اختتمت الصين أمس أوسع مناورات عسكرية تنفّذها في محيط تايوان، وذلك ردّا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، ما هوى بالعلاقات الأمريكية الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات. وأثارت بيلوسي التي تتبوأ ثالث أعلى منصب في الدولة الأميركية سخط الصين بزيارتها إلى تايوان، وهي أرفع مسؤول أمريكي يزور الجزيرة منذ 25 عامًا. وردّت بكين على هذه الخطوة بتعليق سلسلة من المباحثات والشراكات الثنائية، لا سيما في مجال التغير المناخي والدفاع. كما أطلق الجيش الصيني أوسع مناورات عسكرية في تاريخه، حاشدًا لها طائرات وسفنًا حربية وصواريخ باليستية في سياق ما اعتبره محللون محاكاة لحصار تايوان واجتياحها. وكشفت القيادة الشرقية للجيش الصيني التي تشرف على هذه العمليات أنها أجرت «تدريبات مشتركة في البحر وفي المجال الجوي في محيط تايوان، وفق ما كان مقرّرا». وأكّدت أن الغرض من هذه المناورات هو «اختبار القوة النارية في الميدان والضربات الجوية الطويلة المدى». ورصدت السلطات التايوانية حتى الساعة 17,00 السبت (09,00 ت غ) «عشرين طائرة للنظام الشيوعي و14 سفينة تشارك في مناورات مشتركة بين سلاح الجوّ والبحر في محيط تايوان»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع. وتجاوز 14 منها الخطّ الأوسط، ما دفع تايبيه إلى إطلاق دوريات لصدها، بحسب الوزارة، واعتبرت الوزارة في بيانها أن هذه المناورات «هي بمثابة محاكاة لهجوم ضدّ جزيرة تايوان الرئيسية». وهذا الخطّ الأوسط الذي رسمته الولايات المتحدة إبّان الحرب الباردة في وسط مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن برّ الصين الرئيسي لم يحظ يوما باعتراف من بكين. وأوضحت الوزارة في بيانها أن «حركة الملاحة الجوية والبحرية يمكنها أن ترجع تدريجًا». أما المنطقة السابعة الواقعة في شرق تايوان، فيوصى بتفاديها حتّى العاشرة من صباح الاثنين (02,00 ت غ)، وفق المصدر عينه. في الجانب الصيني، لم ترد وزارة الدفاع على طلبات للتأكيد على نهاية المناورات، وفي دليل على مدى اقترابه من السواحل التايوانية، نشر الجيش الصيني السبت صورة التقطتها إحدى سفنه العسكرية، على ما يقول، تظهر مبنى للبحرية التايوانية على بعد بضع مئات الأمتار فقط. وفي الأيام الأخيرة، نددت تايبيه بلا توقف بهذه المناورات، ودانت «جارة تضمر لها الشرّ»، داعية بكين السبت إلى «الوقف فورًا عن التصعيد والقيام بأعمال استفزازية هدفها تخويف الشعب التايواني».
مشاركة :