هزّ انفجاران عنيفان العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين فجر الاثنين، إثر فشلهم في نقل وإطلاق صاروخ باليستي، في مؤشر خطير يتنافى مع الهدنة الأممية التي تم تجديدها الثلاثاء الماضي لمدة شهرين. ونقلت وكالة "خبر" اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن "الانفجار ناتج عن صاروخ فشلت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا في إطلاقه من معسكر الحفا جنوبي صنعاء". في حين ذكر مصدر آخر أنه سمع دوي انفجارين في معسكر الحفا، وأنه من غير المستبعد أن آثار انفجار الصاروخ امتدت إلى أجسام متفجرة أخرى. وفرضت جماعة الحوثي طوقا أمنيا بمحيط معسكر الحفا جنوبي صنعاء، ومنعت الاقتراب بالتزامن مع وصول سيارات الإسعاف. وأكد المصدران أنه لم يسمع تحليق للطيران في أجواء صنعاء. وأفادت وسائل إعلام يمنية نقلا عن مصادر عسكرية بمقتل 6 خبراء إيرانيين ولبنانيين وعدد من عناصر جماعة الحوثي، بسبب انفجار صاروخ باليستي أثناء إعادة تركيبه داخل معمل ومخزن للأسلحة في معسكر الحفا، مما أدى إلى انفجار المخزن الذي يحتوي على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر المخزنة. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي باليمن، صورا ومقاطع فيديو للانفجارات، التي تسببت في أضرار جسيمة في المنازل القريبة وأحدثت حالة من الرعب والهلع بين السكان. وقال القيادي الحوثي نصرالدين عامر "لا وجود لغارات طبقا للمعلومات المتوفرة لديه حول الانفجارات حتى الآن"، بينما نقل موقع "عدن توداي" عن مصادر عسكرية حوثية قولها إن "الانفجارات التي سمع صوتها في العاصمة صنعاء نتيجة لبقايا القذائف والقنابل العنقودية بسبب الأجواء التي أدت إلى انفجارها". وهذه الواقعة هي الثانية من نوعها التي تضرب صنعاء منذ سريان الهدنة الأممية في الثاني من أبريل الماضي، حيث انفجر قبل أيام صاروخ باليستي آخر قرب مطار صنعاء ما أدى إلى مصرع خمسة مهندسين من عناصر الحوثيين بينهم أجانب، وإصابة مدنيين وتضرر منازلهم. واعتبرت الحكومة اليمنية ذلك مؤشرا خطيرا على تدفق الأسلحة الإيرانية المهربة واستغلال الهدنة الأممية لتكديس المزيد منها وسط الأحياء السكنية، واتخاذ المدنيين دروعا بشرية. واستغلت جماعة الحوثي الهدنة الأممية لتحقيق مكاسب متعددة، سواء في تنفيذ عمليات عسكرية عدائية، أو تركيب قطع أجسام الصواريخ والمسيّرات المهربة من إيران، أو نقل معدات عسكرية إلى حدود جبهات القتال وغيرها.
مشاركة :