سكان تعز اليمنية يسلكون الجبال الوعرة لإيصال مساعدات لمدينتهم المحاصرة

  • 12/28/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يحمل سكان مدينة تعز في جنوب غرب اليمن الأكياس وعلب المواد الغذائية وأسطوانات الغاز على ظهورهم، ويسلكون دروبا جبلية وعرة، لإيصال المساعدات لمدينتهم المحاصرة منذ أشهر من قبل المتمردين الحوثيين. وتمتلئ المسارات الجبلية المتعرجة والصخرية التي تقود إلى تعز، ثالث كبرى مدن اليمن، برجال من مختلف الأعمار، ونساء مسنات، يحملون على ظهورهم أكياسا من النايلون تحوي مواد غذائية أساسية، أو أسطوانات الغاز، ويسلكون دروبا خطرة وشديدة الانحدار. ويقوم بعض هؤلاء أحيانا بربط ثلاث علب من الكرتون إلى ظهرهم، مستخدمين قطعا من القماش لربطها بعضا إلى بعض، وعندما يصيبهم الإرهاق يستريحون على الصخور التي تغطي سفح الجبل. أما غير القادرين على السير في هذه المسارات الصعبة، فيعتمدون على الحمير والجمال. إلا أن وعورة المسارات المليئة بالحجارة، وثقل الأحمال المربوطة إلى ظهرها، تجعل بعض هذه الحيوانات غير قادرة على التحمل، كمثل حمار أسود اللون وقع أرضا، ما تطلب من أربعة شبان على الأقل العمل على رفعه عن الأرض وحضه على إكمال السير. ويناهز عدد المقيمين في المدينة 600 الف شخص، يدفعون منذ أشهر ضريبة العدوان الذي تشنه ميليشيا الحوثي وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفي حين تسيطر قوات الشرعية اليمنية على المدينة، يفرض الحوثيون وحلفاؤهم حصارا عليها منذ أشهر، ويقومون بقصفها بشكل دوري بالمدفعية والصواريخ، تزامنا مع اشتباكات على أطرافها بين الجانبين. وعلى رغم طلب الأمم المتحدة إدخال المساعدات إلى المدينة على هامش مباحثات سلام بين طرفي النزاع الأسبوع الماضي في سويسرا، إلا أن هذه المعونات لم تجد طريقها إلى سكان المدينة. ويقول عادل الشبع، أحد سكان المدينة، وهو يلهث بعد صعوده الجبل هذه المواد الغذائية نحاول إيصالها إلى مدينة تعز لكي نفك الحصار. يضيف وهو يمسك بيديه حبلا ربط من خلاله كيسا من النايلون إلى ظهره الحوثي و(القوات الموالية للرئيس السابق) علي عبدالله غلقوا (قطعوا) علينا الطريق المعبد، ولذلك نحمل الغذاء عبر الجبال لنوصله إلى المدينة. إلا أن المهمة ليست سهلة، أكان بالنسبة إلى السكان الذين يبدو عليهم الضعف والوهن على رغم اعتياد اليمنيين الحياة الجبلية الصعبة، أو حتى للدواب التي تتنقل بصعوبة نظرا لوعورة الدرب وثقل الحمل على ظهرها. ويقول الشاب عمر هزاع أثناء استراحة قصيرة المنطقة جبلية وعرة شديدة الانحدار، ونعاني من التعب الشديد أثناء التنقل. أما سلطان عبدو الذي وضع على رأسه قبعة بيضاء وزرقاء لتقيه حرارة الشمس، فبدا عليه التعب والوهن بعد السير مسافة طويلة. ويقول الطريق وعر، نقطع مسافة ستة كلم تحت شمس حارقة. يضيف وهو ينظر إلى سكان آخرين يصعدون الجبل بما يشبه السلسلة البشرية نلتحف السماء ونعاني من العطش. إضافة إلى القصف والمعارك، يواجه سكان المدينة والمتطوعون العاملون في المجال الإغاثي، خطر عمليات القنص التي تهدد تحركاتهم. وفي 17 ديسمبر، أعلنت الأمم المتحدة أثناء المباحثات بين طرفي النزاع التي أجريت برعايتها في سويسرا، عن استئناف المساعدات الإنسانية إلى تعز بشكل فوري وكامل. إلا أن هذه العمليات لم تنفذ.

مشاركة :