أكد مجلس أبوظبي للتعليم إكتمال تعيين 830 من مشرفات المقاصف المدرسية المواطنات في جميع مدارس الإناث والمشتركة ورياض الأطفال على مستوى إمارة أبوظبي (أبوظبي، العين والغربية ) البالغ عددها 127 مدرسة، تشكل نسبة 50% من المدارس الحكومية في الإمارة، بواقع مشرفة لكل 100 طالبة. وحدد المجلس 120 صنفاً من الأطعمة التي يقدمها للطلبة في المدارس خلال فترتي الطعام الخاصة بكل مدرسة حسب المرحلة العمرية، بعد أن تم طرح مناقصات توريد الأغذية للمقاصف المدرسية بناء على دليل المقاصف المدرسية المعتمد لإمارة أبوظبي، كما ارتفع عدد موردي المقاصف المدرسية هذا العام إلى 43 مورداً تم تقييمهم واعتمادهم من قبل اللجان المختصة. يواصل المجلس حملاته الصحية هذا العام لتثقيف ذوي طلبة المدارس، بأهمية الغذاء الصحي والتحذير من اتباع أنماط غذائية غير سليمة، بإرسال رسائل نصية توعوية تهدف إلى تشجيع ذوي الطلبة لبناتهم على تناول الوجبات الصحية المدعمة التي سيتم توفيرها في المقاصف المدرسية، وتقديم نصائح غذائية موجهة بشكل مباشر للطالبات وذويهن حول الأغذية الصحية وممارسة الأنشطة الرياضية وأهميتها، إضافة إلى عقد ندوات وورش عمل للطلبة داخل المدارس، تماشياً مع تطبيق المدارس لمشروع الوجبات الصحية المدعمة للطلبة على مستوى مدارس أبوظبي. وشدد المجلس على أن سياسة المقاصف المدرسية والغذاء الصحي التي ينفذها في المدارس الحكومية تهدف إلى ضمان ممارسة المدارس لدورها في تعزيز الممارسات الصحيحة، مشيراً إلى أن إحصاءات خاصة بصحة الطلبة في مدارس أبوظبي، كشفت أن واحداً من بين كل 15 يافعاً يمارس الرياضة، وواحدة من كل 7 طالبات مواطنات تعاني السمنة، مقابل واحد من كل 9 من الذكور يعاني هذه المشكلة، وأن ثلاثة من أربعة أطفال بين خمس وست سنوات يعانون تسوس الأسنان، إضافة إلى أن 50% من الطلبة لا يتناولون الإفطار الصباحي، ونسبة عالية منهم تتناول أطعمة غير صحية. وقال محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم، إن العام الدراسي الحالي يشهد امتداداً لمبادرة مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للرعاية الإنسانية بشأن توفير وجبات صحية بأسعار مخفضة في المقاصف المدرسية على مستوى مدارس الدولة، حيث شملت المبادرة هذا العام جميع مدارس الإناث في إمارة أبوظبي ومدارس الحلقة الأولى المشتركة ورياض الأطفال، وستمتد لاحقاً لتشمل مدارس الذكور للحلقتين الثانية والثالثة، ما يضمن توفير وجبات مدعومة للطلبة، وتأهيل مواطنين ومواطنات للعمل في مجال البيع في المقاصف المدرسية بعد القيام بتدريبهم من قبل مؤسسة مواصلات الإمارات بالتعاون مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية على متطلبات سلامة الغذاء. وذكر الظاهري أن مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية تولت مسؤولية توفير عصائر وألبان ومياه ومواد غذائية، ودعم الموردين لضمان تقديم الوجبات بأسعار مخفضة، كما عينت مواصلات الإمارات البائعين والبائعات من الكوادر المواطنة، وتم الإشراف عليها وتدريبها، والتعاقد مع الموردين. من جانبه، أكد جاسم الشاعر مدير مركز خدمات المدارس بمواصلات الإمارات، أنهم أنهوا خلال الأشهر القليلة الماضية اللقاءات التعريفية لمشرفات المقاصف المدرسية وقد تم توزيعهن على جميع مدارس الإناث بمختلف المراحل الدراسية ورياض الأطفال على مستوى إمارة أبوظبي، مشيراً إلى أنه تم خلال اللقاء تعريف المستهدفات بطبيعة الوظيفة ومهامهن وحقوقهن وواجباتهن، وكيفية إدارة المقصف المدرسي والتعامل مع الموردين واستلام الوجبات الغذائية يومياً وتجهيزها، وكيفية التعامل مع الطلبة، كما تم تدريبهن في دورات سابقة متخصصة في سلامة الأغذية والتعامل السليم والصحي معها، حيث نفذت تلك الدورات بالتعاون مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وتم من خلالها تأهيل المشرفات على إجراءات السلامة والنظافة والأمان كافة، في