كرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس دعوته المجتمع الدولي إلى رفع الحظر عن توريد السلاح إلى الجيش الليبي، مؤكداً دعم بلاده الحكومة الليبية الجديدة. واستقبل السيسي أمس رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، وركز الاجتماع على «مكافحة تمدد قوى الإرهاب في ليبيا». وتعهد السراج في أول زيارة له إلى القاهرة «مواجهة التنظيمات الإرهابية المتواجدة على الأراضي الليبية والتي تسعى إلى تمزيق وحدة الدولة الليبية وتستهدف المواطنين الأبرياء، بما يؤثر سلباً في أمن واستقرار الشعب الليبي في مختلف المدن، وفي مقدمها سرت ودرنة وبنغازي». وشدد على أهمية «التعاون مع دول الجوار في شكل وثيق من أجل دحر هذا الخطر الداهم»، وفقاً لبيان رئاسي مصري. وأبرز البيان المصري تأكيد السيسي «استمرار الدعم المصري لليبيا». ووعد بأن بلاده «لن تدخر جهداً في دعم الحكومة الليبية الجديدة بحيث تتمكن من أداء مهامها، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي». وشدد على «أهمية دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومن بينها الجيش الوطني والشرطة والحفاظ عليهما كونهما الركيزتين الأساسيتين لاستعادة الأمن في ليبيا ومكافحة الإرهاب». وأشار إلى «أهمية رفع الحظر المفروض على توريد السلاح إلى الجيش الليبي ليتمكن من أداء مهامه الأمنية على الوجه الأكمل»، مؤكداً «ضرورة الحفاظ على تماسك مجلس النواب باعتباره إحدى الدعائم الأساسية للاتفاق السياسي، وعلى أهمية قيام الحكومة الليبية بتعزيز مفهوم الدولة والحفاظ على سلامة النسيج الوطني الليبي، وأن يمتد اهتمام الحكومة ليشمل ربوع ليبيا كافة بما يصون وحدة الأراضي». وعقب السراج على حديث السيسي بتأكيد أن «تحقيق السيادة الليبية يتطلب حصر القوة العسكرية بمؤسسات الدولة فقط، إضافة إلى ترسيخ دور القضاء»، موضحاً أن «أهم الملفات التي ستوليها الحكومة الليبية اهتماماً متزايداً في المرحلة المقبلة تتمثل في بسط الأمن والنهوض بالاقتصاد، إضافة إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين الفرقاء الليبيين كافة». ونقل البيان عن السيسي ترحيبه خلال الاجتماع الذي حضره وزير خارجيته سامح شكري، بتوقيع اتفاق الوحدة الليبي في مدينة الصخيرات المغربية، مشيراً إلى أن «مصر دعمت العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة منذ بدايتها، وشجعت مجلس النواب في شكل دائم على المشاركة الإيجابية في كل جولات الحوار»، كما قدم التهنئة للسراج على اختياره لرئاسة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الجديدة. وأشار البيان إلى أن السراج تطرق خلال الاجتماع إلى أوضاع الجالية الليبية في مصر، وأن «الرئيس أكد أنه سيتم النظر في مطالب أبناء الجالية الليبية في مصر بعين الاعتبار بهدف زيادة تيسير إقامتهم في مصر»، مؤكداً أن «مصر ستواصل تقديم مساعدتها لليبيا دفاعاً عن مصالحها واستقرارها ووحدة أراضيها، ولا سيما مع بدء عضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن».
مشاركة :