بكين 3 أغسطس 2022 (شينخوا) أعرب باحثون ومسؤولون أجانب عن انتقادهم الشديد لزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان يوم الثلاثاء، قائلين إن هذه الخطوة تقوض بشدة سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها، وتهدد بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وتنتهك بشكل خطير القانون الدولي والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية. وقالوا إن هذه الخطوة لا تحظى بشعبية لدى المجتمع الدولي ولا جدوى منها. ــ سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها لا تقبل أي انتهاك وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تتضامن مع الصين بشأن قضية تايوان، حسبما أفادت وكالة أنباء ((تاس))، مشيرا بقوله "نحترم سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها ونعتقد أنه لا يحق لأي دولة في العالم أن تشكك فيها أو تتخذ أي خطوات تحريضية أو ذات طبيعة أخرى". ولفت غسان يوسف، الخبير والمحلل السياسي السوري، إن الولايات المتحدة تفتقر إلى احترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي الدول الأخرى، وتتصرف عمدا من أجل مصالحها الجيوسياسية، قائلا إن الصين ستتخذ إجراءات مضادة قوية للدفاع عن سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها. ونوّه حسن أسلم شاد، المتخصص الباكستاني في مجال قانون الحرب الدولي، إن الولايات المتحدة تحاول جعل تايوان رأس جسر ضد الصين، وقد اختبرت مرارا الخط الأحمر للصين وتحدت المصالح الأساسية للصين بهدف أساسي يكمن في احتواء التنمية السلمية للصين. وقال إن الولايات المتحدة ليست جديرة بالثقة على الإطلاق نظرا لأن أفعالها لا تتطابق مع أقوالها بشأن قضية تايوان، مضيفا أن واشنطن مسؤولة عن جميع المشكلات التي خلقتها رحلة بيلوسي إلى تايوان، وينبغي على الجانب الأمريكي تحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك. وقالت نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الصين سبق لها أن أصدرت تحذيرا جادا "وستدافع عن سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها مهما كان الثمن". وأعرب مصطفى نويان رونا، الدبلوماسي التركي السابق لدى الصين، عن أمله في أن توقف الولايات المتحدة الاستفزازات ضد الصين، لافتا إلى أن ما تسمى "زيارة" بيلوسي لن تعود بأي فائدة على تايوان. ــ لا جدوى من تحدي مبدأ صين واحدة لقد صرحت الولايات المتحدة مرارا بأنها لن تغير التزامها بسياسة صين واحدة، لكن بعض السياسيين يحاولون تحدي مبدأ صين واحدة واختراق هذا الخط الأحمر السياسي، ما يدل على أن البعض في الولايات المتحدة يتظاهرون باحترام التزاماتهم السياسية، حسبما قال ويلسون لي فلوريس، أحد كتاب العمود في صحيفة ((ذا فلبين ستار))، وهي صحيفة يومية تصدر باللغة الإنجليزية. ويرى شاد، المتخصص الباكستاني في مجال قانون الحرب الدولي، زيارة بيلوسي استفزازا صارخا وانتهاكا واضحا، وقال إن مبدأ صين واحدة من الأعراف المعترف بها عالميا من جانب المجتمع الدولي، مضيفا أن تايوان جزء من الصين، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها، وعلى الجانب الأمريكي الالتزام بمبدأ صين واحدة. وقال بامبانغ سوريونو، رئيس مركز دراسات الابتكار الآسيوي الإندونيسي، إن زيارات المسؤولين الأمريكيين لتايوان تنتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة وتهدد السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، مضيفا أن الولايات المتحدة تتحدث عن الالتزام بسياسة صين واحدة، ولكنها تتصرف بازدواجية وتتدخل بشكل كبير في الشؤون الداخلية للصين، الأمر الذي ينبغي إدانته بشدة. وأوضح جوزيف ماثيوز، الأستاذ البارز في جامعة بيلتي الدولية في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، أن العالم دعم بقوة مبدأ صين واحدة لعقود. وقال إن زيارة بيلوسي "غير المشروعة وغير المجدية وعديمة الضمير" لتايوان تقوض مصداقية الولايات المتحدة وتنتهك مبدأ صين واحدة. ووصف وليام جونز، رئيس مكتب مجلة مراجعة الاستخبارات التنفيذية في واشنطن، زيارة بيلوسي لتايوان بأنها "آخر عمل من أعمال حماقتها". وقال "سنشهد (الطوفان) الذي سيؤثر بلا شك على حياة ومعيشة جميع الأمريكيين". وأشار رانجاريراي شوكو، رئيس تحرير وكالة الأنباء ((نيو زيانا)) في زيمبابوي إن "بعض السياسيين في الولايات المتحدة يريدون تحدي الشعب الصيني" بشأن قضية تايوان، قائلا "ستفشل هذه المحاولات بالتأكيد". ــ الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية لا تحتمل أي انتهاك قال خوسيه لويس سينتيلا، رئيس الحزب الشيوعي الإسباني، إن زيارة بيلوسي لتايوان استفزاز خطير ضد مبدأ صين واحدة. وصرح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الحكومة الأمريكية "تسير على مسار غير مسؤول يتمثل في زيادة التوتر مع الصين". وقال إن الحزب الشيوعي الإسباني على قناعة بأن الزيارة "لن تؤثر فقط على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ولكنها ستخلق توترًا سيؤثر سلبًا على الكوكب بأسره". وقال زيفادين يوفانوفيتش، وزير خارجية يوغوسلافيا سابقا والرئيس الحالي لمنتدى بلجراد الفكري من أجل عالم متساوٍ، إن زيارة بيلوسي تظهر أن الولايات المتحدة تتجاهل تمامًا المبادئ والقانون الدولي، مضيفًا أن مثل هذه السياسة خطيرة. وقال شاد، الخبير الباكستاني، إن زيارة بيلوسي لتايوان انتهاك لبعض مبادئ القانون الدولي وإن الصين لديها جميع الحقوق بموجب القانون الدولي للرد وفقًا لذلك. وقال فلوريس، كاتب عمود في صحيفة ((فلبين ستار))، إن العالم يواجه العديد من الشكوك، ومع ذلك تحاول الولايات المتحدة اللعب بالنار بشأن مسألة تايوان، ما قد يزيد التوترات في المنطقة ويقوض الاستقرار الإقليمي ويعيق التعافي والتنمية. وقال كين فيا، المدير العام لمعهد العلاقات الدولية بالأكاديمية الملكية في كمبوديا، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن زيارة بيلوسي لمنطقة تايوان استفزازية. وقال إن هذه الزيارة ستضر بالعلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة، وستزعزع السلام والأمن الإقليميين والعالميين. وأضاف أنه يتعين على الولايات المتحدة العمل مع الصين للحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية ومكافحة الجائحة والمساهمة في التعافي الاقتصادي بدلاً من تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي والعالمي. وقال سلجوق كولاك أوغلو، مدير المركز التركي لدراسات آسيا-الباسيفيك، إن زيارة بيلوسي إلى تايوان أدت إلى تصعيد التوترات بين بكين وواشنطن. وأوضح أن الزيارة تسببت في أزمة غير ضرورية للغاية بين أكبر اقتصادين في العالم، هما الولايات المتحدة والصين، وقد تكون هناك نتائج كارثية على الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد العالمية. وقال سليمان كاساما، أستاذ العلوم السياسية في غينيا بيساو، إن تايوان أرض صينية دائما، مشيرًا إلى أن زيارة بيلوسي لتايوان تثبت مرة أخرى أن الولايات المتحدة تمثل مشكلة للعالم.
مشاركة :