أكد المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر أن موسكو تريد حلا تفاوضيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ورغم معارضته للحرب فإن شرودر حافظ على علاقاته الشخصية مع الرئيس فلادمير بوتين ما جعله محط انتقادات واسعة في ألمانيا. المستشار الألماني الأسبق غيرهارد صديق مقرب من بوتين (صورة مركبة) أعرب المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر عقب محادثات في موسكو عن ثقته في أن روسيا تسعى جاهدة إلى "حل تفاوضي" في حربها ضد أوكرانيا. وقال شرودر في مقابلة مع مجلة "شتيرن" ومحطة "إر.تي.إل" الألمانيتين اليوم (الأربعاء الثالث من أغسطس / آب 2022) إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين الطرفين المتحاربين بشأن صادرات الحبوب من أوكرانيا يعد "نجاحا أوليا" ربما يمكن "توسيعه ببطء إلى وقف لإطلاق النار". وذكر شرودر أنه التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، وقال "النبأ السار هو أن الكرملين يريد حلا تفاوضيا". ويتعرض المستشار الأسبق لانتقادات منذ فترة طويلة بسبب قربه من بوتين وصناعة النفط والغاز الروسية. ووصف شرودر الحرب مجددا بأنها "خطأ من قبل الحكومة الروسية"، لكنه دافع في الوقت نفسه عن صِلاته بموسكو، وقال "لماذا يجب أن أتوقف عن إجراء محادثات مباحة قانونيا ولا تجعلني أنا وعائلتي في ورطة؟". وذكر شرودر أن "التشويه المُسبّق لتنازلات محتملة من قبل أوكرانيا باعتبارها "إملاءات سلام" من روسيا خطأ فادح"، مشيرا إلى أن هناك حقا إمكانية لحل مشكلات مهمة، بما في ذلك التوصل لحل وسط لمنطقة دونباس بشرق أوكرانيا ومسألة "الحياد التسليحي" المحتمل لأوكرانيا كبديل لعضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وذكر شرودر في المقابلة أنه يرى أن شبه جزيرة القرم على البحر الأسود التي ضمتها روسيا في عام 2014 - قد ضاعت بالنسبة لكييف، وقال "من العبث تصور أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيستعيد شبه جزيرة القرم عسكريا... من ذاك الذي يعتقد بجدية أن أي رئيس روسي يمكن أن يتخلى عن شبه جزيرة القرم مرة أخرى؟". وأشاد شرودر صراحة بجهود الوساطة التي يبذلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الصراع، وقال في إشارة إلى موقف الحكومة الأمريكية "لكنها لن تنجح بدون موافقة واشنطن". وفي ضوء الجدل حول تقلص واردات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، ألقى شرودر باللوم على شركة "سيمنز إنرجي" الألمانية للطاقة في غياب توربين خط أنابيب "نورد ستريم 1". وقال شرودر في نفس المقابلة إن التوربينات الضرورية لعمليات ضخ الغاز في خط الأنابيب تأتي من الشركة ويجب صيانتها على نحو دوري، مشيرا إلى أن الشركة "جلبت التوربين المثير للجدل من الصيانة في كندا إلى مدينة مولهايم الألمانية، وقال "لا أفهم سبب وجوده هناك وليس في روسيا". ووفقا لشرودر، فإن خفض واردات الغاز الروسي عبر "نورد ستريم 1" إلى 20% يرجع إلى أسباب تقنية. وأوضح شرودر أنه يمكن مضاعفة كميات الغاز المنقولة عبر هذا الخط إذا كان التوربين متاحا، وقال "هذه مسؤولية شركة سيمنز على حد علمي". وقال شرودر إنه سُأل خلال زيارته لموسكو عما إذا كان خفض إمدادات الغاز له دوافع سياسية، وأضاف "الجواب الواضح هو: لا يوجد إعلان سياسي من الكرملين لخفض تدفق الغاز. الأمر هنا يتعلق في الأساس بمشكلة تقنية وبيروقراطية تخص الطرفين، ويلقي كل طرف على الآخر المسؤولية". ومنذ حزيران/يونيو الماضي خفضت روسيا إمدادات الغاز عبر "نورد ستريم 1". وبررت شركة الطاقة الروسية "غازبروم" ذلك بعدم وجود التوربين، الذي ترى أنه مهم لزيادة الضغط المطلوب لضخ الغاز من خلاله. واتهمت "جازبروم" مرارا شريكها التعاقدي "سيمنز إنرجي" بعدم إرسال المستندات اللازمة والمعلومات الخاصة بإصلاح التوربين، بينما نفت الشركة الألمانية هذه الاتهامات. ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ)
مشاركة :