سعى زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي أمس إلى طمأنة أنصاره إلى أن جماعته «ما زالت بخير» رغم تصاعد غارات التحالف الدولي أخيراً. كما توعد الأطراف المشاركة في الحرب على تنظيمه بأنها «ستدفع الثمن غالياً وستندم». وهاجم «التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب» الذي تشكل أخيراً من 34 دولة إسلامية. غير أن تركيز كلمة البغدادي التي وزعتها أمس «مؤسسة الفرقان»، الذراع الإعلامية لـ «داعش»، على دعوة مقاتليه إلى «الثبات» ومحاولة استقطاب مقاتلين وأنصار جدد، بدا إقراراً ضمنياً بشدة تأثير تصعيد غارات التحالف على قدرات تنظيمه، ومحاولة لرفع الروح المعنوية لمقاتليه. ودعا مقاتليه إلى «الصبر والثبات» في مواجهة «الاجتماع عليكم»، معتبراً أن «ما أمامكم إلا احدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة... وما أعذب الموت». وقال: «إن صمدنا في وجه العالم وقارعنا جيوشه جميعاً بقدراتها وانتصرنا فلا عجب... وإن أصابنا القتل وكثرت بنا الجراح وأصابتنا النوائب وعظمت المصائب، فلا عجب أيضاً، بل ان الابتلاء قدر محتوم». وفي إشارة أخرى إلى تزايد خسائر التنظيم، قال: «لابد من أن يشتد البلاء وتعظم المحن». وذكر بتجربة إعلان قيام تنظيمه بقيادة «أبو مصعب الزرقاوي» في العراق قبل 10 سنوات، «ثم نزلت بنا المحن وعظم الابتلاء حتى انحسرت الدولة عن كثير من المناطق التي فتحتها وسيطرت عليها، وضاقت علينا الأرض بما رحبت، حتى ظن أعداء الدولة أنهم قضوا عليها. (لكن) عادت أقوى مما كانت بأضعاف». وركز قسماً كبيراً من الكلمة على تجنيد مقاتلين جدد، واعتبر أن «المعركة اليوم لم تعد مجرد حملة صليبية، وإنما هي حرب أمم الكفر جميعاً ضد أمة الإسلام. ولم يسبق أن اجتمع عليها العالم بأسره في معركة واحدة كما هو حاصل اليوم». ورأى أن «هذه الحرب حرب كل مسلم. وعليه خوضها، ولا يعذر فيها أحد. وإنا نستنفركم جميعاً في كل مكان».
مشاركة :