بفضل الله، أعاد فريق طبي متخصص في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، القدرة على الحركة لمريض مصاب بشلل نصفي ومُقعد على كرسي متحرك، بعد إجراء عملية ناجحة لعلاج وإصلاح التهاب حاد وكسر في الفقرة الصدرية السفلى. وقال د.ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب، رئيس الفريق الطبي المعالج: إن المريض وهو في العقد السابع من العمر، راجَعَ المستشفى على كرسي متحرك، مشتكيًا من شلل تام في أطرافه السفلية منذ نحو عام كامل، وراجع عددًا من المستشفيات في رحلة بحث طويلة عن العلاج؛ إلا أن الأطباء رفضوا قبول حالته بسبب التعقيدات التي تتسم بها وفقًا لحديث المريض؛ حيث إنه يعاني من تليف في إحدى الرئتين، وضعف في القلب. وأضاف د.مسعود أن الفريق الطبي أخضع المريض لحزمة كبيرة من الفحوصات الطبية الدقيقة، وقد أكدت نتائجها وجود كسر في الفقرة الصدرية السفلي، مشكّلًا ضغطًا حادًّا على النخاع الشوكي؛ مما أدى إلى فشل الأطراف السفلية وشللها.. ومن خلال هذه الفحوصات الطبية تَبَيّن أن الالتهاب الحاد الذي عانى منه المريض لفترة طويلة في الرئة، تَمدد إلى العمود الفقري وتَسبب في هشاشة عظامه والكسر المسبب لكل هذه الأعراض الحادة بما فيها الشلل. وأضاف د. مسعود: تم وضع خطة علاجية، تُرتكز على التدخل الجراحي، وشرحها بالتفصيل للمريض ومرافقيه، ومن ثم أجريت له عملية جراحية، تم فيها معالجة الكسر وتثبيت الفقرات وتحرير النخاع الشوكي من الضغط، واستُخدمت فيها أحدث أجهزة مراقبة عمل القلب والرئتين أثناء العملية، بالإضافة إلى البنتيرو والمايكرسكوب والالتراساوند لتحديد موضع الالتهاب، وأجهزة مراقبة الأعصاب، ومضت العملية التي استمرت نحو 3 ساعات بكل سلاسة، إلى أن انتهت ولله الحمد بنجاح، ولم تستدعِ حالته الصحية وضعه في العناية المركزة؛ حيث حُوِّل مباشرة إلى غرف التنويم العادية، وبعد ساعات من العملية بدأ المريض في تحريك قدميه، واستمر التحسن طوال فترة تنويمه بالمستشفى مع العناية الطبية الحثيثة، إلى أن خرج من المستشفى مشيًا على قدميه وبحالة صحية ممتازة. ووصف د.مسعود العملية بالمعقدة؛ مشيرًا إلى أن احتمالات حدوث المضاعفات الخطيرة أثناءها كانت كثيرة؛ إلا أن رغبة المريض في استعادة حياته الطبيعة كانت كبيرة؛ لذلك أبدى إصرارًا كبيرًا على إجرائها، وتابع قائلًا: ونجاح العملية تأكيد على تميز مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، وكفاءة الفريق الطبي، إضافة إلى التجهيزات المتقدمة التي يحظى بها المستشفى.