عندي قناعة ويقين بأن السياحة الرياضية هي من أهم أنواع السياحة التي يمكن أن تسهم بشكل فعال في تنشيط حركة السياحة في مملكة البحرين سواء الداخلية أو الخارجية، وبالتالي رفع مستوى الاقتصاد الوطني، وإذا كانت المملكة تختلف في مواردها ومصادرها فهناك شعور بأن ما تمتلكه البحرين من مقومات سياحية يضعها في مكانة متميزة على خريطة السياحة الرياضية في المنطقة، علما بأن حجم مساهمة صناعة السياحة الرياضية في إجمالي ناتج السياحة العالمي يقدر بحوالي 25%، وتبلغ قيمة عوائد صناعة السياحة الرياضية العالمية حوالي 325 مليار دولار في العام 2021، وتصل إلى 800 مليار دولار بإضافة الأنشطة المباشرة وغير المباشرة. لقد انتابني مزيج من السعادة وانشراح الصدر لتوجيهات سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية في أثناء استقبال سموه لوزيرة السياحة، والذي دعا فيه إلى تنشيط السياحة الرياضية، وذلك في إطار مواصلة تطوير كافة المقومات السياحية في مملكة البحرين لما تشكله من رافد اقتصادي حيوي وصورة تعكس حضارة وتقدم الوطن. عند النظر إلى مقومات السياحة الرياضية في المملكة فإننا -والحمدلله- نحظى بإرث بيئي وجغرافي وثقافي واجتماعي لا يدع مجالا للشك بما يمكن أن يقدمه لهذا الجانب المهم من السياحة، ناهيك عن الإرث الحضاري للبحرين الذي يمكن أن يعزز الجذب السياحي، مستفيدة من بنيتها التحتية المتطورة من المطارات والفنادق والمرافق الرياضية الحديثة التي تسهم في تعزيز السياحة الرياضية بصورة مميزة، علاوة على نعمة الأمن والاستقرار الذي تتمتع به المملكة والذي يعد مقوما مهما آخر. فقد دخلت مملكة البحرين على خريطة السياحة الرياضية العالمية منذ استضافة سباق الفورمولا1 منذ العام 2004، ونجحت في جذب أفضل سائقي السيارات وفرقها في العالم، وقد أصبح علامة مهمة لموسم السباقات في منطقة الشرق الأوسط. كما أن استضافة المملكة للعديد من البطولات الدولة كبطولة الشرق الأوسط للرجل الحديدي للترايثلون، وبطولة العالم للهواة في فنون القتال المختلطة، وغيرها من البطولات الإقليمية والقارية في مختلف الرياضات الفردية والجماعية، إضافة إلى استضافة المملكة للكونغرس الآسيوي والاجتماعات القارية الأخرى، قد أسهمت باستقطاب آلاف من الرياضيين والمشجعين والزائرين الذين يأتون إليها، وينقلون صورة إيجابية تسهم في الترويج لمعالم الجذب السياحي، ما يعزز من مكانة البحرين كوجهة مفضلة للسياحة الرياضية. ولكن على الرغم من امتلاكنا للعديد من مقومات السياحة الرياضية المختلفة، إلا أننا نفتقر إلى استثمار المقومات الطبيعية كالتضاريس والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعل من المملكة وجهة سياحية جاذبة، منها -على سبيل المثال- أن المملكة تمتلك العديد من الشواطئ التي يمكن استغلالها في تنظيم أنشطة السياحة الرياضية البحرية والشراعية، كما تمتلك المملكة العديد من الجزر التي تحتوي على أماكن الغوص والغطس، كل هذه المقومات البحرية يمكن أن تسهم في استقطاب الكثير من الفعاليات السياحة الرياضية البحرية على الصعيدين الإقليمي والدولي، علاوة على ذلك امتلاكنا لنادي للفروسية وسباق الخيل، ونادي للجولف الذي يمكن أن يعمل على تسخير هذه الرياضات لتصبح أحد المقومات الجاذبة للسياح، إضافة إلى العديد من المقومات الطبيعية الأخرى التي تجعل من المملكة وجهة مفضلة للسياحة الرياضية. خاتمة الرؤى، نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية للسياحة الرياضية قائمة على التخطيط العلمي، وترجمتها بخريطة طريق واضحة المعالم لكي يتم فيها تحديد مقومات ومعالم السياحة الرياضية الوطنية، وتحديد أهم أنشطة وفعاليات السياحة الرياضية ذات الجذب السياحي التي يمكن أن تتميز فيها المملكة، ودراسة بنية السياحة الرياضية وحصر أهم المشكلات والمعوقات المرتبطة بها، ودراسة خريطة الفنادق بالمملكة التي تنفذ بها برامج السياحة الرياضية لتحديد الأنشطة والبرامج التي يمكن البدء بها، وتدعيم المفاهيم المتعلقة بأهمية التسويق والترويج في مجال السياحة الرياضية، واستقدام مختصين مؤهلين لعمل دورات تدريبية في إدارة السياحة الرياضية، وإرسال كوادر وطنية إلى الدول المتقدمة لتأهيلهم في مجال السياحة، وإجراء بعض التعديلات على القوانين الرياضية لتقديم حوافز تشجع تسويق برامج السياحة الرياضية، وصياغة جديدة للرسائل الإعلامية المرتبطة بالسياحة الرياضية. كل ذلك سوف يسهم في استثمار السياحة الرياضية في مملكتنا بشكل فعال ومستدام.
مشاركة :