قبل عامين وتحديدًا في الرابع من أغسطس 2020 جالت صورة الطفلة ألكسندرا نجار، محمولة على كتفي والدها، العالم بعدما قتلت في انفجار مرفأ بيروت المروّع، واليوم يكبر حزن وغضب والديها، بول وترايسي، ككرة ثلج بينما يخوضان رحلة شاقة من أجل تحقيق العدالة لابنتهما. تقول ترايسي (36 عاماً) «الحزن ذاته، لا بل يكبر، لأننا مع الوقت نشتاق لألكسندرا ونشعر أنها لم تعد معنا» لكن «وإن كنا نتعلمّ العيش مع الحزن، إلا أنّ ثمة قهرًا وغضبًا يكبران كثيراً». وتتابع بحرقة «أعرف أن كثراً يساندوننا، لكنني أقول دائماً إنها قضية بلد لا قضية» عائلات الضحايا فحسب. و أجّج الانفجار غضب الشارع الذي كان ناقماً أساساً على الطبقة السياسية ويتظاهر ضدها منذ 17 أكتوبر 2019، متهماً إياها بالفساد والإهمال والفشل في إدارة أزمات البلاد المتلاحقة، وحصلت مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية. ويثير التحقيق انقساماً سياسياً مع اعتراض قوى رئيسية أبرزها حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز على عمل المحقق العدلي. وعلى غرار عائلات كثيرة، يؤكد الأب المفجوع فقدانه الأمل بتحقيق العدالة في بلده، مطالباً بتشكيل «بعثة تقصي حقائق»، انطلاقاً من أنّ «المجرم لا يحاكم نفسه» في إشارة إلى الطبقة السياسية التي يتهمها ولبنانيون كثر بـ»التواطئ» في الانفجار وبالتقصير.
مشاركة :