ميزانية التحديات الكبرى - هاشم عبده هاشم

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

•• من المتوقع الإعلان غداً الاثنين عن الميزانية التقديرية السنوية للدولة.. •• ومن عادة الميزانيات.. أنها تكون انعكاساً لمختلف الظروف التي تعيشها الدولة.. وسط ظروف إقليمية ودولية معينة.. •• وليس خافياً على أحد ما تشهده منطقتنا الآن.. وما تحياه دول العالم كافة.. •• فهناك ركود اقتصادي عالمي متزايد.. •• وهناك أعباء مترتبة على الأوضاع الأمنية المتدهورة بالمنطقة وفي خارجها أيضاً.. •• وهناك إرهاب بشع يتهدد أمن وسلامة كافة دولنا ودول العالم الأخرى كافة. •• وهناك تراجع مستمر في أسعار البترول.. استفادت منه دول ومجتمعات بعينها وتضررت معظم دول العالم ونحن منها.. •• وهناك مؤامرات غير هينة تحيط بدولنا.. وتحول بعضنا إلى أدوات لضرب البعض الآخر.. •• وهناك على وجه التحديد.. وضع مأساوي في سورية.. واليمن .. والعراق .. وليبيا وله كثير من الانعكاسات السلبية علينا بصورة أكثر تحديداً.. •• كل هذه الأوضاع الصعبة تترك - بكل تأكيد - آثاراً عميقة على أوضاع دول المنطقة بصورة أكبر من غيرها ونحن في مقدمتها.. •• نحن في المقدمة لأن المملكة اختارت طريق المواجهة للعديد من التحديات التي تُحدق بها وبشقيقاتها العربيات وذلك قبل أن تستفحل.. وأن تضعنا أمام واقع أشد صعوبة.. •• اخترنا هذا الطريق لأننا وبحسابات بسيطة ندرك أبعاد ما يُخطط لمنطقتنا.. وما يُراد لدولنا أن تتجه إليه.. •• اخترنا هذا الطريق دفعاً لما هو أخطر.. وأعظم كلفة. •• اخترنا أن نمضي في سياستنا البترولية الراهنة.. بالمحافظة على معدلات إنتاج عالية تقترب من ال(10) ملايين برميل في اليوم لأننا لا يمكن أن نسمح لغيرنا بأن يقضم حصتنا في الأسواق.. وتصبح الخسائر مضاعفة بعد ذلك.. •• واخترنا أن نقف إلى جانب الشعب السوري الذي قرر التخلص من نظامه الدموي بعد أن استخدم ضده كل أنواع القتل.. والتنكيل.. والطرد والتهجير إلى مختلف فجاج الأرض لكي يبقى رأس النظام في السلطة مدعوماً بقوى خارجية لا هم لها إلا التكسب على حساب دمائهم ومستقبل وطنهم.. •• واخترنا أن نقف مع الشعب اليمني الأبي ومع الشرعية فيه بعد أن قررت إيران أن تحاربنا من خلال وطنهم مستعينة في ذلك بأعداء هذا الشعب من الحوثيين.. وعلي عبدالله صالح.. مستغلة طموحاتهم غير المشروعة في تسيّد اليمن وتحويله إلى منصة لضرب دول الخليج العربي في العمق.. وتطويقه من جنوب الجزيرة العربية علاوة على انطلاقهم من الشمال من سورية.. ولبنان.. والعراق.. •• واخترنا أن نقوم بمهمة صيانة الأمن العربي بإقامة تحالف لمواجهة الوضع المتدهور في اليمن.. ومن ثم التحالف الإسلامي للحيلولة دون التمدد أكثر لقوى الشر والإرهاب في كل مكان.. توحيداً وجمعاً للصفوف العربية الممزقة والإسلامية المتباعدة والأفريقية المبعثرة في وقت لاحق.. •• فعلنا كل هذا لأن الوضع كان مرشحاً لمزيد من التدهور الشامل إن بالنسبة للاقتصاد العالمي.. أو بالنسبة للوضع الأمني في المنطقة في ظل غياب التعاون والتكاتف والتصميم على تأمين السلامة العامة للجميع.. •• وبالتأكيد.. فإن كل ذلك سوف تكون له انعكاساته (الموقتة) إن شاء الله على الميزانية العامة للدولة في العام الجديد.. •• ولا أظن أن أحداً ينتظر غير هذا.. وبالتالي فإن علينا كدولة ومواطنين أن نتحمل هذا الوضع وأن نعمل معاً على مواجهة هذه المرحلة الصعبة بمزيد من التخطيط والعمل والإنتاج والإصلاح.. وتحسين مستوى الأداء العام.. وبالبعد عن الإسراف أو الإهدار وسد جميع المنافذ المؤدية إليه.. جنباً إلى جنب توفر المزيد من اليقظة والتماسك في الداخل والعمل المضني في الخارج للعثور على حلول ناجعة للأوضاع السيئة التي يمر بها الاقتصاد العالمي.. أو يتعرض فيها الأمن والسلامة العالميين لأخطار حقيقية بفعل تعدد مصادر إمداد الإرهاب ليس فقط من أجل البقاء والحياة وإنما بالتوسع والانتشار وإشاعة الفوضى في كل مكان من هذا العالم.. •• وليس لديّ أدنى شك في أن المواطن على مستوى من الوعي والإدراك.. وأن الدولة والقطاع الخاص مقبلان على رسم ملامح المستقبل بصورة أفضل للخروج من هذه الأوضاع الدقيقة بتعاون أبناء الوطن معهما أولاً وأخيراً.. والله قبل ذلك وبعده معنا، وهو المعين على تحمل الشدائد ومعالجتها بالحكمة المعهودة وبالعمل المنظم والمسؤول وبالتفاني والإخلاص المنشودين. ضمير مستتر: •• تعيش الدول ظروفاً صعبة في بعض الأوقات تتغلب عليها بالإرادة والصبر والعمل معاً..

مشاركة :