قتل فلسطيني في غارة إسرائيلية جديدة على قطاع غزة اليوم (السبت) فيما استمرت الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي لليوم الثاني على التوالي. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في بيان مقتضب تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن فلسطينيا قتل وأصيب أخر في استهداف إسرائيلي على مدينة خانيونس جنوب القطاع. وأوضح البيان أن إجمالي الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ عصر أمس الجمعة بلغ حتى اللحظة 11 قتيلا من بينهم طفلة 5 أعوام وسيدة (23 عاما)، فيما أصيب 80 آخرون بجروح مختلفة. ومن بين القتلى تيسير الجعبري قائد منطقة غزة وشمال القطاع في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي و3 من مساعديه تم استهدافهم داخل شقة في برج سكني في حي الرمال وسط مدينة غزة. في المقابل، واصلت سرايا القدس وفصائل مسلحة أخرى إطلاق الرشقات الصاروخية من غزة إلى إسرائيل، فيما سمع دوي صفارات الانذار في محيط مدينة أشكلون وعدد من التجمعات السكنية المحيطة بالقطاع. وقالت الحركة في بيان مقتضب إن "لا حديث عن تهدئة أو وساطات حتى اللحظة" مع استمرار موجة القصف الإسرائيلي على غزة، محذرة من أن الوضع في القطاع يتجه "للتصعيد". وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 160 قذيفة صاروخية أطلقتها الجهاد الإسلامي منذ بداية العملية باتجاه إسرائيل، سقطت 30 منها داخل القطاع، بينما اعترضت منظومة القبة الحديدية 60 منها فيما سقطت أخرى في الخلاء. وأوضح الجيش بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة أنه يستعد لأسبوع واحد على الأقل من القتال في قطاع غزة، مؤكدا أن الجعبري لن يكون الأخير في قائمة الاستهداف خلال الأيام القادمة. وأشار إلى تنفيذ أكثر من 30 غارة منذ بدء العملية التي أطلق عليها "الفجر الصادق" على أكثر من 40 هدفا تابعا للجهاد بواسطة 55 صاروخا وقذيفة، لافتا إلى أن بين الأهداف راجمات صاروخية، وورش عمل لإنتاج الأسلحة، ومستودعات لتخزين قذائف صاروخية، ومواقع رصد. في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية صباح اليوم إغلاق شواطئ ريشون لتسيون وأشكلون واشدود وبلماحيم ونيتسانيم وزيكيم بسبب التصعيد الأمني مع قطاع غزة. وفي هذا الصدد، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الليلة الماضية من خروج التصعيد المتواصل في قطاع غزة عن نطاق السيطرة. وأعربت اللجنة في بيان مقتضب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه عن قلقها إزاء التصعيد الحالي، معتبرة خروجه عن السيطرة سيترتب على ذلك عواقب وخيمة على السكان المدنيين. ودعا البيان كافة الأطراف لاحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى أن اللجنة تتابع الوضع عن كثب وعلى اتصال وثيق مع جميع الأطراف. من جهتها، حملت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن "العدوان والجرائم" التي ترتكبها في غزة. وقالت الوزارة في بيان إن الحكومة الإسرائيلية هي التي أقدمت على التصعيد الخطير في الأوضاع، مؤكدة حق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعمليات القتل والتدمير، في الدفاع عن نفسه. وأشادت الوزارة، بالجهود المصرية والعربية المبذولة لوقف التصعيد الإسرائيلي، مطالبة المجتمع الدولي بسرعة التحرك لإجبار إسرائيل على وقف "عدوانها فورا"، وتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وأشار البيان إلى أن الوزارة تتابع تطورات العدوان مع سفارات فلسطين والمستويات الدولية بما في ذلك المسار القانوني الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، حتى تتحمل الأطراف كافة مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية في وقف العدوان ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة. وبدأت التوترات الحالية بعد اعتقال القوات العسكرية الإسرائيلية مسؤولا كبيرا في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية في وقت سابق من الأسبوع، فيما تعهدت الحركة بالرد على ذلك، مما أدى إلى رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في جنوب إسرائيل على طول الحدود مع غزة. وخاضت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة منذ العام 2007 عدة حروب في القطاع في السنوات الأخيرة، كان آخرها قبل أكثر من عام في مايو 2021.
مشاركة :