زى النهاردة 6 أغسطس سنة 1939 ذكرى ميلاد البطل المصري “أحمد الهوان” أو “جمعة الشوان” زى ما كلنا عرفناه من خلال مسلسل “دموع في عيون وقحة” اللي تناول قصة حياته وكان من بطولة الزعيم “عادل إمام”.. تعالوا نكلمكم شوية عن بطل يستحق إن تفاصيل قصته تتعرف أكتر. “الهوان” اتولد في مدينة السويس.. والده صعيدي ووالدته من السويس.. والده دخلّه الكُتاب ولما تفوق فيه كمل تعليمه في المدرسة لكن والده طلب منه يسيب التعليم عشان يساعده في محل البقالة بتاعه، وكان بيديله مرتب نصف قرش يشتري بيه حلاوة وزلابية!.. كبر شوية واشتغل مع خاله في مقاولات المراكب، وكانت مهمته دهن المراكب بمقابل 6 قروش في اليوم وزادت بقت مع الوقت 20 قرش!.. اللي حصل إن شغله في المراكب كان بداية عشقه لعالم البحر؛ فإشتغل مساعد لواحد اسمه الريس عتريس على فلوكة بشراع بحري، وبدأ يتقن اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية واليونانية والألمانية اللي كان بيسمعهم من الأجانب اللي بيمروا من خلال قناة السويس.. في سنة 1967 بقى عنده شركتين سياحة واحدة اسمها “أبو سمبل” لكن حصلت نكسة 5 يونيو وتم تهجير سكان مدن القناة للدلتا.. أجر شقة في سوق التوفيقية في وسط البلد في القاهرة بـ 150 جنيه وبعد 4 شهور قعدة فلوسه كانت خلاص تقريباً خلصت.. افتكر إن كان ليه صديق قبطان يوناني فسافرله وطلب منه شغل فعرض عليه القبطان يشتغل ظابط إداري على مركب بحري بمرتب 180جنيه إسترليني ووافق “الهوان”.. أثناء شغله الجديد سافر لدول أوروبية كتيرة واتعرف خلالهم على حبيبته الإسرائيلية “جوجو” اللي كانت طُعم من الموساد عشان يجندوه.. فيه ناس تبعها كانوا في الأساس ظباط في الموساد بس هو مايعرفش طلبوا منه بشكل واضح ومباشر إنه يمسك رئاسة فرع شركة للحديد والصلب وافتتاح مكتب لها في مصر في عمارة الإيموبيليا في شارع شريف مقابل 185 ألف دولار، وأمروه بزيارة القناة ومنطقة البحيرات المرة ومعرفة كل اللي بيحصل فيها خصوصاً إن فيه 13 سفينة أجنبية محجوزة بسبب إغلاق القناة، وقالوله إنهم مهتمين بالموضوع بحجة إنهم هيشتروها لما تتعرض في المزاد كخردة بعد فتح القناة.. طول رحلة رجوعه للقاهرة شك “الهوان” فى كل اللي قابلهم لإن أسمائهم كانت غريبة بالنسباله فقرر يروح لمبنى المخابرات العامة المصرية وطلب يقابل الرئيس “جمال عبدالناصر” شخصياً فإتحجز يومين وسلم الـ 185 ألف دولار وحكاله اللي حصل فبعته “عبدالناصر” للمخابرات اللي طلبوا منه ينفذ طلبات الموساد بالحرف!.. بدأ يمد الموساد بمعلومات حقيقية لأماكن وهمية خاصة بقواعد الصواريخ، واتعلم في مدينة ليل الفرنسية الاستقبال بالراديو والحبر السري وجمع المعلومات عن الجيش والرأي العام.. رئيسه في المخابرات كان اللواء “محمد عبدالسلام المحجوب” وزير التنمية المحلية الأسبق، أو “الريس زكريا” زى ما جه في المسلسل ولعب دوره الفنان القدير الراحل “صلاح قابيل”.. مرتبه الشهري من الموساد كان 5 آلاف دولار و100 دولار عن كل رسالة بالحبر السري، والمعلومات الخاصة لها سعر خاص، وكمان كانوا بيدوله 50 أو 100 أو 1000 دولار عن كل نكتة بيقولها ليهم عن لسان المصريين لإنهم كانوا بيستخدموها في تحليل المزاج العام المصري من خلالها!.. زار تل أبيب 38 مرة خلال 11 سنة، و”جولدا مائير” رئيسة الوزراء الإسرائيلية كرمته بعد نجاحه في إجتياز اختبارات جهاز كشف الكذب على مدى 4 ساعات.. ابن “الهوان” قال في حوار صحفى معاه بعد وفاة والده من 8 سنين تقريباً إن عدد ظباط الموساد اللي استجوبوا والده كان 48 ظابط بيسألوه مرة واحدة!.. مش إتنين بس زى ما جه في المسلسل!.. وده بيدل على إهتمام الموساد وقتها للإستفادة القصوي من “الهوان”.. بعد حرب أكتوبر بـ 9 أيام بس بعت الموساد رسالة لـ “الهوان” بيقولوله فيها : (احضر للبيت فورًا) يعنى تعالا تل أبيب!.. “الهوان” رفض عشان كان خايف أحسن يكون اتكشف بس الرئيس “السادات” أصر على سفره وقال له: (مصر إذا احتاجتك يا أحمد حط راسك في خدمتها ولو تحت عجلات تروماي لإن مصر أهم منا كلنا).. سافر ورجع مصر بعد 17 يوم بالظبط وهو معاه أحدث جهاز إرسال واستقبال واللى المخابرات المصرية كانت أطلقت عليه اسم “البطة السمينة” لإن إسرائيل كان معاها واحد من أصل 3 نسخ في العالم كله، وقدر “الهوان” إنه يخدعهم ويجيب واحد منهم للقاهرة جوه توستر عيش ومعاه 48 كريستالة ألماظ حر عشان تشغل الجهاز!.. الساعة 11.15 قبل ظهر الأربعاء 22 ديسمبر سنة 1976 أرسلت المخابرات المصرية برقية موجزة للمخابرات الإسرائيلية مكتوب فيها: (من المخابرات العامة المصرية، إننا نكرر شكرنا على إمدادكم لنا بأدق وأخطر أسراركم، التي كشفت لنا المزيد من عملائكم داخلياً وخارجياً وذلك على مدى سنوات، وإلى اللقاء في معارك ذهنية أخرى).. في سنة 2007، كان “الهوان” نفسه يسجل سيرته الذاتية على شريط غنائي يحكي فيه على نغمات السمسمية تجربته الوطنية ومغامراته مع الموساد، وأول خطوة قام بيها كانت تسجيل مشوار حياته على 20 شريط كاسيت بواقع ٤٠ ساعة عشان يعرضها على شاعر غنائي يدمجها في مجموعة أغنيات وطنية متصلة، ويتم طرحها في ألبوم وفيديو كليب جاد تعتمد مشاهده على صور من حرب ١٩٧٣ وفرحة الانتصار.. اتوفي “أحمد الهوان” في سنة 2011 بس بعد ما ساب قصة وملحمة بطولية هتفضل للأبد في الذاكرة.. بالمناسبة.. بعد وفاة “الهوان” قررت محافظة السويس إطلاق اسم “البطل أحمد الهوان” على مدرسة وشارع رئيسي في المحافظة اعترافاً بدوره في خدمة بلده على الوجه الأمثل.. ربنا يرحمه هو وكل أبطال مصر.
مشاركة :