التعامل مع الأغذية بالمقصف المدرسي وفقا للاشتراطات والمعايير المعتمدة من قبل جهاز الرقابة الغذائية. وأضاف أن كل مشرفة تخضع لدورة مكثفة لمدة يوم واحد وعقبها مباشرة تؤدي امتحاناً تحريرياً حول ما تعلمته في الدورة لتنال على أثره رخصة العمل كمشرفة مقصف مدرسي، وبمجرد الحصول على الرخصة ستتوجه المشرفة إلى المدرسة التي تم تعيينها للعمل فيها مباشرة. وحول مهام وواجبات مشرف المقصف المدرسي أوضح الشاعر أنها تكون بالتنسيق مع المدارس الحكومية وموردي الوجبات المعتمدين، للتأكد من توفير الأغذية المتنوعة المعبأة والمغلقة بإحكام، والتأكد من تسلم كميات الأغذية الكافية التي يتم تحديدها من قبل مؤسسة خليفة الإنسانية ومجلس أبوظبي للتعليم. وقال الشاعر إن مواصلات الإمارات تعتبر جزءاً من تطبيق مشروع الوجبات الصحية المدعمة التابع لمؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية الذي يطبق في العديد من المدارس الحكومية على مستوى الدولة، مشيراً إلى أنه وفقاً للاتفاقية التي وقعتها مؤسسة خليفة الإنسانية مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم مؤخراً، فقد تم التعاقد مع مواصلات الإمارات التي تولت تعيين الكوادر المواطنة كمشرفي مقاصف مدرسية لعمليات البيع ومتابعة الوجبات الغذائية، كما تتولى أيضاً تدريبهم والإشراف عليهم. وقالت ابتسام الحواني الاختصاصية الاجتماعية بمدرسة الريم (الحلقة الثانية) إن مبادرة مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية بشأن دعم الوجبات الصحية في المقاصف المدرسية خطوة نوعية بالتأكيد ستعزز من تشجيع الطلبة على شراء الغذاء الصحي وبسعر مناسب، كما أن المشروع له انعاكسات كبيرة على الطلبة من الناحية الدراسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث يساهم المشروع في تخفيف العبء عن كاهل أولياء الأمور، خاصة أن بعضهم يكون لديه أكثر من طالب في أكثر من مرحلة دراسية. وقالت عائشة الشامسي مديرة مدرسة ثانوية في أبوظبي إن توحيد أصناف الأغذية في مقاصف المدارس الحكومية، يهدف إلى تأسيس مقاصف مدرسية ذات مواصفات آمنة، توفر التنوع الغذائي الصحي الذي يحول دون انتشار الأمراض الناتجة عن سوء التغذية وتلبي حاجة الطلاب. ورحبت شيخة الزعابي مديرة مدرسة فاطمة بنت مبارك الحلقة الثانية بمبادرة مؤسسة خليفة المشتركة مع مجلس أبوظبي للتعليم ومواصلات الإمارات، مشيرة إلى أنها ستساعد إلى حد كبير في محاربة أمراض سوء التغذية في المدارس، والقضاء عليها، وتحول المقاصف المدرسية إلى بيئة صحية يمكن من خلالها غرس السلوكات الغذائية السليمة في عقول الطلاب، وإعطائهم خيارات متنوعة من الأغذية بدلاً من التركيز على أنواع محددة تضر بصحتهم، خصوصاً أن المسوحات الطبية الدورية التي تجرى على طلبة المدارس من خلال ممرضات الصحة المدرسية، أظهرت تزايداً في حالات الطلبة المصابين بأمراض سوء التغذية، إضافة إلى دور أولياء أمور الطلبة في المنزل في الاهتمام بالغذاء الصحي ومراقبة ماذا يأكل أبناؤهم من أنواع الطعام. من جانب آخر قال عدد من طلبة المدارس إنهم كانوا يشكون قبل تلك المبادرة من الانتظار الطويل في طابور المقصف المدرسي ليحصلون في النهاية على وجبة غذائية لا تتناسب مع ما يدفعونه من نقود لشرائها، حيث قال الطالب عمر محمد علي النيادي - طالب ثانوي - إن بعض الوجبات كانت في السابق غير طازجة وغير مشجعة على الأكل، ولربما غير صحية أيضاً، رغم أنه بالإمكان أن يحصل بقيمة ما يدفعه على وجبة طازجة من أي مطعم أو مقهى (كوفي شوب) مع تلقي أفضل درجات الخدمة وفي أسرع وقت، ولكن الآن وجدوا وجبات أرضت أذواقهم وأفادتهم صحياً. وقالت منى الهاشمي - ولية أمر- إن أبناءنا اليوم يحتاجون إلى برنامج غذائي مدروس تتعاون في التخطيط له وتنفيذه كل الجهات المختصة لضمان حصولهم على وجبة صحية وخدمة سريعة وراقية، تزيدهم صحة وقوة، وتشجعهم على إكمال يومهم الدراسي بكل حيوية ونشاط.
مشاركة :