تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة أطلقت دار الشعر في مراكش، بتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة جهة مراكش آسفي، فعاليات الدورة الثالثة من تظاهرة "شواطئ الشعر"، والتي تستمر من الخامس إلى السابع من أغسطس الجاري بمدينة الصويرة. وتحتضن فضاءات شاطئ الصويرة ودار الصويري ورواق الجنوب وشرفة فندق الأسوار والمكتبة الخضراء فعاليات هذه الدورة الثالثة التي تستضيف ثلة من الشعراء والنقاد والموسيقيين والتشكيليين، والتي تشهد تنظيم قراءات شعرية وفقرة تجارب شعرية وعرض تشكيلي وتشكيل منحوتة رملية، كما تقدم ورشة للأطفال حول موضوع القراءة والشعر الممسرح والغرافيتي، هذه الورشة التي ستتوج برسم جدارية تخلد هذه التظاهرة الثقافية في المدينة. "شواطئ الشعر" تشكل فضاء ثقافيا واجتماعيا يسعى لتجسير الهوة بين الجمهور والشعر ضمن برمجة مفتوحة وتندرج الدورة الثالثة من تظاهرة الشعر في المدن الشاطئية ضمن انفتاح دار الشعر في مراكش على مختلف المدن والجهات المغربية، وأيضا ضمن السعي لتعزيز فرص تداول الشعر في الفضاءات العمومية وبين جمهوره. واختارت الدار، التي تأسست سنة 2017 بموجب بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة - دولة الإمارات العربية المتحدة، تنظيم الدورة الثالثة من الملتقى في مدينة الصويرة، بعدما انتظمت الدورات السابقة في كل من سيدي إفني وأكادير. ويشهد فضاء المكتبة الخضراء بشاطئ الصويرة تنظيم ورشة الشعر والقراءة والتشكيل، وهي ورشة تخصص للشعر الممسرح وتنمية مهارات الإلقاء والصوت والتجسيد الحركي وخاصة لدى الأطفال، ويؤطرها الشاعر والأستاذ يوسف الأزرق. وستختتم الورشات برسم جدارية الأحد السابع من أغسطس، تخلد فعاليات هذه الدورة الثالثة في المدينة، كما تشكل رسالة أمل من الأطفال للإنسانية. وشهد رواق الجنوب مساء الجمعة افتتاح المعرض التشكيلي "الغائب الحاضر" للفنان نافع أمثقال الذي سيظل مفتوحا طيلة التظاهرة أمام الزوار، كما تقدم التظاهرة فقرة لتشكيل منحوتة رملية بشاطئ الصويرة من إعداد الفنان محمد الصبان. وتواصلت الفعاليات بشرفة فندق الأسوار على الساعة السابعة والنصف مساء الجمعة، بتنظيم الجلسة الشعرية الأولى "ضفاف شعرية" (قصائد للبحر) التي عرفت مشاركة الشعراء عبداللطيف السبقي وعائشة عمور وعبدالجواد العوفير، فيما كان الفنان سعيد المغربي في المصاحبة الموسيقية، والذي سهر على تقديم البعض من أغاني ريبرتواره القديم الذي اشتغل على قصائد نيرودا وزريقة وأفندي..، والذي ظل منقوشا في الذاكرة الفنية للمغاربة. والفنان سعيد المغربي، الذي ساهم في الحراك الفني في مرحلة السبعينات من القرن الماضي وكان له دور فاعل في تطوير الأغنية الملتزمة، حاصل على الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية. وهو أحد الوجوه المعروفة بأداء الأغنية الملتزمة العربية، إلى جانب الفنان المصري الشيخ إمام والفنان اللبناني مارسيل خليفة ومصطفى الكرد وآخرين. التظاهرة تشكل إحدى اللحظات الرمزية المليئة بالحس الاجتماعي واللقاء وتتواصل فقرات الدورة الثالثة مساء السبت السادس من أغسطس بدار الصويري، من خلال تنظيم فقرة “تجارب شعرية”، ولقاء مفتوح مع الشاعر مبارك الراجي ضمن لحظة احتفاء بتجربة شعرية وإبداعية استطاعت أن تحقق حضورا لافتا في المشهد الشعري المغربي والعربي. وقد استطاع الشاعر مبارك الراجي أن يحفر اسمه في جغرافيتنا الثقافية والشعرية، ضمن منجز حقق من خلاله تراكما سمته التنوع والجدة، مع انفتاح تجربته الشعرية على أفق كوني. وسيخصص يوم الأحد الثامن من أغسطس لحفل الاختتام، حيث تشهد ساحة المشور وضع جدارية الأمل، وهي رسم خط بأنامل الأطفال، فيما سيتم رفع الستار عن المنحوتة الرملية، للفنان محمد الصبان، ضمن بصمة خاصة لفعاليات الدورة الثالثة من تظاهرة "شواطئ الشعر" بشاطئ الصويرة. وستحتضن شرفة فندق الأسوار الجلسة الشعرية الثانية: فقرة "الشاعر"، وسيفتتحها الأطفال بتقديم لوحة شعرية ممسرحة، وستحفل بقراءات شعرية للشعراء أحمد لمسيح ومحمد الساق وزبيدة أوبحو، فيما ستكون الفنانة هند النعيرة (كناوة) في المصاحبة الموسيقية. وتشكل تظاهرة "شواطئ الشعر" فضاء ثقافيا واجتماعيا يسعى لتجسير الهوة بين الجمهور والشعر، ضمن برمجة مفتوحة تسمح باللقاءات المباشرة للمبدعين وجمهورهم. كما تشكل، وضمن ما شهدته الدورات السابقة (سيدي إفني وأكادير) من سفر الشعر بين الأمكنة والفضاءات في ذروة عودة المغاربة إلى الوطن، إحدى اللحظات الرمزية المليئة بالحس الاجتماعي واللقاء.
مشاركة :