السفن الحربية الصينية والتايوانية تخوض لعبة "القط والفأر"

  • 8/8/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، إلى تايوان تثير ردود فعل صينية غاضبة، حيث أفادت تقارير بأن السفن الحربية الصينية والتايوانية مارست لعبة “القط والفأر” في أعالي البحار الأحد، بعد تدريبات عسكرية صينية لم يسبق لها مثيل استمرت أربعة أيام. وكانت الصين ردت على زيارة نانسي بيلوسي الأسبوع الماضي للجزيرة، المتمتعة بالحكم الذاتي، بتجارب إطلاق لصواريخ باليستية فوق عاصمة الجزيرة للمرة الأولى، وقطعت روابط اتصال مع الولايات المتحدة بما يشمل الحوار بين القادة العسكريين والمحادثات المتعلقة بالمناخ. وتتمتع تايوان بالحكم الذاتي منذ عام 1949، عندما تولى الحزب الشيوعي بزعامة ماو تسي تونغ السلطة في بكين، بعد هزيمة الحزب القومي الصيني كومينتانغ بزعامة تشيانغ كاي شيك في حرب أهلية، مما دفع أعضاءه إلى الانسحاب إلى الجزيرة. وأبحرت حوالي 10 سفن حربية من كل من الصين وتايوان على مسافة قريبة من بعضها البعض في مضيق تايوان، حيث عبرت بعض السفن الصينية الخط الفاصل، وهو حاجز غير رسمي يفصل بين الجانبين في مضيق تايوان، وفقا لما ذكره مصدر مطلع. وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إن العديد من السفن العسكرية والمقاتلات والطائرات المسيّرة الصينية أجرت تدريبات مشتركة بالقرب من الجزيرة، لمحاكاة هجمات على تايوان والسفن التايوانية. وأضافت أنها أرسلت طائرات وسفنا للرد “بشكل مناسب”. غراف وذكر التلفزيون الرسمي الصيني الأحد نقلا عن أحد المعلقين قوله إن الجيش الصيني سيجري من الآن فصاعدا تدريبات “منتظمة” على الجانب الشرقي من الخط الفاصل في مضيق تايوان. وقال المصدر المطلع “بينما اندفعت القوات الصينية باتجاه خط الوسط الفاصل، مثلما فعلت السبت، ظل الجانب التايواني قريبا لمراقبة الوضع، وحيثما أمكن، حرم الصينيين من القدرة على العبور”. وأفاد المصدر بأن “الجانبين يظهران ضبط النفس”، واصفا المناورات بأنها مثل لعبة “القط والفأر” في أعالي البحار. وأوضح أن “أحد الجانبين يحاول العبور، والآخر يقف في طريقه ليحرمه من التقدم… ويجبره على العودة في النهاية إلى الجانب الآخر”. وقالت تايوان إن صواريخها المضادة للسفن التي تنشرها على الساحل وصواريخ باتريوت سطح – جو في وضع الاستعداد. وأفادت وزارة الدفاع بأن مقاتلاتها من طراز أف – 16 كانت تحلق بصواريخ متطورة مضادة للطائرات. ونشرت صورا لصواريخ هاربون المضادة للسفن تحملها طائرة أخرى. وقالت السبت إن قواتها سارعت إلى الدفع بطائرات لتحذير 20 طائرة صينية، من بينها 14 تجاوزت خط الوسط. كما رصدت 14 سفينة صينية تقوم بأنشطة حول مضيق تايوان. ◙ الجيش الصيني سيجري من الآن فصاعدا تدريبات «منتظمة» على الجانب الشرقي من الخط الفاصل في مضيق تايوان وكانت وكالة الأنباء الصينية ذكرت الأسبوع الماضي أن التدريبات الصينية، التي تتمركز في ستة مواقع حول الجزيرة، التي تقول الصين إنها تابعة لها، بدأت الخميس وتستمر حتى منتصف نهار الأحد. ولم يصدر أي إعلان من الصين الأحد بشأن ما إذا كانت التدريبات قد انتهت. وقالت تايوان إنها غير قادرة على التحقق مما إذا كانت الصين قد اختتمت التدريبات كما هو مقرر. ومع ذلك، قالت وزارة النقل التايوانية إنها ترفع تدريجيا القيود المفروضة على الرحلات الجوية عبر مجالها الجوي، موضحة أن إشعارات التدريبات لم تعد سارية. لكنها أشارت إلى أن تايوان ستواصل توجيه الرحلات الجوية والسفن بعيدا عن أحد مواقع التدريبات، التي لم تؤكدها الصين مطلقا، قبالة ساحلها الشرقي حتى صباح الاثنين. وقال الجيش الصيني إن المناورات البحرية والجوية المشتركة، إلى الشمال والجنوب الغربي والشرق من تايوان، ركزت على قدرات الضربات البرية والهجمات البحرية. ووصفت الولايات المتحدة، التي تدعم استقلال تايوان، التدريبات بأنها تصعيد، حيث قال متحدث باسم البيت الأبيض “هذه الأنشطة تصعيد كبير في جهود الصين لتغيير الوضع الراهن. إنها استفزازية وغير مسؤولة وتزيد من مخاطر سوء التقدير”. وأضاف “كما أنها تخالف هدفنا طويل الأمد المتمثل في الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وهو ما يتوقعه العالم”. وتقول الصين إن علاقاتها مع تايوان شأن داخلي وتحتفظ بالحق في إخضاع الجزيرة لسيطرتها بالقوة إذا لزم الأمر. في المقابل، ترفض تايوان مزاعم الصين قائلة إن شعب تايوان هو الوحيد الذي يمكنه تقرير مستقبله. كما حذرت الصين الولايات المتحدة من “التصرف بتهور” وخلق أزمة أكبر. وقالت وكالة أنباء شينخوا التي تديرها الدولة في تعليق إن زيارة بيلوسي ما هي إلا “ألعوبة سياسية” لتعزيز صورتها الشخصية. وأضافت “مع الإصرار على الذهاب إلى الجزيرة، من الواضح أنها لا تهتم بالإضرار بالعلاقات الصينية – الأميركية أو وضع السلام عبر مضيق تايوان على المحك”. ووصلت بيلوسي، المعروفة بانتقادها للصين منذ فترة طويلة والحليف السياسي للرئيس جو بايدن، إلى تايوان في وقت متأخر الثلاثاء، في زيارة هي الأعلى مستوى لمسؤول أميركي إلى الجزيرة منذ عقود، على الرغم من التحذيرات الصينية. وقالت إن زيارتها تظهر التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم الديمقراطية في تايوان. وصرحت بيلوسي في مؤتمر صحافي في اليابان الجمعة بأن رحلتها إلى آسيا “لا تتعلق بتغيير الوضع الراهن في تايوان أو المنطقة”. ونددت وزارة الخارجية التايوانية بالمناورات الصينية “العدوانية والاستفزازية”، وحثت على “الوقف الفوري لمثل هذه السلوكيات التي تصعد التوتر وتعرض الصالح العام للمنطقة والعالم للخطر”.

مشاركة :