دعا لبنان اليوم (الجمعة) الاتحاد الأوروبي إلى التعاون في وضع "خارطة طريق" تسمح بعودة اللاجئين السوريين بشكل تدريجي إلى سوريا. وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان تعقيبا على بيان أوروبي صدر السبت الماضي حول الوضع في لبنان إنها "تدعو بصدق إلى التعاون والتشاور والحوار لوضع خارطة طريق تسمح بعودة النازحين السوريين تدريجيا إلى ديارهم بكرامة وأمان حرصاً على استقرار لبنان والمصالح المشتركة مع أوروبا". وكان بيان للممثل الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبية قد اعتبر أن شروط العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين والنازحين السوريين إلى سوريا لم تتحقق بعد. وأوضحت الخارجية اللبنانية أنه "بعد انقضاء 11 عاما على بدء الأزمة السورية زادت مخاوف لبنان، حيث تبين له غياب خارطة طريق لدى مجتمع الدول المانحة لعودة النازحين السوريين إلى وطنهم الأم بكرامة وأمان أو ترحيلهم لدولة ثالثة". ورأت أن "استمرار ربط العودة بالحل السياسي في سوريا في ظل انسداد واضح في الأفق السياسي، يعني بقاءهم في لبنان إلى أجل غير مسمى"، مشيرة إلى أن النزوح السوري الكثيف هو أحد أسباب أزمة لبنان الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة. ويشكل اللاجئون السوريون والفلسطينيون نحو40 بالمائة من السكان اللبنانيين، وفق البيان. وأكدت الخارجية اللبنانية أن "لبنان لم يعد قادراً على الاستمرار بالوسائل التقليدية المتبعة الآيلة إلى إبقاء النازحين في أماكن تواجدهم بدل البحث عن وسائل لإعادتهم إلى ديارهم بصورة كريمة وتدريجية وآمنة". وأعربت عن خشيتها من أنه "لن يكون أحد بمنأى عن تداعيات هذه الأزمة، لاسيما مع تزايد ظاهرة زوارق الهجرة غير الشرعية المتجهة إلى أوروبا، بالرغم من تشدد السلطات اللبنانية في منع هذه الظاهرة". وكان وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين، قد أعلن في الرابع من يوليو الماضي أن الحكومة وضعت مشروع خطة لتأمين عودة 15 ألف نازح سوري شهريا إلى وطنهم. ويعيش في لبنان، بحسب تقديرات حكومية، نحو 1.5 مليون نازح سوري يشكلون ضغوطا اجتماعية واقتصادية وصحية وأمنية في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية ومعيشية ومالية حادة صنفها البنك الدولي على أنها واحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن ال19.