الفكر القيادي للتحول الوطني والاقتصادي | صالح بكر الطيار

  • 12/27/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

إحقاقًا للحق وتأكيدًا لواقعٍ يستحق التوثيق والإشادة، ويستوجب منّا تسليط الأضواء على ملامحه وأدق تفاصيله، ينبغي أن نقول: إن ما دار في ورشة العمل التي عُنيت بعرض الخطة المقترحة للتحول الوطني، قد تميز بالدقة المتناهية في الطرح، واتصف بالشفافية والوضوح اللذين كانا سببًا مباشرًا في تحقيق الغاية من تلك الورشة الرامية لصناعة برنامج التحول. فالتحوّل الوطني قادمٌ بكل قوة، وقد قرأ بشائره الحاضرون بسعادةٍ بالغة وهم يستمعون لخطاب الأمير محمد بن سلمان، الذي أسَّس لأُطر إصلاحاتٍ اقتصادية جديدة، تصب في شرايين التنمية المنشودة ببراعةٍ مع أهل العلم والفكر والثقافة وخبراء الاقتصاد ورجال الأعمال، بالإضافة إلى معالي الوزراء بالوزارات ذات العلاقة والتي تمثل أعمدة التحول المرتقب. فكل ما تقدم يعد دافعًا لتطويع الهمم في مسيرة الإصلاح، فهي مسيرةٌ جديرةٌ بالاهتمام، في عهدٍ أساسه الحزم والعزم، وغايته البناء والإصلاح والعطاء، فمما لا شك فيه أن تلك الورشة تعدُّ إحدى محطات الانطلاق، التي تم عبرها عرض الخطة، حينئذٍ اتّضح المثلث المُكوِّن لمحاورها بأضلاعه الثلاثة، التي هي أساس كل نهضةٍ وتنمية، أولها المجتمع الذي يعتمد في بنائه على لبناتٍ أساسية، منها على سبيل المثال: المرافق الخدمية وترسيخ أُسس العدل، والحماية الاجتماعية، بينما يمتد الضلع الثاني، لتنقية أجواء القطاع الخاص من المعوقات، وكل شائبةٍ تعترض انطلاقته سواء كانت تلك المعوقات إدارية أو مالية أو استثمارية أو اقتصادية أو انتاجية، أما الضلع الثالث فهو يُعنى بالقطاع الحكومي وما يُنتظر منه من شفافيةٍ في الأداء وخدمةٍ إلكترونية مواكبة للعصر، وإدارة مثالية للثروات الطبيعية، ورفع الكفاءة الإنتاجية في هذا القطاع الذي يستحق التطوير والتجديد، وذلك بترشيد أوجه الصرف، وتفادي اللجوء إلى الاحتياطيات إلا للضرورة القصوى، إن الخطة طموحة قد رُسمت بعنايةٍ واقتدار، وأجواؤها تؤكد قوة الإرادة وصدق القيادة، لذا يُنتظر أن تتلوها ورشٌ أخرى لمتابعة وبلورة ما تم نقاشه من آراءٍ طالت معايير الأداء، وبذلك يمكن قياس مدى ما حققته الخطة من أهداف، مع المحاسبة والمساءلة اللازمة عن كل تقصير، فالعقبات مهما كانت لن تُغيِّر الخطة ولكن يفترض لتحقيق الأهداف أن نُغيِّر أسلوب التنفيذ، فقد رحّب سمو الأمير وكل الوزراء والمسؤولين بكل ملاحظةٍ أو استفسارٍ أو اقتراحٍ من أيِّ مواطنٍ راغبٍ في إبداء رأيه. وبهذا الفهم فإن تطبيق هـذه الأطروحات يأتي تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-، وهكذا ينطلق وطننا الغالي إلى آفاقٍ أرحب بين الكبار، ليتبوأ مقعده المستحق في خارطة العالم المتطور بمشيئة الله، فهذا هو التحول الذي يواكب العصر ويرضي الطموحات. sbt@altayar.info

مشاركة :