وزارة النقل: متى تعيش الواقع؟ | سالم بن أحمد سحاب

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أحيانًا لا يملك المرء إلاّ الصبر والاحتساب عند سماع بعض الأخبار التي (تدوخ) أصحاب الألباب!! ونقلًا عن هذه الصحيفة الغراء (21 ديسمبر)، فإن إدارة الطرق والنقل في منطقة مكة المكرمة (منزعجة) مما يُسمَّى (تاكسي التطبيقات الذكية) لأنه غير مُرخَّص له رسميًا، ولأن الوزارة لا تملك أي معلومات عن هذه (الشركات الأجنبية وطبيعة نشاطها وخاصة شركتي إيزي تاكسي وأوبر). لن أستعرض حسنات هذه الشركات، إذ يكفي أنها قدمت مشكورة حلولًا عملية لمشكلة أزلية لم تستطع وزارة النقل تقديمها عبر 50 عامًا! كيف يمكن استئجار تاكسي دون الخروج إلى الشارع والتلويح باليد بصورة غير حضارية إطلاقًا حتى يقف أحد هؤلاء الذين يجوبون الشوارع ليلًا ونهارًا في مركبات معظمها مصدوم أو مهترئ أو تفوح منه روائح بغيضة كريهة!! كيف يليق بسيّدة تسكن في زقاق خلفي منزو؛ استحضار تاكسي دون السير عشرات الأمتار إلى شارع عام، ولتقابل في طريقها كثيرًا من المنحرفين الذين يعرضون خدماتهم الخاصة للنقل المجاني؟! الوزارة لا تملك معلومات عن أوبر وكريم وإيزي تاكسي! أليس ذلك من المحزن حقًا! لكن السؤال هل تملك الوزارة الموقرة معلومات عن باصات خط البلدة المهترئة جدًا، والتي لا يقل عمر أحدثها عن 20 سنة، لأن الوزارة ترفض السماح لأي قادم جديد بالعمل في هذا الميدان؛ بحجة أن الامتياز ممنوح لشركة النقل الجماعي التي هي غائبة بامتياز واستمرار عن النقل داخل المدن. ألا تعلم وزارة النقل عن مدى مساهمتها في تشويه جمال مدننا وحضاريتها عبر هذه الحافلات الصغيرة السيئة المنظر والمثيرة للاشمئزاز؟ هل هذه الحافلات المتهالكة مسموح لها بارتياد شوارعنا؛ في حين تريد الوزارة نفسها حظر استخدام أوبر وكريم التي تمتاز مركباتها بالنظافة والحداثة وحسن اختيار سائقيها أو ملّاكها غالبًا؟ ما الذي يمنع من ممارسة طالب الجامعة مثلًا لهذه المهنة ليجمع بها قليلًا من المال، وليكون شابًا جادًا بدلًا من تشجيعه على التفحيط والتهجيص والانفلات؟ يا ليت الوزارة تخرج من عباءة البيروقراطية إلى سعة الواقعية!! يا ليت. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :