متظاهرون يعتدون على قاعة صلاة للمسلمين في كورسيكا

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عاد الهدوء، صباح أمس إلى مدينة أجاكسيو في جزيرة كورسيكا الفرنسية، إذ انتشر عدد من رجال الشرطة، غداة إقدام متظاهرين على تخريب قاعة صلاة للمسلمين وحاولوا إحراق مصاحف، مما أثار موجة تنديدات. وتصاعد التوتر في أجاكسيو يوم الميلاد، بعدما أصيب رجلا إطفاء وشرطي بجروح خلال الليل في حدائق لامبيرور، وهو أحد الأحياء الشعبية في المدينة، بعدما وقعوا في «كمين» نصبه «عدد من الشبان الملثمين»، حسبما قالت السلطات. وقال مسؤولون في بيان، إن نحو 150 شخصًا تجمعوا بعد ظهر أول من أمس أمام مركز الشرطة في عاصمة الجزيرة لإظهار الدعم للشرطة ورجال الإطفاء. لكن حشدا يقارب 600 شخص انضم إلى المظاهرة، مما أدى إلى وقوع أعمال عنف. وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية موجود في المكان، إن بعضهم أطلق هتافات بالكورسيكية «ارابي فورا» (العرب خارجا) و«هذه ديارنا». وبحسب مساعد المحافظ فرنسوا لالان، فقد هاجمت مجموعة قاعة صلاة للمسلمين في مكان قريب وحطمت النوافذ ودخلت مكان العبادة، وقامت بنهبه، وأحرقت بعض الكتب بينها نسخ من القرآن. وقال لالان إن «50 كتاب صلاة ألقيت في الشارع»، لافتا إلى إحراق بعض صفحاتها. وأوضح لالان أن الشرطة ستبقى موجودة في الحي السكني، مع وجود أمني في محيط دور العبادة الإسلامية في أجاكسيو. وأشار إلى أنه سيتم إرسال تعزيزات في الأيام المقبلة. وكتب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تغريدة: «بعد الاعتداء غير المقبول على إطفائيين، (يأتي) تدنيس غير مقبول لمكان صلاة للمسلمين. (يجب) احترام القانون الجمهوري». من جانبه قال وزير الداخلية برنار كازنوف: «إن أعمال العنف غير المقبولة هذه على خلفية عنصرية وكراهية للأجانب، لا يمكن أن تبقى دون عقاب ما دامت تمس قيم الجمهورية». بدوره، قال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنور كبيبش إنه أخذ علمًا بالهجوم على المسجد وإحراق «نسخ عدة من القرآن». وتعهدت السلطات المحلية ومحافظ كورسيكا كريستوف ميرماند بتوقيف أولئك المسؤولين عن نشر العنف على مدى يومين في الجزيرة المتوسطية. وقال ميرماند: « كل الوسائل سُخّرت للعثور على المعتدين ليل الخميس إلى الجمعة»، معتبرًا أن «التهديدات غير مقبولة». وندد المرصد الوطني لمناهضة كراهية الإسلام التابع للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي بشدة بهذه الأحداث التي وقعت «في يوم صلاة للمسلمين وللمسيحيين»، في إشارة إلى وقوع عيد ميلاد السيد المسيح هذا العام في اليوم نفسه للاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وتأتي أعمال العنف هذه وسط إجراءات أمنية مشددة في فرنسا، تبعت الاعتداءات الدامية التي ضربت باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) وأسفرت عن مقتل 130 شخصا. وقال دليل أبو بكر عمدة مسجد باريس في تصريح لقناة «بي إف إم» الإخبارية الفرنسية: «نشعر بالفزع والحزن» موجها نداء «للهدوء وضبط النفس». وتم نشر نحو 120 ألف شرطي ومن عناصر الوحدات المسلحة والجنود ليلة ويوم الميلاد في كورسيكا. يذكر أنه خلال انتخابات المناطق الأخيرة في فرنسا منتصف ديسمبر (كانون الأول) حققت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين نتائج غير مسبوقة في الجولة الأولى من الانتخابات. وفي كورسيكا فاز القوميون للمرة الأولى بإدارة المنطقة.

مشاركة :