استخدام الأجهزة الرقمية يساعد في تحسين مهارات الذاكرة

  • 8/5/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

توصلت دراسة جديدة، بقيادة كلية لندن الجامعية، إلى أن استخدام الأجهزة الرقمية، مثل الهواتف الذكية، يمكن أن يساعد في تحسين مهارات الذاكرة، وجعل الناس أكثر ذكاء. وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في ” جينيرال جورنال أوف إكسبريمونتال بسيكولوجي”، أن الأجهزة الرقمية تساعد الناس على تخزين المعلومات المهمة للغاية وتذكرها. وهذا بدوره يحرر قوة العقل لتذكر أشياء إضافية أقل أهمية. وأعرب علماء الأعصاب سابقا عن مخاوفهم من أن اعتمادنا المتزايد على التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى انهيار القدرات المعرفية ويسبب “الخرف الرقمي”. لكن الاختبارات التي أجريت على 158 مشاركا بريطانيا، تتراوح أعمارهم بين 18 و71 عاما وجدت أن استخدام جهاز رقمي كذاكرة خارجية لا يساعد الأشخاص فقط على تذكر المعلومات المحفوظة في الجهاز، ولكنه يساعدهم أيضا على تذكر المعلومات غير المحفوظة أيضا. وقال الدكتور سام غيلبرت، من معهد علم الأعصاب الإدراكي بكلية لندن الجامعية، “أردنا استكشاف كيف يمكن أن يؤثر تخزين المعلومات في جهاز رقمي على قدرات الذاكرة. ووجدنا أنه عندما سُمح للأشخاص باستخدام ذاكرة خارجية، ساعدهم الجهاز على تذكر المعلومات التي حفظوها فيه. ولم يكن هذا مفاجئا، لكننا وجدنا أيضا أن الجهاز حسّن ذاكرة الأشخاص للمعلومات غير المحفوظة أيضا. وهذا لأن استخدام الجهاز غيّر الطريقة التي يستخدم بها الأشخاص ذاكرتهم لتخزين المعلومات ذات الأهمية العالية مقابل المعلومات غير ذات الأهمية”. ◙ التطبيقات تستطيع أن تحرر عقول الأشخاص ليركزوا على أشياء أخرى، دون استهلاك الموارد العقلية في القلق على ما يجب تذكره وبحسب الدكتور غيلبرت، فإنه “عندما كان على المشاركين أن يتذكروا بأنفسهم، استخدموا سعة ذاكرتهم لتذكر أهم المعلومات. ولكن عندما استطاعوا ذلك باستخدام الجهاز، فقد حفظوا معلومات ذات أهمية عالية في الجهاز واستخدموا ذاكرتهم الخاصة للحصول على معلومات أقل أهمية بدلا من ذلك. حتى الآن بعيدا عن التسبب في الخرف الرقمي، يمكن أن يؤدي استخدام جهاز ذاكرة خارجي إلى تحسين ذاكرتنا”. وقال البروفيسور كيفين ماكونواي، من الجامعة المفتوحة، إن استخدام مذكرات أو ملاحظات لاصقة لحفظ المعلومات المهمة سيكون له تأثير مماثل. وتتيح تطبيقات الهواتف الذكية الاستعانة بمصادر خارجية لتذكر المواعيد أو المهام القادمة. ومن الشواغل الشائعة أن استخدام التكنولوجيا بهذه الطريقة يجعل قدرة الذاكرة أسوأ، ولكن الواقع ليس بهذه البساطة. في الواقع، يمكن لهذه التطبيقات أن تكون مفيدة، ليس فقط للأشخاص الذين يعانون من ضعف الذاكرة، ولكن لعامة الناس أيضًا. وعلى مدى دراستين، أراد الباحثون استكشاف قدرة الهواتف الذكية كمساعدات للذاكرة عن طريق التحقق من كيفية استخدام الأشخاص ذوي إصابات الدماغ “تي بي آي” أو السكتات الدماغية لها. وأجروا الاستقصاء على 29 شخصا يعانون من الإصابات الدماغية و33 غير مصاب. من أجل الدراسة المتعلقة بالسكتة الدماغية ، قاموا باستقصاء 29 مشاركا أصيبوا بها و29 شخصا ليس لديهم تاريخ في الحالات العصبية. ووجدوا أن تطبيقات الذاكرة مثل تطبيقات التقويم يمكن أن تكون مفيدة لمن يعانون من إصابات الدماغ. وبينما كانت العينة صغيرة، وجدوا أيضًا أنه بالنسبة إلى المشاركين الذين لم يعانوا إصابات الدماغ، لم تكن هناك علاقة بين استخدام تطبيقات الذاكرة وقدرة الذاكرة نفسها. ووفق الباحثين، هذه النتيجة تتطلب مزيدًا من التحليل، ولكنها لا تتفق مع فكرة أن مساعدات الذاكرة تجعل أدمغة الأشخاص كسولة. وبالأحرى، تستطيع هذه التطبيقات أن تحرر عقول الأشخاص ليركزوا على أشياء أخرى، دون استهلاك الموارد العقلية في القلق على ما يجب تذكره.

مشاركة :