20 ٪ من الإنتاج العالمي للقطن. كما تنتج شينجيانغ أيضًا حوالي 25٪ من حجم معجون الطماطم في العالم، و15٪ من نبات حمال الذئبة (من عائلة القنّب) وحوالي 10٪ من الجوز والفلفل والألياف الاصطناعية. وشينجيانغ هي أيضا موطن أكبر مصنع لتوربينات الرياح في الصين، وتنتج 13 في المائة من الإنتاج العالمي. والهدف الحقيقي من هذا القانون الذي طرحته الولايات المتحدة هو ضرب هذه الصناعات في شينجيانغ. وبالتالي تقويض السلام والاستقرار والازدهار والتنمية في شينجيانغ. إن تشكل وتطور سلسلة التوريد والسلسلة الصناعية العالميتين، هما نتيجة لقوانين السوق طويلة الأمد وخيارات الشركات. وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات أحادية الجانب بشكل عشوائي، أدى إلى تشتيت وتدمير سلاسل التصنيع والإمداد التي تشكلت في السوق على مدى سنوات عديدة، والإضرار بالمصالح المشتركة للعالم. في الآونة الأخيرة، شهدت أسعار البولي سيليكون ارتفاعا مستمرا، حيث وصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 2011. وأدى استهداف الولايات المتحدة للصناعات في شينجيانغ إلى إنشاء سلسلة إمداد هشة لسلسلة صناعة الطاقة الكهروضوئية العالمية، وتعطيل التعاون وتطوير صناعة الطاقة الكهروضوئية العالمية. هذه الممارسات الأحادية المليئة بروح الهيمنة الأمريكية، تضر بالدول الأخرى ولا تعود بالنفع على أمريكا نفسها. ووفقًا لبيانات أمريكية، يعتمد 85٪ من إنتاج الألواح الشمسية الأمريكية على الصين، وترتبط سلسلة التوريد ذات الصلة بأكملها بشينجيانغ. وإذا كانت أمريكا لا تتردد باستمرار على لعب "ورقة شينجيانغ"، فإنه من المستحيل ألا تتأثر صناعة الطاقة الشمسية لديها. ويرى مهنيون أمريكيون إن العقوبات "منعت بشكل كبير استيراد الوحدات الكهروضوئية، مما تسبب في قيام الشركات ذات الصلة بتقييد أو حتى إيقاف الإنتاج وتعليق الشحنات. وهو ما أثّر سلبا على صناعة الطاقة الكهروضوئية في الولايات المتحدة. وأشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن العقوبات هي بمثابة إطلاق النار على القدمين، و"ستؤثر على تحقيق أهداف الحكومة الأمريكية في مجال الطاقة المتجددة." في ذات السياق، قال كريغ ألين، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، إن ما يسمى بـ "قانون مكافحة العمل القسري للويغور" ترك العديد من الشركات في حيرة، وجلب قدرًا كبيرًا من الغموض، وزاد في تعطيل سلاسل التوريد، ورفع في نسب التضخم. وأمام هذه الحقائق الواضحة، تبدي المزيد من الشركات الأمريكية معارضتها لسياسات حكومة بلادها. حيث قال رئيس اتحاد الصناعة الأمريكية "إن الصين قامت بعمل جيد على مختلف الجوانب، لا سيما فيما يتعلق بتزويد سوق التجزئة للأزياء في الولايات المتحدة" مضيفا "أن الولايات المتحدة لا يمكنها إيقاف الصين"؛ وصرّحت بعض ماركات الملابس اليابانية عن عدم رغبتها في المشاركة في حملة "مقاطعة قطن شينجيانغ". ومن جانب آخر، أكدت شركات السيارات الألمانية مرارًا وتكرارًا أنه لا يوجد ما يسمى بـ "العمل القسري" في مصانعها في شينجيانغ. في الوقت الذي تشهد فيه السلسلة الصناعية العالمية وسلسلة التوريد توتّرا، تقوم الولايات المتحدة بتعطيل الإمداد الطبيعي للمنتجات، الأمر الذي سيزيد في إبطاء نسق تعافي الاقتصاد العالمي. وما تفعله الولايات المتحدة لن يمنع الناس من جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ من السعي وراء حياة أفضل، ناهيك عن الاتجاه التاريخي لتنمية الصين ونموها المستمر، بل سيجعل من أمريكا حجر عثرة أمام التنمية والتقدم العالميين.
مشاركة :