ياسمينة خضرا كاتب يستدعي النصوص السابقة ليبني منها دلالات جديدة

  • 8/9/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صدرت عن دار رؤى فكرية للنشر والتوزيع بالجزائر دراسة نقدية بعنوان “التناص في رباعية ياسمينة خضرا” للباحثة رفيقة سماحي. ويقوم الكتاب على دراستين نظرية وتطبيقية للتناص في رباعية “بم تحلم الذئاب”، و”سنونوات كابول”، و”الصدمة”، و”أشباح الجحيم” للروائي الجزائري ياسمينة خضرا. التناص في الأدب مصطلح نقدي يقصد به وجود تشابه بين نص وآخر أو بين عدة نصوص، ويقال في موضع آخر تناص القوم أي ازدحموا. أما كمفهوم، فهو تداخل نصوص أدبية مختارة قديمة أو حديثة شعرا أو نثرا مع نص القصيدة الأصلي، بحيث تكون منسجمة وموظفة ودالة قدر الإمكان على الفكرة التي يطرحها الشاعر. وفي الرواية يعتبر التناص ضرورة لتأصيل النص في بيئته، فنجد الكتاب يتناثون مع نصوص دينية وتراثية وحتى مع وثائق سابقة، كله في إطار انفتاح الأدب على واقعه وتغلغله فيه. وقسمت سماحي الفصل الأول إلى أربعة مباحث؛ حدّدت في الأول مفهوم التناص وظهوره، وعالجت في الثاني مظاهر التناص ودواعيه، وخصصت الثالث لأنماط التناص، وكشفت في الرابع عن مستويات التناص. أمّا الفصل الثاني، فحمل عنوان “النص الغائب في رباعية ياسمينة خضرا”، وقُسم إلى أربعة مباحث؛ ناقش المبحث الأول التناص الديني في الخطاب الروائي (القرآن الكريم والحديث الشريف)، وتناول المبحث الثاني التناص التراثي بأنواعه (الشعبي، والتاريخي، والجغرافي)، وعاين المبحث الثالث التناص السياسي، أما المبحث الرابع فتوقف عند التناص الأدبي. وحدّدت الكاتبة في الفصل الثالث التراكم النصّي في الرباعية الروائية، من خلال ثلاثة مباحث؛ حيث كشفت في المبحث الأول عن النص الموازي في الرباعية، وتعرضت في المبحث الثاني إلى الحوار والنص التراثي، وكشفت في المبحث الثالث عن جماليات تكثيف التجربة الفنية، ورصدت في الخاتمة مجموعة من النتائج التي استخلصتها. وأكّدت الباحثة أنّ ياسمينة استطاع تكثيف وتنويع مرجعياته في رباعيته المدروسة؛ فتقاطعت تلك النصوص ومرجعيات أخرى خارجية وداخلية، ولم يستدعِ الروائيُّ تلك النصوص على نحو جاف صامت، بل استدعاها عبر مستويات مختلفة، محاورا لها ومنشئا دلالات جديدة. وتخلص الباحثة إلى أنّ ياسمينة حاول في بعض رواياته تقديم الشرق للغرب بالتعريف بحياتهم ومشكلاتهم وانشغالاتهم وطريقة تفكيرهم في أعماله “سنونوات كابول” و”الصدمة” و”أشباح الجحيم”. وتحفل روايات الكاتب بالنصوص الغائبة سواء النصوص الدينية أو التراثية الشعبية أو التاريخية فكل هاته النصوص قام الروائي باستحضارها سواء بوعي منه أو عن غير وعي، عن طريق الامتصاص والحوار، ما يكسب النص الحاضر جمالية وغنى دلاليا نتيجة حديث الرواية عن العشرية السوداء كما أن الرواية تلاقت مع أعمال الروائي نفسه وتقاطعت معها.

مشاركة :