الدكتورة لمياء محمود * ولما كان اليوم الأول من العام الثالث والخمسين من عُمر النَّهضة المباركة فى عُمان الخير، التأم الانعقاد الثاني للمنتدى العربى للسياحة والتراث في عروس الجنوب، ساحرة الطبيعة، صلالة، مركز ولاية ظفار وحاضرتها، العاصمة الثانية لسلطنة عمان ومركزها السياحي. هذا اللقاء الذي طال انتظاره، وحالت جائحة كورونا دون إتمامه لعامين كاملين، ولكن -والحمد لله- وبجهد مشكور من المركز العماني للإعلام السياحي، وبتضافر جهود كل فروع المركز العربي للإعلام السياحي الأربعة عشر، تم هذا اللقاء القيّم فى كل جوانبه. الحضور الذي ضم نخبة متميزة من الشخصيات المرموقة المعنية بالتراث والسياحة والإعلام، فكانت مشاركة أصحاب السمو والمعالي والسعادة، وأصحاب المقام الرفيع في الإعلام بكل وسائله، والسياحة بكل جوانبها. وقد كان لابد ومع تجمع هذه القامات إعداد برنامج المنتدى بشكل احترافي؛ حيث ضم أربع جلسات نقاشية عالية المستوى في التمثيل والنقاش، تضمنت موضوعات "سلطنة عمان أرض الأصالة والتراث كوجهة سياحية مستدامة "، و"أهمية الإعلام الجديد فى تنشيط الحركة السياحية"، و"تسويق الوجهات السياحية بشكل مبتكر"، و"المنتج السياحي وتطوير البرامج السياحية". ثم كانت مخرجات النقاش فى هذه الحلقات النقاشية التى شارك فى تداول النقاش فيها بالإضافة للمشاركين الحضور، سواء من المسؤولين أو الإعلاميين أو العاملين فى السياحة، وكانت توصيات المنتدى -الذي استمر على مدار يومين- متضمنة اقتحاما للعديد من أبرز المشكلات التى تواجه السياحة، وأهمية دور الإعلام فى حلها. حيث تمت الدعوة لإنشاء أول منصة سياحية عربية موحدة تختص بالتسويق والترويج للمقومات السياحية في الوطن العربي، مع دعوة الدول العربية لتنظيم ملتقيات تجمع المتخصصين في الإعلام السياحي وخبراء السياحة والمسؤولين المعنيين بصناعة السياحة، لتبادل الخبرات، ووضع أفضل تصور لجذب السائحين سواء العرب أو الأجانب. كما تطرقت لدعوة الدول إلى تعظيم الإنفاق على تطوير المناطق السياحية، ليكون هذا التطوير هو الدعاية الأولى للمناطق السياحية العربية. كما دعا المنتدى المركز العربي للإعلام السياحي لتنظيم قوافل للإعلاميين العرب المتخصصين في الإعلام السياحي بالدول العربية؛ للتعرف على المقومات السياحية العربية، ودعوة المشاركين لإنتاج برامج وأفلام ومواد إعلامية تروِّج لكل المنطقة العربية كوجهة واحدة مع تجديد وتطوير الخطاب السياحي العربي، مع مطالبة الهيئات العربية ذات الصلة بتعزيز دورها في رعاية الأحداث العربية المميزة في المجالات السياحية. وهذه التوصيات ليست مجرد جُمل إنشائية لإنهاء منتدى بشكل تقليدي، بل هي بالفعل خريطة طريق وخطة عمل لمرحلة قادمة فى عمل المركز العربي للإعلام السياحي، وقد بدأت تدخل حيز التنفيذ مباشرة، وفي الساعات التالية مباشرة للمنتدى؛ حيث بدأ توزيع المهام على الأعضاء لتوضع على منصات المركز المتعددة والتي تسعى للمزيد من المتابعين والمنضمين للعمل التطوعي الذى يخدم السياحة فى كل الدول العربية، لنصل إلى منظومة سياحية متكاملة، تضم الوجهات السياحية المتنوعة من المحيط للخليج، التي تشمل الساحل والصحراء والجبال والآثار والحضارات والمنشآت...وغيرها. ولأن التشجيع والتحفيز من العوامل المهمة والمؤثرة بشكل إيجابي على نجاح القائمين على مفردات العمل سواء في شقه السياحي أو الإعلامي، فقد تم توزيع جوائز التكريم لأوسكار الإعلام السياحي، فى عامها الرابع عشر، والتي ضمت الإنتاج الإعلامي المكتوب والمسموع والمرئي والرقمي، وتصنيفات الخدمات السياحية المتعددة، فكان المنتدى تتويجا لعمل كبير ساهم فيه مئات الأفراد، ممثلين لشخوصهم أو لمؤسسات وشركات تعمل في الإعلام أو السياحة. الشُّكر لسلطنة عُمان التي احتضنت هذا المنتدى بكل ترحاب وسعة صدر، وقدمت كل التيسيرات التي أوصلتنا للنجاح، وكذلك لكل الرعاة الذين كانوا يدًا واحدة امتدت بالسلام والمحبة من أرض الطيبة والأصالة والخير إلى كل العرب. سلام عليكِ أرض عُمان الطيبة، وعلى أهلك الكرام، نموذج الحكمة والبساطة والطيبة. * رئيسة شبكة صوت العرب السابقة ورئيس اللجنة الدائمة للإذاعة بإتحاد إذاعات الدول العربية