تل أبيب - الوكالات: دخل القتال بين حركة الجهاد الإسلامي في غزة وإسرائيل يومه الثاني امس بغارات جوية وصواريخ. أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اطلاق صفارات الانذار أمس في مدينة تل أبيب، إثر إطلاق صواريخ من قطاع غزة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء موجة العنف الأخيرة مع حركة الجهاد الاسلامي. وأكد الجيش في بيان مقتضب ان صفارات الإنذار دوّت في غوش دان بالقرب من تل أبيب، بينما اكد مراسلو فرانس برس سماع الصفارات. أكدت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي، مسؤوليتها عن اطلاق الصواريخ في بيان صحفي. واوضحت في بيانها «ضمن عملية وحدة الساحات سرايا القدس تقصف تل أبيب وأسدود وعسقلان وسديروت برشقات صاروخية كبيرة». وأطلق مسلحون فلسطينيون ما لا يقل عن 160 صاروخا تجاه إسرائيل ما تسبب في انطلاق صفارات الانذار وهروع الاسرائيليين الى الملاجئ في مناطق أقصاها مدينة موديعين بوسط اسرائيل بين تل أبيب والقدس المحتلة. وزعمت اسرائيل أمس انها شنت غارات على نشطاء من حركة الجهاد الاسلامي كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ. ومنذ ظهر الجمعة تحدثت سلطات غزة عن سقوط 15 شهيدا بينهم فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، و125 جريحا في الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي. أودت الضربات الجوية الجمعة بحياة تيسير الجعبري القائد البارز الذي قالت اسرائيل انه قائد المنطقة الشمالية للحركة والمسؤول عن التخطيط لهجمات على اسرائيليين وأهداف عسكرية اسرائيلية. وقال شهود ان ضربات أخرى استهدفت خمسة منازل مما أدى الى تصاعد سحب كثيفة من الدخان والغبار في السماء فيما هز دوي الانفجارات مدينة غزة. يتوقع جيش الإحتلال أن يواصل قصف قطاع غزة من الجو لمدة أسبوع، مشيرا أمس إلى عدم وجود أي محادثات حاليا بشأن وقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي. وقال ناطق باسم جيش الإحتلال لفرانس برس إن الجيش «يستعد لتواصل العملية لمدة أسبوع.. ولا تجري حاليا أي مفاوضات لوقف إطلاق النار». وفرضت اسرائيل اجراءات أمنية خاصة في المناطق الجنوبية بالقرب من غزة وذكرت اذاعة الجيش انه يستعد لاستدعاء نحو 25 ألفا من العسكريين في حين بدت الشوارع في البلدات القريبة من الحدود خالية. في المقابل أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي في بيان ان «المعركة لا زالت في بدايتها والســرايــا لم تُكمل ردها هناك جهات أممية ومصرية تحاول استكشاف فرص التهدئة، لكن نؤكد أن المعركة مستمرة». وتعد هذه المواجهة الأسوأ بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة وإسرائيل منذ حرب مايو 2021 التي استمرت 11 يومًا وراح ضحيتها 260 شهيدا في الجانب الفلسطيني في مقابل 14 شخصا في الجانب الاسرائيلي. وتحاول مصر والامم المتحدة وقطر التوسط لإنهاء القتال. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد ان الهجمات التي شنت يوم الجمعة أحبطت هجوما فوريا وملموسا لحركة الجهاد الإسلامي. وقال بعض المحللين السياسيين الاسرائيليين ان العملية العسكرية أتاحت لرئيس الوزراء فرصة لتعزيز أوراق اعتماده قبل انتخابات نوفمبر. في غضون ذلك جاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «نراقب بقلق بالغ تطور الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية على نطاق واسع وتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا في غزة». ودعت زاخاروفا «كل الأطراف المعنيين إلى إبداء أقصى درجات ضبط النفس ومنع تصعيد العمليات المسلحة وإعادة تفعيل وقف مستدام لإطلاق النار فورا». واعتبرت زاخاروفا أن «التصعيد الجديد سببه قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة في الخامس من أغسطس ردّت عليه فصائل فلسطينية بقصف واسع النطاق وعشوائي للأراضي الإسرائيلية». من جانبه قال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل أمس إن التكتل يتابع أعمال العنف في قطاع غزة «بقلق بالغ» ويدعو جميع الأطراف إلى «أقصى درجات ضبط النفس» من أجل تجنب تصعيد جديد. وأشار إلى أن «هذه الأحداث الأخيرة تؤكد من جديد على ضرورة احياء أفق سياسي وضمان وضع مستدام في غزة».
مشاركة :