نجحت مؤسسة نور دبي، أكبر الجهات الصحية الإنسانية الإماراتية المتخصصة بعلاج أمراض العيون، في إنقاذ حياة الطفلة اليمنية عفراء، البالغة من العمر 3 سنوات والمقيمة بالإمارات مع أسرتها، التي أصيبت في عينها اليمنى بورم سرطاني نادر جداً عالمياً. وأكدت المؤسسة، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، أنها تمكنت من منع استئصال عين الطفلة عفراء، وإنقاذها من الإعاقة البصرية الدائمة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بجمهورية مصر العربية ومستشفى دار العيون في القاهرة بمصر. وتكفلت المؤسسة بعلاج الطفلة مجاناً، وتحملت كافة تكاليف علاج الطفلة التي تتجاوز 300 ألف درهم، وتخضع الطفلة لعملية المتابعة والمراجعة الطبية في الوقت الراهن ولمدة 6 أشهر، والاستمرار في متابعة الحالة حتى عمر 6 سنوات للتأكد من الشفاء الكامل من الورم السرطاني. وتفصيلاً، قالت الدكتورة منال عمران تريم، المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي: «تعاني الطفلة عفراء من سرطان في شبكية العين، وعادة ما يصيب هذا النوع من الورم الأطفال في عمر سنة أو سنتين، وهو نادر جداً عالمياً، كما أن الأطباء الذين يقومون بعلاجه نادرون جداً في العالم». وأضافت: «هذا الورم يهدد حياة الطفل، لأنه من الممكن أن ينتقل إلى الدماغ عن طريق عصب العين، وكذلك يمكن أن ينتقل للعين الأخرى ويسبب العمى الكلي». ولفتت إلى أنه في السابق كان العلاج المتوفر هو استئصال العين بالكامل، إلا أنه هناك علاج جديد مبتكر وطريقة طبية حديثة للتعامل مع مثل هذا النوع من الورم السرطان، وهو ما تم تطبيقه على الطفلة عفراء. وذكرت أنه تم عمل حقن كيماوي لمكان الورم السرطاني بالعين، عن طريق عملية قسطرة بالقلب، وتمكن الفريق الطبي من تجاوز خطورة مثل هذا النوع من العمليات، لأن البنت صغيرة السن. وأفادت أنه تم إجراء عملية الليزر على مكن الورم للعين المصابة، ثم إعطاء جرعة أخرى من الكيماوي نتيجة انتقال الورم إلى مكان آخر في نفس العين المصابة، مشيرة إلى أنه تم عمل 4 جرعات كيماوي وعمليتين لليزر للطفلة عفراء حتى الآن، وهي تخضع للمتابعة الطبية بشكل مستمر. وأعلنت تريم، أن الورم السرطاني بدأ يتقلص، وستتم متابعة قياس الورم بشكل شهري ولمدة 6 أشهر، وفي حالة استمرار تقلص حجم الورم، سيتم إجراء عملية تصحيح النظر للطفلة، وإذا لم يحدث ذلك سيتم تعرض الطفلة مرة أخرى لجرعة كيماوي أو أكثر حسب الضرورة، وأيضاً إجراء عملية الليزر. وأشارت إلى أنه تم اختيار مستشفى دار العيون بمصر، لأنه من أفضل المرافق الطبية المختصة في مثل هذا النوع من العمليات، وتم اختيار الدكتور عادل علي الدين، الأستاذ في أمراض عيون الأطفال، وهو من أوائل المتطوعين مع مؤسسة نور دبي منذ نشأتها في عام 2008، وأجرى الكثير من العمليات لصالح المستفيدين من خدمات المؤسسة. وأكدت المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي، أن المقيمين في دولة الإمارات ممن يعانون من أمراض العيون، ينالون قسطاً كبيراً من عمليات وعلاجات المؤسسة، حيث تعمل المؤسسة في خطين متوازيين، الأول داخل دولة الإمارات، والثاني خارج الدولة.
مشاركة :