من لم يمت «بالمشرط» مات «بالحريق»..!

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن وزارة الصحة أصبحت عنواناً لليأس والموت، بعد أن كانت شعاراً للأمل والحياة؛ فلا تكاد أخبار وزارة «المرض» المتتالية تخلو من فاجعة، ما بين أخطاءٍ طبية، أو «فيروساتٍ» موسمية، وصولاً إلى كارثة «مستشفى جازان» المؤلمة..! وبعيداً عن تفاصيل الخلل «والترهل» الذي أصاب كامل أجزاء المنظومة الصحية، حتى أصبحت أولى من غيرها بالعلاج والإنقاذ، بعدما وصلت لمرحلةٍ حرجة دخلت على إثرها «غرفة الإنعاش»؛ فإن ما حدث في «حريق جازان»؛ يكشف عن مدى القصور والإهمال في كل ما يخص «احتياطات الأمن والسلامة»، في معظم المرافق والمنشآت الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى التخلف الواضح في إجراءات الإخلاء والطوارئ، وقبل ذلك كله الفشل الذريع، في تقنين، وتطبيق، وفاعلية، أنظمة الرقابة والإشراف..! ‏وبكل أسفٍ؛ فما زلنا نرى أن احتياطات الأمن والسلامة في المنشآت، مجرد ترفٍ وكماليات، بينما هي قضية حياة أو موت بمشيئة الله فواقعنا المخجل يقول: إن إجراءات وآليات الأمن والسلامة إن وجدت مجرد حبرٍ على ورق، وأن خطط الإخلاء والطوارئ، مجرد حفلاتٍ للتصوير والبهرجة الإعلامية، وأن صلاحيات الجهات الرقابية كالدفاع المدني لا تتجاوز «محاضر» وخطابات «نفض اليدين» وإخلاء المسؤولية، وأننا لا نتعلم من أخطائنا وتجاربنا المؤلمة، وأن كل كارثةٍ ستمر مرور «الآلام»، ولن نتجاوز ثقافة «ردّات الفعل» الآنية، والحماس المؤقت، وسننسى جميعاً عدد الضحايا والمصابين، وستبقى الحال البائسة كما هي عليه..! ختاماً؛ حان الوقت لإنشاء «هيئةٍ وطنية للأمن والسلامة»، تتمتع بالحياد والاستقلالية، وتمتلك كامل الصلاحيات، وتطبق أعلى المعايير العالمية؛ حتى لا تتكرر الكارثة.

مشاركة :