ألغت تايوان، اليوم الخميس، رحلات طيران بعدما أطلقت البحرية الصينية نيران مدفعيتها قرب الجزيرة، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايبيه، فيما لم يتضح بعد تأثير تلك التطورات على شحنات رقائق المعالجات وغيرها من السلع التي تحتاجها صناعات عالمية. وأمرت الصين السفن والطائرات بتجنب التدريبات العسكرية التي طوقت الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي يزعم الحزب الشيوعي الحاكم في بر الصين الرئيسي تبعيتها للصين كجزء من أراضيها. ووصفت صحيفة ”ذا ساوث تشاينا مورنينج بوست” التدريبات العسكرية بأنها ”حصار فعلي لتايوان”. وبعد وصول بيلوسي أمس الأول الثلاثاء إلى تايوان في زيارة استمرت يوما واحدا، في تحد لتحذيرات صينية، أعلنت بكين عن ”مناورات بالذخيرة الحية”. كما فرضت حظرا على استيراد مئات المواد الغذائية التايوانية ومنها الأسماك والفاكهة والمعجنات. وليس من علاقات رسمية تربط الجانبين، اللذان انفصلا عام 1949 بعد حرب أهلية، بخلاف واحدة من أكثر العلاقات التقنية والصناعية زخما في العالم. وقالت صحيفة ”تشاينا تايمز” صحيفة يومية تصدر باللغة الصينية في تايوان، اليوم الخميس، إنه تم إلغاء 40 رحلة جوية على الأقل من وإلى تايوان. ونقلت الصحيفة عن مطار تايوان بالعاصمة تايبيه القول إن الإلغاء ”ليس بالضرورة” متعلقا بالتدريبات العسكرية. التأثير المحتمل على أعمال الشحن، والذي من شأنه أن يهز الاقتصاد العالمي، لم يتضح على الفور. وتنتج تايوان أكثر من نصف رقائق المعالجات المستخدمة في الهواتف الذكية والسيارات وأجهزة الكمبيوتر اللوحية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. وقال راجيف بيسواس الخبير الاقتصادي في مؤسسة ”ستاندارد آند بورز جلوبال ماركت إنتيليجنس” في رسالة عبر البريد الإلكتروني، إن أي اضطراب كبير من شأنه أن ”يحدث موجات صادمة للصناعات العالمية. وقال وزير النقل التايواني وانغ كو تساي أمس الأربعاء خلال مؤتمر صحفي، إن بعض الرحلات الجوية المتجهة إلى بر الصين الرئيسي ستغير مسارها لتمر عبر هونج كونج. وشهد النشاط التجاري تناميا حتى مع تكثيف حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ الضغط على تايوان، وإرسالها أعدادا من المقاتلات والقاذفات للتحليق في المجال الجوي للجزيرة في مسعى لترويع حكومتها. وزاد حجم التبادل التجاري الثنائي بنسبة ستة وعشرين بالمائة العام الماضي، مسجلا 328.3 مليار دولار. وقالت تايوان إن مبيعات الرقائق الإلكترونية للمصانع الصينية ارتفعت بنسبة 24.4% إلى 104.3 مليار دولار. والفاكهة والأسماك والمواد الغذائية الأخرى لا تمثل سوى جزء صغير من صادرات تايوان للصين، غير أن الحظر يضر بالمناطق التي تعد مؤيدة للرئيسة التايوانية تساي إنغ ون. كانت بكين قد لجأت لفرض حظر على واردات نبيذ الموز والفحم وسلع أخرى كوسيلة ضغط في النزاعات مع أستراليا والفلبين وحكومات أخرى.