هل تريد أمريكا ومعها الدول الغربية وكندا أن يغيروا منهج الكون الذي خلقه الله بتشجيع الشذوذ الجنسي والسماح لهم بالتزاوج رسمياً.. لقد خلق الله الكون على أساس أن الرجل الذكر يتزوج المرأة الأنثى لينجبوا أبناء من الجنسين ووضع المبادئ الأخلاقية بين الزوجين وهي المودة والرحمة ليعيشوا حياة سوية في أسرة واحدة يتعامل أفرادها مع بعضهم البعض باحترام ومحبة وإخلاص.. وأوضح الله سبحانه ذلك في القرآن والإنجيل والتوراة الأديان الثلاثة التي نزلت على أنبيائه موسى وعيسى ومحمد رسول الله الذي جعله آخر الأنبياء وخاتمهم.. وكما نعلم أن الدين الإسلامي انفرد خلاف اليهودية والمسيحية بنزول القرآن الكريم الذي أرسله الله سبحانه منه مباشرة إلى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الملاك جبرائيل الذي كان يوحي إلى الرسول الكريم الآيات القرآنية في مدة استغرقت 23 سنة ليكمل القرآن الكريم ككتاب.. حيث وضع الله به المناهج الأخلاقية التي جعلها سبحانه هداية للبشر ومن خلال ممارستها يجدون الراحة النفسية والسكينة.. والتي يجب على الإنسان أن يلتزم بها لكي يرضى الله عنه.. هذه الهداية للبشر أساسها الزواج بين الرجل والمرأة بعقد رسمي وإنجاب الأبناء حتى لا ينقطع نسل الإنسان فيعمر الكون على أساس من المحبة للبشر والأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة والحكم العادل ونشر حب الخير لكي يعيش الناس في راحة يريدها الله لهم إلى يوم القيامة ليعاقب من خالفه ويسعد من أطاعه. ألم يقرأ هؤلاء ماذا فعل الله في قوم لوط منذ آلاف السنين الذين نشروا الفساد الأخلاقي في عصرهم وكان الرجال يتزوجون الرجال والنساء يتزوجن النساء.. فأرسل إليهم النبي لوط عليه السلام لكي يرشدهم حتى يتركوا الشذوذ الذي يمارسوه لكنهم أصروا على ارتكابه بغرور.. وكلنا نعلم من خلال الكتب السماوية الثلاثة كيف عاقبهم الله بتحطيم مدنهم والقضاء على الفاسدين منهم.. ووصف ذلك الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في (سورة الحجر) نوع العقاب الذي طبقه عليهم لعنادهم بأن أرسل عليهم الزلازل ورماهم بأحجار من سجيل، كل ذلك يبين لنا أن الله وضع هذا الكون وحدد قوانينه ولا يستطيع الإنسان تجاوزها وإلا سيعاقب عليها سواء في حياته أو يوم القيامة. لقد تمادت أمريكا والدول الأوروبية عندما استطاعوا الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة التي نتج عنها الاختراعات التي أصبح يمارسها الناس في الطب والعلوم المختلفة ومنها الإنترنت على مخالفة أديانهم ورميها وراءهم وممارسة الرذيلة من خلال حرية ممارسة الجنس دون زواج.. والشذوذ بين الرجل والرجل والمرأة مع المرأة.. ولم يكتفوا بتلك المخالفات الوقحة لله سبحانه في الخفاء.. وإنما اعترفوا به رسمياً بعد أن وضعوا كتبهم السماوية وراءهم بفرض قوانينهم الأرضية في الزواج والطلاق وتقسيم الميراث.. ويريدون اليوم أن ينشروا هذا الشذوذ لدول العالم لتمارسه شعوبهم من خلال تأثير الوسائل الإعلامية التي تملكها هذه العقول الشيطانية. وقاموا بتغيير قوانين الزواج والتبني للشاذين بأن قاموا بتغيير اسم الوالدين إلى الأبوين1 والأبوين2.. فهل يعقل ذلك؟ وكأن ما يفعلوه لن يكون وراءه عقاب من ربهم الذي خلق الإنسان ووضع قوانينه لهذا الكون إلى يوم القيامة وسيصيبهم عقابه المؤلم يوماً دون أن ينتظر يوم القيامة، سيرسل إلى دولهم الزلازل مثلما فعل في «قوم لوط» في «سورة الحجر» وغيرها مما ذكره القرآن في السور الأخرى وكذلك في الإنجيل والتوراة بأن أرسل عليهم الزلازل والحجارة من سجيل وقضى عليهم.. كما أن هذه الدول التي لا تعترف حكوماتها بالتقسيم الديني لأفراد الأسرة قد تتجاوزه مرة أخرى لتحلل زواج الأخ بأخته.. ولن تتوقف هذه القوانين الشاذة لأنهم لا يعترفون بالقوانين الأخلاقية التي يفرضها الله في أديانه.. وسوف يزدادون فسوقاً وفجوراً. إن الدول الإسلامية والمسيحية واليهودية الملتزمة بقوانين الله أخلاقياً وأسرياً تعاني من انتشار هذا الفساد في إعلامهم ومحطاتهم العالمية مثل «نتفليكس» و«أبل» «وبرايم أمازون» وغيرها لكي يفسدوا مفاهيم الأسرة بأفلامهم ومسلسلاتهم التي تتسرب من خلال المشاهدة غير الواعية لهذه المفاهيم الخاطئة إلى عقول الأطفال وذلك من خلال الأفلام الكرتونية وغيرها من الأفلام والمسلسلات. إن أطفال ومراهقي هذه الدول المحافظة التي لا تزال تتمسك بالأخلاق الفاضلة مهددون بتقبل هذه الفكرة الشاذة والقيام بممارستها مستقبلاً لكثرة تكرارها في أفلامهم ومسلسلاتهم على أنها أمر طبيعي.. ونحن بحاجة إلى توعية للسكان من الجهات المسؤولة إعلاميا وإذاعياً ومن خلال التلفزيون والصحافة لتوضيح مدى خطورة ممارسة الشذوذ الجنسي وتحريمه في الأديان السماوية.. وإن هذه الممارسة الشاذة سينتج عنها أمراض مثل الإيدز وغيره.. إلى جانب غضب الله سبحانه وعقابه لمن يمارسه. كما أن على الآباء أن يقوموا بالشرح لأبنائهم أن ممارسة هذا الشذوذ يجلب غضب الله وعقابه يوم القيامة لمن يمارسه.. وأن ينبهوا مربياتهم بمراقبة أبنائهم عندما يشاهدون هذه الأفلام والمسلسلات في بيوتهم وبيوت أصدقائهم، ومع الأسف تقوم معظم الأمهات بشراء تلفونات لأبنائهم منذ سن 6-12 سنة تلتقط الإنترنت في بيوتهم أو في بيوت أصدقائهم.. والخطر الأكبر على المراهقين في الدول الاسلامية.. لأن الآباء ينجبون عددا كبيرا من الأبناء وليس لديهم الوقت ولا الطاقة لمتابعتهم.. أولا يهتمون بما يشاهد أبناؤهم.. وحتى من ينجب عددا قليلا من الأبناء ولا يهتم بتربيتهم وتوضيح مخاطر الحياة عليهم إلا عدد من الآباء المشرف على تربية أبنائه لكي يحميهم مما يضرهم. والمؤسف أن هذه المحطات الأمريكية «نتفليكس» و«أبل» و«أمازون» وغيرها من المحطات الأوروبية الزوجية من الممكن أن تكون بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة في الزواج منذ الطفولة.. وكذلك للمراهقين من خلال أفلام الشباب وهنا تكمن الخطورة على مستقبل أبناء الدول التي لا تزال تلتزم بمفاهيم الله سبحانه وتعالى. فهل نستطيع صد هذا الإعلام الذي يدخل إلى بيوتنا ويتواجد في بعض مسلسلاته أو أفلامه هذه التلميحات الخطرة؟ لكي نحمي مستقبل أبنائنا من هذا الشذوذ الجنسي.
مشاركة :