الدوحة - الراية: أيدت محكمة الاستئناف حكم أول درجة بتعويض سيدة بمبلغ مليون ريال عما أصابها من أضرار نتيجة خطأ طبي أثناء عملية توليدها قيصرياً في أحد المستشفيات، تسبب في إصابة مولوديها بتلف في المخ والعمى. شمل الحكم إلزام المستشفى بالمصاريف وفقاً لأحكام المادة 131 من قانون المرافعات. كانت المجني عليها قد أدخلت المستشفى وكانت تشكو من نزيف حاد استمر لمدة يومين، بعد ذلك أدخلت إلى غرفة العمليات، حيث قام طبيب التوليد بإجراء عملية قيصرية لإخراج الجنينين، وأدخلت بعدها غرفة العناية المركزة. وأكّدت أوراق الدعوى تعرض المولودين لضرر كبير بسبب القصور والإهمال في رعاية المدعية حيث أصيب المولود الأول بتأخر في النمو وشلل في المخ وضيق في التنفس، فيما أصيب الثاني بتأخر في النمو وتشنجات وشلل دماغي. ووفقاً لتقرير اللجنة الطبية التي انتدبتها المحكمة فإن المجني عليها كانت في الحمل بالشهر السادس، وأدخلت المستشفى وهي تعاني نزيفاً حاداً، وبالكشف على المولودين تبين أنهما أصيبا بإعاقة دماغية نتيجة نقص الأوكسجين. وبينت المحكمة في حيثيات الحكم أن الأطباء لم يبذلوا العناية اللازمة، خاصة أنها كانت من حالة نزيف شديد، ولديها التصاقات بجدار البطن والرحم، إلى جانب معاناتها من مرض السكري، ووجود مشيمة تغطي عنق الرحم وقد استفحل النزيف نتيجة لتأخر الأطباء. وأكّد التقرير الطبي أن الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع الـ 32 كما في حالة الجنينين معرضون للإصابة بتلف في أنسجة المخ نتيجة نقص الأوكسجين وعدم اكتمال المخ، وأن الولادة المبكرة ساهمت في تفاقم الضرر الناتج من النزيف. وأثبت التقرير مسؤولية الطبيب عن الضرر المحقق، وثبوت علاقة الخطأ بالضرر لاستحقاق التعويض. وكان دفاع المجني عليها قد طالب في مذكرته تعويض المجني عليها بـ 700 مليون ريال عن الأضرار التي نتجت عن عملية التوليد الخطأ وأكدت مذكرة الادعاء أن الأم ستنفق ذلك المبلغ في علاج طفليها في الخارج واللذين تعرضا لفقدان البصر والعقل.
مشاركة :