كونا - قال محللان نفطيان كويتيان إن أسعار النفط العالمية فقدت نحو 8 بالمئة من قيمتها خلال تداولات الأسبوع الماضي بفعل المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي إضافة إلى بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي أظهرت ارتفاع مخزونات النفط على خلاف التوقعات بتراجعها. وأوضح المحللان اليوم الأحد أن أسعار النفط تلقت دعما بعد قرار تحالف (أوبك +) الذي نص على "زيادة طفيفة" في الانتاج اعتبارا من سبتمبر المقبل بمقدار 100 ألف برميل يوميا وهي أقل من الزيادات السابقة التي أقرها التحالف خلال الاشهر القليلة الماضية والبالغة 400 ألف برميل يوميا. وقال الخبير النفطي أحمد كرم ل(كونا) إن أسعار النفط بلغت مستويات قياسيه منذ اندلاع الأزمة الروسية الاوكرانية لكون روسيا شريكا أساسيا في تحالف (أوبك +) الهادف لتحقيق التوازن النفطي العالمي. وأكد كرم أن الأسعار الحالية هي أيضا نتيجة لقرارات خفض الانتاج المسبقة ل (أوبك +) التي أتت ردا على التداعيات الاقتصادية لأزمة انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19) عالميا وما صاحبها من حالات إغلاق عام لمواجهة انتشار الفيروس. وبين أن تحالف (أوبك +) بدأ خلال الفترة الماضية برفع تدريجي للانتاج وفقا لحصص متفق عليها بين الأعضاء ما ساهم في ضبط الأسعار والحفاظ على مستوياتها المرتفعة عن طريق ضبط كمية المعروض في الأسواق النفطية. ورأى أن الأسعار الحالية "مناسبة جدا" للدول المنتجة التي تعتمد بشكل "كلي" على الإيرادات النفطية في موازناتها المالية مبينا أن القرار الأخير لتحالف (أوبك +) الذي ينص على رفع الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا اعتبارا من سبتمبر المقبل ساهم في انخفاض الأسعار نتيجة تزايد المخاوف بشأن حدوث ركود اقتصادي. وأشار إلى أن هناك "تذمرا كبيرا" من الدول الاقتصادية الكبرى والمستهلكة للنفط على الأسعار الحالية التي تفوق استطاعتها إذ طالبت في مناسبات عدة الدول المنتجة للنفط بزيادة إنتاجها بغية عودة الأسعار الى مستويات 70 دولارا للبرميل وهو ما تراه "سعرا عادلا". من جهته قال الخبير في مجال الطاقة جمال الغربللي إن التوقعات تشير إلى أن الركود الاقتصادي العالمي سيقلص الطلب على النفط خلال الفترة المتبقية من العام الحالي متوقعا أن تكون أسعار النفط بين 85 و90 دولارا للبرميل خلال الربع الأخير من العام الحالي. وأضاف الغربللي أن قرار تحالف (أوبك +) الأخير بشأن زيادة الإنتاج بواقع 100 ألف برميل بداية من شهر سبتمبر المقبل سيسهم في الحفاظ على بعض المكاسب. ولفت إلى أن "هذه الزيادة عكست صلابة موقف منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وتحالف (أوبك +) في الحفاظ على أسعار النفط.
مشاركة :