زاد منسوب الطموحات لدى المسؤولين الأردنيين لدعم مسار تنمية قطاع الفوسفات بعد العثور على احتياطيات جديدة من هذا المورد الإستراتيجي، والذي تراهن عليه البلاد لتكون ضمن طليعة الدول في هذه السوق المهمة. وقالت وزارة الطاقة والثروة المعدنية إن مشروع استكشاف الفوسفات في شرق البلاد حقق إنجازات ونتائج مؤملة وعالية تتعلق بنوعية وسماكة الخام. وقدرت الوزارة الاحتياطي الأوّلي المُكتشف بحوالي 600 مليون طن من خام الفوسفات ضمن المنطقة التي تم الانتهاء منها حتى الآن. وتقع منطقة الدراسة في منطقة الريشة – الرويشد في الجزء الشرقي من البلاد على الحدود المحاذية للسعودية والعراق بمساحة مستهدفة تقدر بحوالي 120 كيلومترا. وأوضحت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أن “أعمال الحفر والتنقيب مستمرة وتستهدف الانتهاء من المرحلة الأولى مع نهاية هذا العام وإصدار تقرير فني نهائي في الغرض”. صالح الخرابشة: نركز على القطاع لتعظيم الفائدة والتوسع في فرص العمل وتم اكتشاف الفوسفات بشرق البلاد للمرة الأولى من خلال فريق مسح جيولوجي محلي في عام 2008. ومنذ ذلك الحين تعمل الجهات المعنية على تحديد الاحتياطي بدقة. ولم تذكر الوزارة ما إذا كانت تتعاون مع شركات أجنبية في عمليات التنقيب، لكن خبراء يرجحون أن تقوم بعقد شراكات في الفترة المقبلة للاستفادة من هذا المخزون بشكل مثالي. وتشير إحصائيات صندوق النقد العربي إلى أن الأردن يحتل المرتبة الثالثة عربيا في إنتاج الفوسفات بعد كل من المغرب ومصر، وتليه كل من السعودية وتونس. وتمتلك البلاد خامس أكبر احتياطات للفوسفات في العالم بواقع 3.7 مليار متر مكعب، وهي تعد بتحقيق عوائد مالية كبيرة في حال تعزيز استثمارها بالشكل الأمثل. وكان وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة قد أطلق في يناير 2021 مشروع استكشاف خام الفوسفات في المنطقة المذكورة لتحقيق تكاملية العلاقة ما بين حقل الريشة الغازي ومشروع استكشاف الفوسفات الذي يعد مشروعا مهما للبلاد. وفي تصريحات سابقة للوزير الخرابشة أكد أن الوزارة تركز جهودها حاليا على الصناعات التحويلية لقطاع التعدين لتعظيم الفائدة منه والتوسع في فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المحيطة بهذه المشاريع. وبحسب آخر النتائج التي أعلنتها الوزارة في تقرير لها، فقد تم الانتهاء من حفر أكثر من 46 بئرا تراوحت سماكتها بين 25 و35 مترا بمجموع أطوال تجاوزت ألف متر وتم جمع وتحليل أكثر من 960 عينة. وأظهرت نتائج أكثر من 15 بئرا، أن ربع الكميات المكتشفة من الفوسفات ذات جودة عالية، في حين تراوحت النسبة المتبقية والتي ظهرت بأكثر من 20 بئرا متوسط الجودة. ويمتاز الفوسفات الصخري في منطقة الريشة بقلة نسب الشوائب الطينية والتي تم احتسابها من خلال نسب مجموع أكاسيد الألمنيوم والحديد والمغنيسيوم إلى نسب أكسيد الفسفور. وكانت النتائج لنسبة هذه الشوائب قليلة جدا وصلت الى أقل من 0.04 في المئة وهي نسبة منخفضة عالميا والتي تدفع بهذا الخام ليكون ملائما لصناعة الأحماض الفسفورية والصناعات التحويلية المختلفة. وتم إعداد وتنفيذ خطة تنقيب واستكشاف شاملة من قبل وزارة الطاقة وانطلق العمل بها في نهاية العام الماضي، واستهدفت الدراسة مساحة ثلاثة آلاف كيلومترا قُسمت لمراحل استكشاف، كل مرحلة تقدر بين 120 و150 كيلومترا. وتقول الحكومة إنها تتجه بثبات لتطوير قطاع التعدين لتعظيم مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، حيث يعتبر الأردن من أكبر منتجي ومصدري الفوسفات والبوتاس والبروم والأسمدة والأحماض الكيميائية. مناجم الفوسفات تتطلع إلى بلوغ طاقة إنتاج تقدّر بحوالي 13 مليون طن خلال السنوات المقبلة مع مواصلة عملية التنقيب والاستكشاف وتعزيز كفاءة الإنتاج عبر توظيف التكنولوجيا وتمكّن الأردن بفضل خطط تطوير قطاع الفوسفات من تحقيق قفزة قياسية في كميات الإنتاج العام الماضي، ليدعم بذلك موقعه بين كبار المنتجين في المنطقة العربية والعالم، خاصة وأنه يطمح إلى زيادتها خلال الأعوام المقبلة. وقالت شركة مناجم الفوسفات المملوكة للدولة في بيان في فبراير الماضي إنها “سجلت العام الماضي إنتاج نحو 10 ملايين طن من الفوسفات”، مؤكدة أن هذه الكمية “تعد الأكبر في تاريخ الشركة منذ تأسيسها في 1953”. وتتطلع مناجم الفوسفات في إطار خطط إلى بلوغ طاقة إنتاج تقدّر بحوالي 13 مليون طن خلال السنوات القليلة المقبلة مع مواصلة عملية التنقيب والاستكشاف وتعزيز كفاءة الإنتاج عبر توظيف التكنولوجيا. وتنتج البلاد خام الفوسفات عبر أربع شركات على ملك الدولة، بالإضافة إلى شركة فودجي الأردن للأسمدة التي تنتج يوميا نحو 1.35 ألف طن من فوسفات الأمونيوم ونحو 1.67 ألف طن من اليوريا. وينتج مجمع الأسمدة الصناعي، الذي تساهم فيه الحكومة بحصة مع مناجم الفوسفات، مادة ثنائي فوسفات الأمونيوم وحامض الكبريتيك والفوسفوريك وفلوريد الألمنيوم. كما تنتج الشركة الهندية – الكندية للكيماويات حامض الفوسفوريك. وبالإضافة إلى إنتاج الأسمدة المركبة، التي تقوم الشركة اليابانية – الأردنية بإنتاجها وتصديرها بالكامل إلى اليابان، تقوم شركة هيدرو أغري – الأردن بإنتاج حامض الفوسفوريك والأسمدة المركبة وثنائي فوسفات الأمونيوم. ومطلع الشهر الحالي، أعلنت الشركة المملوكة للدولة أنها حققت أرباحا قبل الضرائب بقيمة 549 مليون دينار (775.6 مليون دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع نحو 251 مليون دولار على أساس سنوي.
مشاركة :